أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ميشيل نجيب - أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية














المزيد.....

أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 13:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أستوقفنى بشدة ما قاله الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المصرى فى تصريحات لجريدة المصرى اليوم، عندما وصف تزايد حالات المصريين المقدمين على إشعال النار فى أنفسهم ، أحتجاجاً على النظام المصرى ومشاكلهم التى لا نهاية لها ولا حل لها ، وصف الدكتور فتحى سرور ذلك بأنها حالات أنتحار سببها أضطرابات نفسية تؤدى إلى الأكتئاب الشديد، مما تؤدى وتدفع بأصحابها المرضى إلى الأنتحار أى إشعال النار فى أجسادهم !!
هذا الكلام الذى يصدر من فقيه دستورى مصرى على قمة الهيئات السياسية، يحاول تصوير اليأس والطرق المغلقة أمام الشباب والكبار أمام لقمة العيش ومتاعبهم اليومية بأنها أمراض نفسية، كيف يمكن الثقة فى نظام سياسى يبتكر النفاق والتحايل للهروب من الواقع المرير الذى يعيشه الشعب المصرى ؟
فى مقالى قبل السابق وعنوانه " الأمراض النفسية للشعب المصرى "، لم أكن أتصور بأن عقيدة الأختلال العقلى والأمراض النفسية المصاب بها الشعب المصرى، يمكن أن يؤمن بها رجل من قيادات شعب مصر بمستوى فتحى سرور وتاريخه السياسى ومكانته الرفيعة فى النظام السياسى الحالى !!
إذا كان الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، برلمانى القرن كما يصفونه يردد هذا الكلام الذى لا يصدر إلا عن إنسان لا دراية له بالعلم ولا بالثقافة ، فكيف بإنسان لا يقرأ ولا يكتب ؟؟
لم يكتفى الفقيه الدستورى البرلمانى المحنك بذلك، بل أعتبر وسيلة الأنتحار هذه أو إشعال النار، هى أبتزاز سياسى لتحقيق مطالب غير مشروعة يحاول هؤلاء الأفراد أن يجبروا النظام على الأستجابة إلى مطالبهم، وأعتبر الحالات التى حاول فيها أفراد حرق أنفسهم بأن الدافع إليها كان جذب الأنظار إليهم وإلى مشاكلهم الشخصية، أى يريدون الشهرة كنجوم السينما والعناء.
وحاول الدكتور البرلمانى المحنك، أستخدام ثقافته العالمية ، بأن لفت الأنظار إلى أن هناك تقارير وليس تقرير واحد، لمنظمة الصحة العالمية تؤكد على أن ظاهر الانتحار ، هى ظاهرة طبيعية تحدث فى كل دول العالم، معنى ذلك أن ما يحدث فى مصر شئ طبيعى جداً ويحدث فى أحسن الدول الأكثر تقدماً من مصر المتخلفة أقصد مصر المصنفة بين دول العالم الثالث!!.
فى الوقت الذى يحاول فيه رئيس مجلس الشعب المصرى تبرير ضيق الشعب بالفساد وكثرة المشاكل بإشعال أنفسهم وأنه أنتحار أى مجرد مرض نفسى يصيب أحسن الناس فى العالم، نجد أن هناك مصريون آخرون عمال دعم صادرات الغزل والنسيج بمنطقة السيوف بالأسكندرية، هددوا بالأنتحار الجماعى فى حالة عدم الأستجابة إلى مطالبهم التى أعلنوهما منذ أعتصامهم.
وأستمراراً لتلك الأمراض المستعصية ، وصلنا من الأخبار الطازجة تظاهر اليوم أربعمائة عامل من شركة مصر المنوفية للغزل والنسيح، أحتجاجاً على تدنى الحالة المادية لهم أمام مكتب النائب العام المصرى، وقاموا بالهتاف قائلين : " يا رئيس الجمهورية احنا عمال غزل المنوفية ، انقذونا من العذاب بدل ما نعيش فى ارهاب ، فى منطقتك يا مبارك عايزين عدلك وقرارك ".
" يا سيادة النائب العام الظلم حرام ، يا نظيف يا نظيف أحنا بقينا على الرصيف ".
هذه الحالات ليست الحالات الوحيدة ، بل تعددت الحالات فى القاهرة والأسكندرية، وأصبحت هناك عدوى مرضية تصيب المصريين بأعتبار أن الشعب المصرى يعانى من أضطرابات وأكتئابات نفسية حسب الخبير النفسى فتحى سرور، ولم يحاول أن يفسر لنا الفقيه البرلمانى الشهير، لماذا يعانى المصرى من الأمراض النفسية والأكتئابات العصبية والأختلالات العقلية فى السنوات الأخيرة ؟
من الواضح أن مسلسل إشعال المصريين لأنفسهم، سيستمر نظراً للتشجيع الذى أستمدوه من نموذج الشاب التونسى الذى أسقط نظام تونس السياسى، لكن القضية ستبقى بلا حل لأن الجميع يتجاهلها ويحاول وصفها بأوصاف بعيدة كل البعد عن جوهرها وعن حقيقتها، القضية هى قضية مجتمع حاكم ومحكوم يعيش فى حالة فساد ، ويحتاج إلى إسعاف فورى، لأن الحاكم أفسد المحكومين، النظام السياسى أفسد المجتمع المصرى بكل أنواع الفساد، حتى أصبح المصرى يسير وراء الشكليات والشعارات التى يصنعها له النظام بالرغم من أنه يموت جوعاً.
شعارات التوريث والطائفية والحجاب والبطالة والمخدرات والتفكك الأسرى والتحرش الجنسى بالنساء، وأكبر تلك الشعارات كان الهستيريا الدينية التى زرعها النظام بين معتنقى مختلف الأديان فى مصر، وغيرها من القضايا أو الشعارات التى أوجدها النظام لينشغل بها المجتمع والإنسان المصرى، كل ذلك فى غياب ثقافة مصرية حقيقية أصابها التدهور والعشوائية، تركت المواطن المصرى وحيداً أمام ثقافات الظلام الآتية من المجتمعات الغير حضارية، مما أدى إلى أنفجارات إجتماعية تزداد يوماً بعد يوم.
أخاف أنه من كثرة المشاكل وصعوبة إيجاد مستلزمات الحياة الضرورية للحياة ، أن يحدث بالفعل أنتحار جماعى للشعب المصرى المرضى نفسياً والمختلين عقلياً حسب تشخيص خبراء النظام السياسى وعلى رأسهم الخبير الدستورى أحمد فتحى سرور!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية
- عام جديد بين بنى البشر
- جائزتنا الكبرى هى الحوار المتمدن
- شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض
- الحوار المتمدن مشروع للحياة
- تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله
- النمو الحضارى والبحث العلمى
- الفضائيات العربية عربية حتى النخاع
- تاريخ الأديان ينفع العقلاء
- إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟
- دارفور الفساد العربى
- الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى
- النكبة والثقافة العربية
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر
- سبتمبر ولغة الأنتقام


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ميشيل نجيب - أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية