أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - شريعة الوجود الديناصورى















المزيد.....

شريعة الوجود الديناصورى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنظر إلى حال الثورة فى مصر وما آلت إليه من أستحواذ أقلية نفعية كانت تترصد تطورات الأحداث، ودخول لعبة المصالح السلطوية بين الداخل والخارج، وماقامت به تلك الأقلية من عزل الشعب المصرى وثورته، وصعدوا فجأة كالديناصورات المنقرضة منذ مئات السسنين، وأنقضوا على الثورة عطشى للسلطة والحكم وتصفية الحسابات، وتباروا فى إظهار ثوريتهم فى الإعلام المسيطرين عليه وأعلنوا أنهم أول من قادوا الثورة وحملوها على أكتافهم الديناصورية!!
هذه الحالة المرضية التى أصابت الثورة والثوار فى مقتل يمكن أن تجعلنا نتخيل أو نتوهم فى لحظة أن الثورة كأنها لم تحدث، وأن التغطية الإعلامية المصرية والعربية والعالمية إلى جانب الأنترنت ومواقع الأتصال الإجتماعى التى بدأت منها الشرارة الأولى هى مجرد فقاعات إعلامية أوهمتنا للحظات بوجود الثورة على أرض مصر ووسط شعبها، فالظلام الذى خيم فجأة على المجتمع بالوجود الغير مرغوب فيه لتلك المخلوقات التى خرجت علينا من قبور التاريخ البدائى.

لكن لا بد من االتفرقة بين ثورة شعب على مستعمر أجنبى وبين ثورة شعب على واحد من أبناءها خان الأمانة، هذا الفرق هو الذى أعطى للثورة شكلها السلمى الجديد حيث لم يحتاج الشعب إلى اللجوء إلى حمل السلاح لقتال المستعمر الأجنبى، إلى جانب أننا نعيش فى عصر الحداثة والتمدن والأنترنت حيث أمتلكت فيها الشعوب وخاصة الشباب قاعدة معرفية تقدمية رافضة للجمود والروتين اليومى الذى أبتكره النظام السياسى، ومن هنا أنطلقت ثورة الشباب الحديثة ثورة بيضاء بكل معنى الكلمة، لكن الذى لطخها بالدماء كان المجلس العسكرى وحلفائه فى السلطة الذى قام بتغيير أهدافها الشعبية.
الثورة حدثت فى لحظة من اللحظات التى من الصعب تكرارها، لأن فرار بن على كالفأر المذعور بمجرد خروج الشعب فى مظاهرات، كان أمراً غير قابل للتصديق خاصة من دكتاتور مثل الرئيس التونسى، ونفس الأمر وجدناه يحدث ويتكرر مع الرئيس السابق مبارك الذى يبدو أنه راقب الموقف التونسى جيداً وشعر أن الحصار حوله قد بدأ، لذلك لم يقاوم طويلاً بعد أن شعر الجميع من حوله سياسيين أو عسكريين أنه من الواجب التضحية به فى هذا الظرف المناسب لتغيير الخريطة السياسية التى يمسك بها جيداً المجلس العسكرى الذى يتفاخر دائماً بأنه أنحاز إلى جانب الثورة.

الثورة حدثت لكن كان يتربص بها المجلس العسكرى الذى ساند التيارات الدينية بكل قواه، حتى أبتلعوا الثوار الذين لا حول لهم ولا قوة، الثوار الشباب عديمى الخبرة أمام القابعين فى أركان الظلام يتحينون الفرص الذهبية للإنقضاض على الثورة والثوار الذين لا يملكون فى أيديهم إلا شعارات حماسية وفى عقولهم لا يملكون إلا إسقاط النظام، وأستطاعوا تحقيق هذا الحلم الكبير الذى كان كل مصرى يحلم به سراً، لكن الذى لم يعرفه الثوار الشباب أن الثورة على أرض الواقع ليست هى التى تحدث فى كواليس السياسة التى تحالفت مع المجلس العسكرى، الجميع أعتقد أن المجلس فى صف الشعب لكنها كانت نصف الحقيقة، والنصف الآخر لن يعلنه المجلس العسكرى أبداً لكن قد تكشفه الأيام والوقائع.

الكثير من أبناء مصر يدافعون عن أفعال المجلس العسكرى بحجة تدعيم الأمن والأستقرار، لكنهم يخفقون فى فهم ألاعيب العسكرية عندما تتداخل مصالحها مع سياسة الدولة نفسها، لن أتحدث عن ألاف القتلى وألاف الجرحى الذين أتهم فيها الإعلام المصرى كذباً أعوان النظام السابق، لأنها كلها كانت تحدث بتنظيم وتنسيق مباشر من المجلس العسكرى وأستغلاله لإخلاص الكثيرين للنظام السابق الحريصين على وظائفهم لإرتكاب الجرائم ضد الشعب لإحداث الفوضى المطلوبة لإستمراره أطول وقت ممكن لتحقيق ما يحلم فى تحقيقه.
الثورة حدثت لكن من يريد أن يفكر سيستطيع أن يجيب على سؤال: لماذا يقوم الآن المجلس العسكرى بمحاكمة الآلاف من المدنيين والناشطين المصريين وأصحاب الأسماء الكبيرة فى المجتمع المصرى الذين ينتمون إلى الثورة أمام محاكم عسكرية؟ لماذا يحاكم هؤلاء ويتركون ألاف البلطجية والجنود الذين نفذوا مخططات تدمير مجتمع الثورة المصرى؟

يعيش المواطن المصرى وسط مهرجانات فوضوية يفتعلها المجلس العسكرى مع أعوانه السياسيين ليتناسى الجميع قضاياهم المصيرية، مثال ذلك قضية منظمات المجتمع المدنى والتمويل الأجنبى، وهى قضية لمن لا قضية له، قضية تم إثارتها وترويجها إعلامياً فى الوقت المناسب لتحويل أنظار المجتمع المصرى عن أولوياته فى إيجاد حلول لمشاكله الأقتصادية التى تحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات لكى يقف الأقتصاد والشعب على قدميه، لكن لأن الإعلام يسير بأوامر الحكومة والمجلس العسكرى فإن قضية التمويل الأجنبى ليست جديدة ولا تستحق كل تلك الفرقعة الإعلامية المقصودة، لأن الحكومة المصرية هى التى تسمح أو ترفض الترخيص لتلك المنظمات المدنية منذ زمن مبارك وبالتالى فالتمويل لتلك المنظمات التى تخدم المجتمع المصرى وبالطبع من يمولها، ليست بهذا الحجم وبهذه الضخامة من التهويل الحكومى المقصود ليقطعوا ألسنة الشعب عن الكلام فى المشاكل الحقيقية للمجتمع المصرى الذى ينهار إقتصادياً وأن يكفوا عن الخوض فيما يدور خلف الكواليس العسكرية.

الثورة حدثت لكن المتسلطين على حكم مصر يريدون القضاء على كل من يقدم خدماته للمجتمع المصرى المدنى ويحاولون التشهير بهم ليخسروا مصداقيتهم أمام الشعب المصرى، لذلك كانت قضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى مثال على التدمير الحقيقى للفكر المدنى ولكل من يسانده سواء كان مصرياً أو أجنبياً، وطبيعة الهلع الذى تشعر به التحالفات السياسية والعسكرية فى مصر خوفاً من الفكر الحضارى الذى سيكتسح من طريقه كل تخلف يريد البعض فرضه على شعب مصر.
التمويل الأجنبى ترتفع حوله الأصوات والتهم بالمؤامرة والتخوين، لأنهم حصروه فى الدول الغربية وأمريكا، وتجاهلوا عمداً مع سبق الإصرار التمويل الأجنبى الذى يأتى بالملايين من دول الخليج والسعودية ومصادر أخرى، لكن ذلك التمويل لا أحد يتكلم عنه لأنه لا يدخل إلى منظمات المجتمع المدنى، لكن إلى جماعات وجمعيات أخرى يعلمها الجميع، وهنا يستطيع كل مواطن مصرى حريص على بلده أن يكتشف أين هى تلك العيوب التى يجب الكشف عنها والأعتراف بها حتى يتخلص منها المجتمع.

الثورة حدثت فى عقول الملايين من شعب مصر لكنهم أضاعوها من بين أيديهم عندما تركوا آذانهم مفتوحة وأستجابوا للدعوات العنصرية التى حسمت نتيجة الإنتخابات البرلمانية وكل ذلك كان بموافقة المجلس العسكرى حتى تتحقق خطته المرسومة بإحكام منذ قيام الثورة وتنحى الرئيس عن السلطة، وكانت النتيجة برلمان مصرى منتخب ديموقراطياً لكنه غير مؤهل سياسياً أو ثقافياً ليقود دولة حضارية كبيرة بحجم مصر.
من الصعب والحال هذه أن نأتى بتصورات لما سيفرزه المجتمع من نتائج ستعكس مدى أستفادة الشعب مما يقع من إيجابيات وسلبيات لأفراد السياسة الجديدة وما يريدونه من تقدم أو تخلف للشعب المصرى، كل ذلك يتوقف على ما تحقق وما أكتسبه كل مصرى من نضج خلال السنة الأولى من عمر الثورة.

كلمة أخيرة:
أخشى أن تتحول السياسة المصرية إلى مسلسل كوميدى أبطاله العسكر والحرامية!!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ضحية العقلية البدوية
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون
- خواطر فى ذكرى 25 يناير
- سنة أولى ديموقراطية
- مصر الجديدة بنت القديمة
- الإجرام الرسمى فى حق المرأة
- عيد ميلاد الحوار المتمدن
- الأنتخابات الدينية فى مصر
- غيبوبة صاحب القرار
- القمع الدموى للشعوب
- عورة الرجل وعورة المرأة
- النظام العسكرى المصرى
- الإعلام والقانون فى مصر
- مصرع الطغاة
- ماسبيرو وأسوان أين مصر
- شكراً ستيف جوبز
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - شريعة الوجود الديناصورى