أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - خجل الرؤساء العرب














المزيد.....

خجل الرؤساء العرب


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتتابع ردود الأفعال العربية والدولية بعد جريمة أغتيال رفيق الحريرى وسط إجماع دولى على الإنسحاب الفورى للقوات السورية من لبنان ، ومن بين تلك الردود العربية الخجولة نجد وزير الخارجية المصرى أبو الغيط يعتبر أن " الموقف فى لبنان حساس وصعب ويحتاج إلى قدر أكبر من التوازن " ومبارك يرسل مدير مخابراته إلى سوريا لتخفيف الضغوط عليها ويتباحث مع رئيس النظام السورى ، ويعترف مبارك " بأن موقف سوريا صعب ولا يمكن أن يقف نظام أمام ضغوط المجتمع الدولى " وقال الرئيس المصرى أنه بيفكر مع الرئيس السورى على الكيفية التى يخرج منها " الأسد وريث صدام " من المطب الإحتلالى الإرهابى الذى يمارسه فى لبنان بواسطة جيشه ومخابراته التى تسيطر على حياة اللبنانيين وتصنع لهم قراراتهم اليومية ، فالكبرياء العربى السورى يبرر لها التخبط والمأزق التى وضع العرب أنفسهم فيه ، ذلك المأزق الذى فضح دور الأنظمة العربية فى إعطاء الشرعية لقوات الإحتلال السورى لسنوات ماضية على إحتلال أرض عربية " لبنان " بحجة الأمن والحماية أو الوصاية أو بقية الحجج العربية المعروفة فى ظل فلسفة القومية والبعثية.
حتى الرئيس المصرى يخجل من التصريح العلنى بضرورة الإنسحاب الفورى لسوريا من لبنان بأعتبارها دولة محتلة لأخرى مجاورة لها ، ويبدو عدم تصريح مبارك بذلك راجع إلى إتفاقه على مبدأ إحتلال سوريا والدور الذى تمارسه على أراضى لبنان منذ سنوات وبإجماع بقية الدول العربية وملوكها ورؤسائها فى الطائف الذين يختبئون فى خجل وحياء وراء نوافذ قصورهم الملكية يخشون من البطش السورى الوارث لبطش صدام ، ولم أجد إلا ملك الأردن الشجاع الذى بحكمة دعا سوريا إلى إحترام قرار مجلس الأمن بالإنسحاب من لبنان .
قناة عراقية تعرض مجموعة من المسلحين أو الإرهابيين من جنسيات عربية مختلفة وبينهم ضابط سورى ، وأعترف هؤلاء بأنهم تلقوا تدريبات فى معسكرات سوريا للمخابرات على القتل ذبحاً وقاموا بالفعل بذبح الكثير من أفراد الشرطة العراقية وهذه الأخبار ليست جديدة بل يعرفها العرب جميعاً منذ وقت طويل ، ومع ذلك لم أجد تعليقات رسمية من أنظمتنا العربية تدين تلك الجرائم الصريحة التى تمارسها سوريا ومخابراتها ، عملاً بمبدأ أنصر أخاك فى الحكم ظالماً كان أو مظلوماً .
وسط كل هذه التصريحات والشبهات والمشاهد الكريهة التى لطخ النظام السورى الإرهابى بها ثيابه البالية ، يحاول مبارك أن يساعد الشاب السورى الأسد فى ترقيع إرهابه ليس فقط على شعب سوريا بل وعلى الدول العربية الأخرى مثل لبنان والعراق وما خفى كان أعظم .
سيظل العقل العربى إذن يعانى من العقم لأنه يصر على نهج سياسة العنصرية والتمييز ، سياسة الخداع والنفاق التى تجعله ينادى بالحرية والسلام فى الوقت التى يغتال كل القيم والمبادئ المتعارف عليها إنسانياً ويوافق على إحتلال دولة لبنان لأهداف معلنة وأخرى مستترة لا يعلمها إلا أصحاب الأنظمة ورجاله الكرام الأحياء منهم والأموات .
سنظل نعيش فى الذهول مما يحدث حولنا من أحداث ، لأننا لا نريد الأعتراف بتلك القسوة والبربرية التى يتحاور بها مدبرى الأغتيالات وزارعى المتفجرات وناشرى الإرهاب والتجريم الرسمى والشعبى لها، سنظل نعانى من الجمود العقلى لأننا نطلق العنان لألسنتنا الحادة التى تصب جام غضبها بمناسبة وبدون مناسبة على كل من يختلف معها فى الرأى أو الفكر وترفض الحوار والمنطق الإنسانى ، سنظل نعيش فى عصور البداوة بأصرارنا على التفكير بأيدينا بدلاً من التفكير بعقولنا ، سنظل نعشق عصر أمنا الغولة بإصرارنا على أساليب التهديد والوعيد .
المجتمعات العربية تنهار لأن الانظمة العربية تدفع شعوبها نحو الأنهيار والفساد أكثر وأكثر، الأنظمة العربية تنتهج سياسات فرق تسد لتعزز سنوات حكمها ، سياسات تعليمية وأجتماعية توظف العنف والكراهية لخدمة الحكام والملوك العرب ، سياسات الشحن الإعلامى الذى يهيج مشاعر الشعب العربى ويدفعه إلى النحيب والبكاء على أطلال عصور أمجاد الأنتصارات العربية القديمة .
يقول المثل " العربى " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، والواقع يقول أن العرب لُدغوا ليس مرة واحد بل عشرات ومئات المرات ولم يتعلموا من دروس التاريخ ، فهل هم مؤمنون ... ؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغتيال جريمة العرب التراثية
- مؤتمر حرية الإرهاب
- الحرية والحكم عربياً
- التقدم الفضائى
- رأى وتعليق
- حائط المبكى العربى
- العلم نور
- برلمان محو الأمية
- ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة
- الأقباط والمسلمون إخوة ؟
- منتدى المستقبل العربى
- الصحافة الألكترونية فى عالم الحوار
- إلى متى يستمر الإحباط القبطى
- الملك عبد الله وإغلاق المنابر
- الجراد البشرى
- قتلوها ولكن شُبه لهم
- مصادرة الأحلام الإنسانية
- البيان الأممى وجنون الإرهاب
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - خجل الرؤساء العرب