أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - النكبة والثقافة العربية














المزيد.....

النكبة والثقافة العربية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاش العرب ما أسماه كبار مفكريها وسياسييها بالنكبة سنة 1948 أو النكسة التى وقعت سنة 1967 ، هل كانت حقاً نكبة كبرى أم نكسة طبيعية أرادها العرب لأنفسهم ؟ وهل الواقع الذى يعيشه العرب هو أستمرار لتلك النكبة والنكسة أم العرب أنفسهم هم الذين صنعوا واقعهم بأيديهم ؟
لماذا أصبحت قضية فلسطين نكبة على كل الشعوب العربية والجميع يصفق ويهلل لها وكأن مشاكل الدول والشعوب العربية أنتهت وبقيت مشكلة واحدة هى مشكلة فلسطين نكبة النكبات ؟
أصبحت حقوق الفلسطينيين هى حقوق كل العرب يدافع عنها كل عربى قومى ثورى ، وأصبح هذا المنطق هو فلسفة كل الأنظمة السياسية التى زرعتها فى نفوس شعوبها ، الكل يهلل أو يتباكى على حقوق شعب فلسطين التى ينتزعها الإحتلال الإسرائيلى ويغضبون على القتلى والجرحى والتدمير هنا وهناك ، أصبحت قضية فلسطين هى أولوية كل شعوب العرب وتوقف معها كل مظاهر الإبداع والتقدم وكل مشاريع التنمية الحقيقية وأرتضت الشعوب بالدكتاتورية حلاً ديمقراطياً للجهاد والمقاومة ضد إسرائيل .
العالم العربى يضج بالمشاكل والمواطن العربى يئن تحت وطأة الضغوط اليومية التى يواجهها فى العمل وفى المؤسسات الحكومية وبالرغم من ذلك فالمواطن العربى بشهامته المعهودة ينسى تلك الضغوط والمشاكل عندما تصطدم أذناه بكلمة فلسطين تلك الكلمة السحرية التى حولت حياة العرب إلى متاهات تراثية يرثون فيها أنفسهم والتاريخ الذى لا يعرفون عنه إلا أنهم أصحابه وورثته وصناع حضارته ، ينسى المواطن العربى كل شئ ويجرى رافعاً صوته بالدعاء للأنتصار على أولاد القرود ورميهم فى البحر وأستعادة أمجاد فلسطين وأمجاد العرب وصلاح الدين الأيوبى .
من السهل أن يتغنى كل عربى بهذا الرجل البارع فى الخطابة الفاشل فى السياسة والحرب ، التغنى بأنتصارات عبد الناصر هو نوع من الجهل العربى الرافض لتلك التجارب الناصرية الفاشلة التى يعيشها كل عربى حتى الآن ، الناصرية أصبحت مرضاً مزمناً أصاب عقول العرب ، لأن الناصرية ترضى كبريائهم الجريح ، كان العرب يفتقدون إلى القائد الشجاع الذى يثير غرائزهم الحماسية والعدائية تجاه الآخرون حتى وإن كان يعيش شعبه بدون ماء أو خبز أو يموت خيرة شبابه فى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل ، هذا لا يهم المهم هو القومية والدفاع عن فلسطين والعروبة .
بعد أربعين عاماً ما الذى تغير على واقع العرب أو المصريين ؟ لا شئ ... الشئ الوحيد الذى تغير هو أكتساب العقل العربى لنظريات المؤامرات وثقافة النكبة التى حولته إلى عقل تراثى ينفعل ويتباكى على التاريخ المزيف الذى أفسد عقله وحاضره ومستقبله.
لماذا صنع العرب من الهزيمة نكسة ونكبة كبرى ؟ ألا تهزم الدول ؟ ألم تهزم اليابان مثلاً أشر هزيمة مما نسميه نكسة ؟ لنبصر بعيون الواقع نتائج هزيمة اليابان التى هى تقدم وحضارة عظيمة بينما هزيمة 1967 التى يتذكرها العرب كل سنة للعويل وللأسترزاق فى وسائل الإعلام والضحك على الشعوب كانت نتائجها حتى هذه اللحظة عكس ما حدث مع اليابانيين أى تخلف وتقهقر إلى الوراء والبكاء على قبر النكسة حتى أصبحنا أشعر من الخنساء فى الرثاء على أحوال أنفسنا وأنظمتنا الحاكمة.
لماذا جعل العرب من هزيمة 1967 حدثاً فريداً فى تاريخهم ولم يتذكروا هزائم غيرهم من الممالك والأمم ؟ لماذا أصبح حدث الهزيمة حدثاً فريداً تقام له الندوات والمهرجانات الخطابية وأمتلأت وسائل الإعلام بما لذ وطاب من الخطب الحماسية فى ذكرى هذه النكسة التى يحتفلون بذكراها الأربعين ؟
هل لأن الذين أفاضوا فى أمجاد النكسة ينتظرون ظهور صدام حسين أو عبد الناصر أو صلاح الدين الأيوبى ليستعيدوا لهم بعض أمجاد الماضى ؟ وهل كانت حقاً أمجاد أم حروب دموية الدم الإنسانى هو الضحية لأفكار القادة المقدسين ؟
مازالوا يتحدثون عن الرجعية والقومية والصهيونية وغيرها من الشعارات التى قتلها العرب صياحاً فى الإعلام والشوارع ، ومازال العرب يتقدمون عن غيرهم من شعوب الأرض فى الحفاظ على قدرتهم الإعجازية فى نشر الفتن والعصبيات والعنصرية والقتل والتشريد بين شعوب الوطن العربى لبنان والعراق وأخيراً فلسطين أمثلة حية على أن ضمير الشعوب نفسها ماتت بالفعل ولم تعد تفرق بين معنى الموت ومعنى الحياة ، وفجأة أصبح الجميع مثل كذابين الزفة الكل يغنى ويهلل ويصفق وكأنهم يريدون إسترجاع التاريخ ليحولوا الهزيمة إلى أنتصار ساحق بالكلمات والخطب البلاغية التى يجيدونها ببراعة.
كل عام وأنتم بألف خير ونكسة سعيدة !





#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر
- سبتمبر ولغة الأنتقام
- علماء المهجر
- الحرية بين الشيطان والبشر
- رُب ضارة نافعة
- جبران خليل جبران
- مسلمون ضد التمييز
- مصر بين الدين والسياسة
- المصحة المصرية للأمراض العقلية
- الدنمارك وإنتفاضة الغضب
- عبد الكريم سليمان ضحية السياسة المصرية
- مصر والهويات الضائعة
- مبارك لم يباركه المصريون
- بيان تلفزيونى للدكتور !
- القمم العربية للإرهاب
- الإصلاح وإرهاب الآخر
- سيد القمنى وشرم الشيخ
- هل الله محبة ؟


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - النكبة والثقافة العربية