أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الشياطين بين الجنة والسلطان














المزيد.....

الشياطين بين الجنة والسلطان


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنتصار ثورة 25 يناير على نظام دكتاتورى حكم مصر لمدة ثلاثين سنة، هو نجاح كبير بكل المقاييس المحلية والأقليمية والعالمية، وأستطاع المواطن المصرى أن يشعر أخيراً بالفرح والأمل فى زوال كل مظاهر الفساد وإيجاد الحلول للمشاكل والأزمات الأقتصادية التى تعصف بحياة المواطن اليومية الذى لا يجد بسهولة رغيف الخبز لأفراد أسرته، والمواد الأولية التى يسيطر عليها تجار السوق السوداء.
بعد أنتصار الثورة وسقوط مبارك، بدأت رموز حكمه فى التساقط والهروب إلى الخارج خوفاً من المحاكمة ومصادرة أموال الشعب التى سرقوها خلال حكمه، ورأى العالم تورط عدد كبير من كبار المسئولين فى الحكومات السابقة فى النهب والفساد وما نتج عنه من تدهور أقتصادى كبير، وعندما فتحت ملفات الحكم السابق ، أكتشفنا الثروات الطائلة لأسرة مبارك وجميع أصدقاءه ومعاونيه والوزراء السابقين سواء فى الداخل أو فى الخارج.
هذه الصورة التى تكلمنا عنها الآن كان من السهل أنكشافها وأنفضاح أمرها للجميع بل والثورة عليها فى حينها، لكن النظام السابق أستطاع تجنيد وهى الكلمة المنطقية التى تعبر عن هؤلاء الأشخاص الذى أستطاع النظام جعلهم عملاء لحماية حكم مبارك، مما أنتج ستار من التعتيم على المواطنين لكن مع كثرة الفساد بدأ الشعب يرى ما يرتكبه النظام فى حقه من تدمير للوطن، وكل هذا كان بمساعدة الأنظمة العربية البترولية الغنية التى يهمها أستمرار تخلف مصر، حتى تخلوا لهم الساحة ويحتلوا مكانها الريادى على الساحة العربية والدولية، وهو ما شاهدناه فى قضايا كثيرة على الساحة العربية.
هل أنتهى حكم مبارك ولم يعد له تأثير على الأحداث الحالية؟
أصبح تشتيت أفكار المواطن المصرى، هو العمل الضرورى للقوى التابعة للنظام السابق وبعض القوى التى مازالت تتبعه وتتظاهر من أجله أو أقلية صامتة فى الجيش والمصالح الحكومية والمجتمع بصورة عامة، وعلى سبيل المثال خداع المواطن بالتظاهر من أجل قضايا جانبية لا تؤثر عليه حتى يترك الحديث عن مشاكله الحيوية، فوجدنا من مطالب المتظاهرين وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، رفع أسم وصور حسنى مبارك من المكاتب الحكومية والمرافق العامة، وهى قضايا جانبية يزرعها عناصر من نظام مبارك العائد لإفساد الثورة.
عندما تقول لنا الصحف أن الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء قال لأحد المرشحين للوزارة الذى تحمس وكان يريد كشف الفساد فى الوزارة التى سيرأسها قال له" عفا الله عما سلف " !! لا أتفق مع الوزير المرشح المتحمس لكشف الفساد ولا أتفق مع رئيس الوزراء الذى يقول عفا الله عما سلف، فالمنطق يقول مصر الآن فى مرحلة هامة جداً وتعانى من آثار فساد النظام السابق وفترة المظاهرات التى أوقفت عجلة الأنتاج وغيرها من المشاكل التى تحتاج إلى تكاتف العقول والأيدى لتنهض مصر من كبوتها، لذلك نحتاج إلى كل يد تزيل آثار ما خربه النظام القديم والبدء فى بناء مصر على أسس علمية حديثة، لكن الأهتمام يكون فى المقام الأول لقضية إعادة بناء مصر وأقتصادها.
أصدقاء مبارك الواقفين بجانبه ينصحونه بالتظاهر بالمرض والدخول فى غيبوبة حتى يظل فى المستشفى ولا ينتقل إلى السجن لمحاكمته، ويا لها من غيبوبة تحاصر أصحاب الضمائر الميتة الذين لا يعرفون مصلحة مصر، بل أهتمامهم الوحيد بمصلحة أنفسهم ومقدار ما يعود عليهم بالنفع من تلك العلاقة المرفوضة من جميع أبناء مصر الثوار، لكن على الجميع الأنتباه إلى جميع المحاولات التى يبذلها الموالين لنظام مبارك وينتظرون الفرص المناسبة لزرع الفتن بين الثوار.
مهما قيل أن الحكومة هى حكومة الثورة، بأفعالها لن يصدق أحد الدكتور شرف بإصراره على عدم تغيير وزراء من حكومة نظيف حتى اليوم، لابد أن يشعر الجميع بالتغيير وأن الوزراء فى الحكومة الأنتقالية يعبرون عن روح الثورة، لأن نفس الأسماء ونفس الوجوه القديمة معناه تبعية الحكومة الحالية أو المجلس العسكرى لنظام مبارك، إذ ليس هناك تعليل منطقى يجبر النظام ما بعد الثورة على الأستعانة بأعوان مبارك، وهل مصر الذى يقارب تعداد سكانها الخمس وثمانين مليون نسمة، هل لا يوجد بينهم من يصلح أختياره للمناصب القيادية فى تلك الفترة الأنتقالية ليقدم ما لديه من طاقة وعلم تحتاج إليه مصر فى أيامنا هذه؟

رجوع التظاهر من جديد لأسباب ثانوية بعيدة عن مشاكل المواطن اليومية، تجعلنا نسأل: هل أنهت الثورة كل مشاكل المصريين ولم يتبقى إلا قضايا الأموال المنهوبة وإزالة أسم مبارك وتصدير الغاز؟ لماذا لا يعى المواطن أن الذين يدفعونه للتظاهر تحت تلك الشعارات، هم من أعوان النظام السابق الذى يحاول التسلل بين جماهير الثورة وجعلها تهمل قضايا المواطن والدولة الحقيقية، فهل حان الوقت حتى نستيقظ من غفوة المشاعر السلبية التى تركها فينا النظام السابق؟
هل نصدق مايحدث على أرض الواقع من أفعال يقوم بها المجلس العسكرى والحكومة فى تعيين الوزراء وعدم الجدية والحزم مع أعمال البلطجة الحقيقية والتراخى فى محاكمة قتلى الثوار؟
أم نصدق ما يقال عن أن مبارك يحكم مصر من شرم الشيخ؟
رموز المظام المصرى السابق ومن يدور فى فلكهم من جماعات، يحاولون إثبات أنهم شياطين يريدون السيطرة على الجنة أو الفردوس مرة أخرى، فهل سيتركهم ثوار مصر الحقيقيين لتحقيق أحلامهم والأستيلاء على مصر؟
كلمة فى أذن المشير طنطاوى: لماذا لا تحسمون الأمور التى تثير البلبلة فى المجتمع المصرى حتى يؤمن الشعب بأنكم تعملون بصدق لصالحه وليس لصالح مبارك أو جهات أخرى؟ لأن الغالبية تلمس تزوير كبير يحدث لمطالب ولأفكار الثورة، فهل نحتاج إلى ثورة تصحيح أم نحتاج إلى أن يمارس المجلس العسكرى دوره الحقيقى لإنقاذ مصر من محبى السلطة والسلطان؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن


المزيد.....




- نور عمرو دياب تثير الجدل في فيديو متداول حول علاقتها بوالدها ...
- إيران تحذر مواطنيها من استخدام واتساب وتيليغرام لتفادي الاغت ...
- غالانت يكشف لـCNN الشروط الـ4 التي تحققت لشن هجوم على إيران ...
- قطر تعلن تواصلها يوميا مع أمريكا لإنهاء الصراع الإسرائيلي- ا ...
- مراسلة CNN لترامب: هل ستدمر قنبلة أمريكية برنامج إيران النوو ...
- هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من ا ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - ترامب يدعو إلى -استسلام غير مش ...
- متى تستدعي إيران حلفاءها بوجه إسرائيل؟
- جدارية ضخمة في طهران تكريما للمذيعة الإيرانية بعد القصف الإس ...
- الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الشياطين بين الجنة والسلطان