أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - مصر بين الدين والسياسة














المزيد.....

مصر بين الدين والسياسة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتوالى أعمال التطرف والإرهاب والطائفية على أرض مصر ، جميع الدول والرؤساء أدانوا تلك الأعمال الإرهابية التى وقعت فى دهب بشرم الشيخ، الجميع يستنكر ويتضامن مع مصر فى مواجهة تلك الأعمال الإجرامية، الجميع أتفق أن لا القيم ولا الأديان تقران مثل تلك الأعمال الإجرامية.
عندما يحذر الرئيس مبارك من أن الإرهاب يخلط بين الدين والسياسة لزعزعة أستقرار الوطن وأنه أرهاب أعمى، وعندما يقول رئيس الوزراء المصرى أن تلك التفجيرات لضرب الأقتصاد والسياحة فى مصر، وأن مصر عازمة على مواجهة الإرهاب بقوة ، معنى ذلك أن هناك إصرار وإرادة سياسية على الأستمرار فى عدم الأعتراف بالمشاكل ويحبذون الدوران حولها لأن المسئول الأول عن هذا الخلط هو الرئاسة المصرية السابقة والحالية .
ذلك الكلام وغيره من التصريحات والبيانات التى قيلت وتقال فى تلك المناسبات مثلها مثل الأحاديث والبرامج التى تملأ وسائل الإعلام المصرى وأصابت العقل الجمعى المصرى بالهزال لا يدرى من واقعه ومصائبه إلا ما يرتبه له بدقة أولياء أمره من وراء الكواليس وتشده إلى عالم الأخرويات والغيبيات الدينية وتعزله فى سلوكيات يومية لا علاقة لها بإنسان العصر الحاضر .
مازالت السلطات المصرية تصدر التصاريح والتهديد والوعيد لمن نفذ تلك العمليات الإرهابية وتتجاهل المشكلة الجوهرية التى يعيشها الإنسان المصرى وهى التدمير المتعمد للهوية المصرية الذى تتجلى مظاهره فى الحياة اليومية وفى وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الحكومة وأعوان التخلف الدينى، وهذه هى حقائق يعلمها ومسئول عنها كل المسئولين فى الحكومات المصرية المتعاقبة ، بل نجد الصمت التام تجاه عزل الهوية المصرية وأعتبار المواطنة الدينية هى المواطنة الحقيقية .
ليس صحيحاً أن مصر تعانى من نقص الديموقراطية فالموضوع أساساً لا علاقة له بالديموقراطية ، فالحقيقة أن مصر يحكمها الحزب الواحد الذى يتعامل بديمقراطية خاصة مع أعضائه أما ما يسمى بالأحزاب الأخرى فهى مجرد صورة كاريكاتورية للشخصيات النفعية التى تقودها وأفكارها الرجعية التى لا تفرق بين معنى التخلف أو التقدم ، أفكار يستوى لديها النور والظلام الخير والشر الحق والباطل الظلم والعدل ، لأنها إنعكاس واقعى لصورة الشخصية السلبية التى أغرقت المجتمع المصرى فى طوفان من الهذيان الدينى الذى لا معنى له إلا فقدان الوعى الإجتماعى بحقائق الأمور.
من المؤكد أن تلك الأعمال التخريبية هى عمليات إنتقامية ضد النظام المصرى لكن تأثيرها الحقيقى هو ضد الشعب المصرى أكثر من النظام الذى يتفاعل مع سياساته المتضاربة التى تخدم أهدافه الخاصة، تلك الأعمال هى أستمرار لمسلسل الأختلالات العقلية ولا فرق لديها بين أماكن للعبادة أو أماكن سياحية أو بشر.
لقد أنتشر إدمان الشعارات والمصطلحات السياسية التى تم إلحالتها إلى المعاش فى ثقافات كثيرة ، لكننا فى مصر مازال الفكر الغريب عن حضارة مصر يسعى بجهد كبير إلى تدمير الإنتماء الوطنى بالعنف والتطرف الإعلامى الذى يدعم ثقافة العنصرية والطائفية ضد الآخر فى المجتمع المصرى.
التطرف الإعلامى الرسمى الذى أوصل الدجالين إلى وسائل الإعلام ليدغدغوا مشاعر البائسين من الناس ، الدجالين الذين أخضعوا عقول الناس إلى لغة الدين ليفسروا لهم العالم من حولهم فى ضوء ما يقوله لهم الدين وعليه فإن سلوكياتهم أصبحت إنعكاسات للفهم الدينى، لقد قتلنا ثقافتنا عندما صادرناها بأسم الدين ووضعنا هبة الحياة فى قفص النرجسية الدينية ، تلك النرجسية التى أغرقت مجتمعاتنا بسيل من الجرائم والأعمال الإرهابية التى يطير لها فرحاً كل الناس بلا أستثناء لأنهم عشقوا الدين ونرجسيته التى روجها ببراعة إناس وهبوا أنفسهم لتلك الثقافة المدمرة للآخر.
قال الرئيس مبارك فى كلمته بمناسبة عيد العمال لرجال الدين " أنشروا قيم التسامح وحاصروا التطرف وعلموا الناس أن الدين لله والوطن للجميع "، رغم المشاكل الواضحة الأسباب والمتسببين فيها فجميع مواطنى مصر ينتظرون تفعيل هذا الكلام ، وأن يتم تفعيله أولاً من السلطة الحكومية تجاه مؤسساتها المختلفة التى أفسدها وباء العنصرية بدءاً من البطاقة الشخصية التى يجب حذف خانة الديانة منها حتى تكون حقاً مصر وطناً للجميع.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصحة المصرية للأمراض العقلية
- الدنمارك وإنتفاضة الغضب
- عبد الكريم سليمان ضحية السياسة المصرية
- مصر والهويات الضائعة
- مبارك لم يباركه المصريون
- بيان تلفزيونى للدكتور !
- القمم العربية للإرهاب
- الإصلاح وإرهاب الآخر
- سيد القمنى وشرم الشيخ
- هل الله محبة ؟
- بلطجية التطبيع
- السب والتشهير فى حق مصر
- الإيمان الدينى والإنسانى
- نداء العفيف الأخضر إدانة للعرب
- حزب مصر الأم
- مصر بين الجنة والنار
- الإصلاح المسيحى والإنسان
- الإصلاح المسيحى - الأعياد
- الإصلاح المسيحى - الأصوام
- الإصلاح المسيحى - الأيقونات


المزيد.....




- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - مصر بين الدين والسياسة