أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشيل نجيب - أين سلطة القضاء السورى ؟














المزيد.....

أين سلطة القضاء السورى ؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1010 - 2004 / 11 / 7 - 04:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أخيراً نبيل فياض حراً ، بعد أن خرج من الأعتقال فى سجون سوريا وطنه الحبيب ، خرج ولا يوجد تصريح حكومى يحدد الأتهامات لإعتقاله أو لإطلاق سراحه فى الصحافة الحكومية أو البعثية ، ومعنى ذلك أن الأعتقال كان ظلماً وعدواناً وتعسفاً وإرهابياً وأعتداء صريح على القيم الإنسانية وعلى حرية البشر .
فى دخول وخروج نبيل فياض المعتقلات السورية لم أشعر أن هناك شئ يسمى فى سوريا بأسم السلطة القضائية ، لأنه لم يحاكم أمام محكمة سورية أو قدموا ضده أية إتهامات من أى نوع كانت ، كيف يعتقل مواطن سورى ويظل فى المعتقل أكثر من شهر دون محاكمة صورية أو شرعية ؟ هل إعتقال المواطنين وإطلاق سراحهم بهذه السهولة ؟ معنى ذلك أن القانون وسلطة القضاء فى خبر كان !
لقد ضاق صدر الدولة بصوت أحد أبناءها المفكرين النبلاء الذى أختار طريق الحرية لساناً وقلماً يعبر به عن ثقافة وطنه ومواطنيه ، يريد توصيل الوعى إلى كل فرد بنور الكلمة والبحث الجاد بعيداً عن ظلاميات الدخلاء على الفكر الإنسانى .
لكن أختارت الدولة ورجالها القمعيين لغة السجون والأعتقالات ، أعتقلت رجل الحرية نبيل فياض وتركت آلاف من المجرمين يرتكبون جرائمهم بين الشعوب الآمنة فى سوريا ويعبرون حدودها لتصدير جرائمهم إلى بلاد مجاورة حتى لا تعرف الشعوب الأخرى " الشقيقة ! " السلام والأمن والديمقراطية ، ترك رجال الحاكم آلاف الرجال يخربون عقول المواطنين بأسم الدين وبأسم القومية والعروبة ، ذلك الجيش التخريبى الذى يسكن ويخرب العقول ليس فقط فى سوريا بل من محيطها إلى خليجها أنتابه الهلع والذعر من كتابات نبيل فياض الذى لم يكفر أو يحلل دم بشر ، الذى لم يدعو إلى كراهية الأعداء ولم يدعو إلى محاربة أحد بالعنف أو الإرهاب ، هل يحق لنا أن نسأل رئيس سوريا المسئول الأول عن شعبه : لماذا أعتقله النظام السورى ؟
بالرغم من الأفراج عن نبيل فياض ، إلا أننى أشعر بالأسف والألم الحقيقى تجاه ما تعرض له من أعتقال وما تبعه من آلام نفسية لا يأبه لها الحاكم ورجاله الطغاة ، إنها مأساة كبيرة أن يشعر المواطن الشريف بأن وطنه أصبح مجرد سجن كبير لجسده ولفكره ، لذلك من الطبيعى أن يشعر نبيل فياض بعد هذه التجربة الأليمة بأنه مهدد من جماعات الخارجين على القانون والقانون حاميهم فى نفس الوقت ، وأن يفكر فى الخروج من سجنه الكبير سوريا للأسف الشديد حتى يتحرر من القيود الحديدية ، ولن يكون غريباً أن تطالعنا صحف النظام السورى فى يوم من الأيام لتبرر أعتقالها نبيل فياض بأنه كان لحمايته من تهديدات المتعصبين والخارجين على القانون !
لا يسعنى إلا أن أستنكر صمت القبور الذى تنتهجه الحكومة السورية تجاه أعتقال الكاتب الكبير نبيل فياض والأفراج عنه بدون إبداء الأسباب ، لأن هذه هى الدكتاتورية الحقيقية التى لا تحترم حرية الإنسان وتفعل ما تشاء دون أن تتعرض للمسائلة ، إلى متى تبقى رؤس القائمين فى السلطة العربية خالية من النزاهة والعدل وأنعدام الضمير تجاه المواطنين الشرفاء أما تجاه المجرمين مفسدى الوطن والمواطنين فكل شئ مباح لهم ومنزهين عن الأعتقال ؟
إلى متى تظل إرادة الحكومات العربية مشلولة أمام قوى الإرهاب والأستعباد التى زرعتها فى مجتمعاتنا العربية ؟
إلى متى يستمر هذا الأبتزاز للمفكرين ولفكرهم وأنتاجهم الثقافى ويظلوا مهددين من السطة ومن الطفيليين الخارجين على القانون عابدى الصنم الأكبر؟
تمنياتى للمفكر الكبير نبيل فياض بالصحة والعافية ليعود إلينا بإبداعاته الحرة التى تساهم فى مستقبل أفضل لوطنه سوريا ولكل إنسان يبحث عن الحق والحرية فى أرجاء العالم الفسيح .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشيل نجيب - أين سلطة القضاء السورى ؟