أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - القمع الدموى للشعوب














المزيد.....

القمع الدموى للشعوب


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة فى حياتى أشاهد تلك المشاهد الكئيبة التى خلقتها المؤسسة العسكرية، تلك المشاهد الهمجية التى تقودها قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية وقوات خاصة يحشدها المجلس العسكرى وكأنه فى حرب مع أعداء يريد إستئصالهم من على وجه البسيطة، مشاهد دموية تكتشف منها غياب العقل والمنطق القيادى فى المؤسسة العسكرية والوزارية الحاكمة فى مصر، ذلك الغياب الذى يجعل تلك القوات العدوانية تقتل شباب مصر وتعتبر وجودهم فى وسط الشارع جثث هامدة مجرد زبالة ويحاولون سحب تلك الجثث ليلقوا بها إلى جانب أكوام الزبالة!!!
هذا المشهد المنتشر فى فيديوهات الانترنت، لم أسمع من القياديين الحاكمين أعتذار خاص عنه وسرعة القبض على أصحابه الذين شوهوا صورة المدافعين عن الشعب المصرى، وجعلوها صورة العار المصرى الكبير!!!
سأترك كل المشاهد الدموية الأخرى ومشاهد الدخان الكثيف وقنابل الغاز والخرطوشات المطاطية، كل تلك المشاهد الذى لا يوجد قانون إنسانى أو منطق عسكرى يبيح أستخدامها ضد مواطنين يتظاهرون سلمياً، مواطنين يتم أستباحة حقهم فى الحياة دون رحمة من القوات المنوط بها حمايتهم والمحافظة على حياتهم، إنه قمة التناقض الذى يعيشه المجتمع المصرى وعندما يسأل المواطن البسيط قائلاً: لمصلحة من يرتكب المجلس العسكرى تلك الأعمال العدوانية وفى مجملها جرائم خطيرة ضد الوطن والمواطن؟

ما الذنب الذى أرتكبه كل مواطن خرج من بيته أعزل يريد أن يعبر عن إرادته سلمياً حتى يفقد عينه برصاص قوات المجلس العسكرى؟
لماذا كل تلك الوحشية التى لا توجد لها مبررات منطقية ضد المواطنين المسالمين وفى نفس الوقت يتركون البلطجية طلقاء أحرار فى أتم الصحة والعافية؟
إلى هذه الدرجة أصاب الإنحدار الأخلاقى بالقيادات الأمنية إلى أرتكاب الإرهاب ضد أبناء الوطن نفسه؟
إن المأزق الذى تعيشه مصر هو إنكشاف القناع عن أسلوب الحماية والدعم الذى يقدمه المجلس العسكرى إلى التيارات الدينية ومحاولة تجميلها للسيطرة على الوطن المصرى الحضارى لتحويله إلى خراب وتخلف يرضى به الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، إنه صورة جديدة من الأستبداد الذى يطرحه أنصار المجلس العسكرى فى المجتمع المصرى الذى وجد نفسه مرة أخرى فى ثورة جديدة ضد الغباء القيادى الذى يحطم كل الآمال فى تفعيل أهداف الثورة المصرية.
هل صنع خيراً المجلس العسكرى فى قبول إستقالة حكومة عصام شرف، أم هذه إحدى الخطوات التى يخطط لها قادة المجلس العسكرى؟
هل تحتاج مصر إلى حمايتها من أبناءها الذين يتولون الدفاع عنها؟ إلى متى يتنكرون لواجباتهم الحقيقية كأبناء لمصر والأنخراط الحقيقى فى تحقيق الثورة على أرض الواقع فى كل مجال فى المجتمعت المصرى؟
هل تريدون إنقاذ مصر حقاً أم أن الأمر كله مجرد تمثيليات متقنة مع تحالفاتكم المشبوهة؟
سؤال لا يحتاج إلى التساؤل: لماذا تعتقل وتبعد الشرطة وقوات الشرطة العسكرية الأطباء الذين يقومون بواجباتهم الإنسانية لإنقاذ حياة المواطنين العزل الذين تقتلهم قوات الأمن والشرطة العسكرية؟
متى تكون مصر هى المرجعية الوحيدة لكل مصرى حاكم كان أو محكوم؟

إن تراكم المشاكل والعقبات على المجتمع المصرى، جعلته عاجزاً عن إدراك طريق الخلاص الحقيقى وتشوهت لديه معالم ذلك الطريق وتداخلت مشاعره الدينية مع مشاعره الدنيوية، حتى أصاب تفكيره الخلل ولم يعد قادراً على تحديد موقفه العقلى خاصة وأن وسائل الإعلام العربية تمتلكها وتسيطر عليها تيارات دينية تبث خطابها العنصرى الغيبى بين أفراد الشعوب العربية بكافة طوائفها ومذاهبها.
هذه الثقافة العدوانية الدموية الموجهة من المصريين " القادة العسكريين والداخلية" وضد المصريين، هى ثقافة غيبية بكل المقاييس لأنها تعتبر أن كل من لا يؤمن بى ويتفق معى فهو عدوى ويقف فى صفوف الأعداء، وهذا هو واقع المنهجية العسكرية ووزارة الداخلية، التى أثبتت الأيام صدقها فى مواجهات دموية مع متظاهرين سلميين يعبرون عن أنفسهم بالكلام والشعارات وليس بالأسلحة التى يستعملها التابعين للمجلس العسكرى.
متى يفهم حكام مصر العسكريين الخطأ المعيب فى حق مصريتهم بأستمرار أعتقالهم شباب مصر بأتهامات عسكرية والأصرار على محاكمتهم عسكرياً على تهم ساذجة فى الوقت الذى يتركون المجرمين الحقيقيين يرتكبون الجرائم ضد شعب مصر؟

أسئلة كثيرة تثور مع تصاعد الغليان الشعبى حدة لكثرة القرارات التى أتخذها المجلس العسكرى ولم يتم تنفيذ شئ منها إلا ما يعود بالفائدة على المجلس العسكرى نفسه، يزداد الغليان لأن الشعب المصرى أكتشف أن كل ما يحدث من جرائم ومشاكل وضعف أمنى وضعف حكومى يتم تحت رعاية المجلس العسكرى لتنفيذ ما يتم التخطيط له فى الخفاء من أجل السيطرة على شعب مصر فهل سينجحون؟ الكلمة الأخيرة ستكون للشعب المصرى لو أستيقظ وأسترد عقله فى الوقت المطلوب.
كلمة أخيرة: من يرفض الأعتذار عن جرائمه إلى شعبه هو دكتاتور!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عورة الرجل وعورة المرأة
- النظام العسكرى المصرى
- الإعلام والقانون فى مصر
- مصرع الطغاة
- ماسبيرو وأسوان أين مصر
- شكراً ستيف جوبز
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية
- موسيقى الثورة الصاخبة
- النرويج وأيديولوجية الإرهاب
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة غمر فيضانات مفاجئة قطارًا في نيويورك
- هل مات حل الدولتين أم ينتظر لحظة التحول؟ دبلوماسي إسرائيلي س ...
- -غزة ليست مزرعة حيوانات-.. مسؤول في حماس يعلق على زيارة مبعو ...
- إطلاق نار على فتاتين في غزة - بي بي سي تنظر فيما حدث وفي عشر ...
- ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية على 90 دولة
- تظاهرة في أثينا دعمًا لغزة ومطالبة بمساعدات إنسانية
- -يجب إغراق غزة بالمساعدات-.. وزير خارجية فرنسا: لم نعد نملك ...
- عودة -بينيوايز- إلى المحيط: إطلاق سلحفاة بحرية ضخمة بعد شفائ ...
- متطرفون يمينيون يمتلكون آلاف الأسلحة القانونية في ألمانيا
- أبرز المواقف الدولية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - القمع الدموى للشعوب