أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الإصلاح المسيحى والإنسان














المزيد.....

الإصلاح المسيحى والإنسان


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن المسيحية رسالتها هى خلاص النفوس التى من أجلها جاء المسيح ، أى أن الإنسان هو محور رسالة المسيح ، ومن أجل هذا علينا مسئولية تخليص عقائدنا وأفكارنا الدينية من شوائب الماضى وأن تكون عيوننا شاخصة فى صورة المسيح الحى القائم من بين الأموات ، وأن نستعيد يقظتنا الروحية ونسترجع حقيقتنا الإنسانية التى فقدناها وسط إهتمام الكنائس الشامل بمفاهيم لاهوتية وطقوس ومقدسات وأصبح الإنسان مجرد وسيلة لإرضاء الدين ولا قيمة لحياته فالمنطق السائد فى عالمنا يقول : ليموت الإنسان ويحيا الدين !
الإصلاح يعنى أن لا يفكر أحداً ويقول فى نفسه : إننى أمتلك الحقيقة وباقى البشر على خطأ ، الإصلاح يعنى أن أتخلص من هشاشة أفكارى التى ورثتها وأرددها دون عناء فحصها كما يجب ، أن أتعلم التفكير بعقلى وأستخدام ما وهبنى الله من حواس لإدراك كيف يسير العالم من حولى لأضع أقدامى على أرض ثابتة تقودنى وسط هذا العالم بواقعية وبأفكار نقية متجاوزاً رواسب الماضى الدينية .
إن الأرض فى عصرنا الحديث تهتز تحت أقدام تراث الأديان ، لكن أحداً لا يشعر بذلك بل لا يريد أحد الوقوف للتأمل والتبصر وسماع صوت التحذير ، والسبب راجع إلى العقائد التى تُربى عدم مشروعية التفكير الإنسانى وضرورة أخذ التفكير الإلهى بما وصل إلينا عن طريق الكتب المقدسة وعن طريق رجال وفقهاء الأديان الذين لا يكفوا عن تذكير أتباعهم المؤمنين بعدم جواز بحثهم ونقدهم وشكهم فى كلام الله حتى لا يصابوا باللعنة والنقمة الإلهية ، بل عليهم قبول كل شئ بأعتباره مقدس ، مما جعلنا نصل إلى عصرنا الحاضر والمؤمن بدين ما تم تغييب قدرته على التفكير بشكل إيجابى وأصبح يعيش فى ظلمة روحية .
إن عقلنا المحاصر بالفكر الدينى الغيبى جعلنا نتقبل أن يكون فى مجتمعنا الإنسانى أخوة بشر مثلنا لكنهم مميزين فى زيهم وأطلقنا عليهم ألقاب دينية وعلمية ووضعناهم فى مراتب أعلى من آى سلطة إنسانية وخضعنا لأوامرهم ونواهيهم وما أستحدثوه من تفاسير وعقائد وعادات وآراء سياسية .
دعوة الإصلاح هذه ليست مقصورة على المسيحية فقط بل تنطبق على كل الأديان والمسيحية كمثال لها، وإذا كان أتباع كل دين مخلصاً فى معرفة الحق وفى بحثه المتواصل عن هذا الحق ، عليه أن يتعلم النقد والحوار من أجل البناء ، وليس عيباً أن يكون آباؤنا وأجدادنا الأولين قد أخطأوا لأسباب كثيرة فى عصرهم ، لكن العيب أن نستمر فى نفس الطريق الخاطئ لأن كبرياء البشر يجعلنا نرفع تراث الأقدمين إلى مصاف القديسين وكأنهم معصومين من الخطأ أو أنهم قد وصلوا إلى درجة من الذكاء لن نصل إليها أبناء هذا العصر !
هناك الكثير من الإصلاحات التى تحتاجها المسيحية والتى يمكن للفرد المسيحى أن يكتشفها بنفسه متى بدأ يقرأ ويتأمل بالفعل فيما يؤمن ويفكر به، لكن بدون وجود الأستعداد النفسى والتهيئة العقلية لقبول هذه الإصلاحات وهذا التغيير لا يمكن أن يتغير شيئاً بل سيستمر المسيحى يتكلم بلغة أجداده الموتى منذ ألفى سنة .
إن إظهار قيم وحقائق الإنجيل فى عصرنا الحاصر يشكل تحدياً حقيقياً ، لأن السلوك العام السائد اليوم هو محاولة إرضاء العالم ومسايرة الواقع ورفض كل محاولة لمراجعة الإيمان الدينى .
لنختبر أنفسنا تطبيقاً لقول السيد المسيح " بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضاً لبعض " يوحنا 13 : 35 . فهل تحب حقاً من يختلف عنك فى الطائفة أو الديانة أو فى الفكر ذاته ؟ إجابتك هى التى ستقول لك إن كنت مؤمن حقيقى أو لا وعليه يجب أن تبادر بإصلاح نفسك وإصلاح ما لديك من تعاليم وأفكار لا ترضى إنسانيتك ولا ترضى الإله الحقيقى .
لكن المقياس الحقيقى لنا هو الكتاب المقدس وما ينبهنا إليه " كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يا رب يا رب أليس بأسمك تنبأنا وبأسمك أخرجنا شياطين وبأسمك صنعنا قوات ( معجزات ) كثيرة ، فحينئذ أصرح لهم إنى لم أعرفكم قط . أذهبوا عنى يا فاعلى الأثم " متى 7 : 32 ، 33 .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح المسيحى - الأعياد
- الإصلاح المسيحى - الأصوام
- الإصلاح المسيحى - الأيقونات
- الإصلاح المسيحى - الكهنوت
- الإصلاح المسيحى - البابوية
- الإصلاح المسيحى
- طارق حجى رئيساً للوزراء
- جنازة البابوية
- نظرة يا وزير الإعلام المصرى
- قمة الجامعة العربية
- القذافى رئيساً لمصر
- تعديل الدستور المصرى
- خجل الرؤساء العرب
- الأغتيال جريمة العرب التراثية
- مؤتمر حرية الإرهاب
- الحرية والحكم عربياً
- التقدم الفضائى
- رأى وتعليق
- حائط المبكى العربى
- العلم نور


المزيد.....




- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...
- أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن ...
- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...
- وجهاء الطائفة الدرزية يؤكدون رفضهم الانفصال من سوريا
- الجهاد الاسلامي: استهداف سفينة المساعدات اهانة للقيم الانسان ...
- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الإصلاح المسيحى والإنسان