أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ميشيل نجيب - المرأة .. بعيداً عن الأديان














المزيد.....

المرأة .. بعيداً عن الأديان


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 941 - 2004 / 8 / 30 - 09:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قرأت مقالاً للأخت سهيلة زين العابدين حمَّاد " وضع المرأة قبل الديانات السماوية " وبالتأكيد سيكون الموضوع القادم عن الأديان السماوية إذا سمح وقت الكاتبة ، وبكل أحترام أحب أن أتوقف لمناقشة جزئية هامة فى هذا المقال وغيره من المقالات التى تحوى تصويراً للسلبيات الحضارية لإثبات أفكار ليس لها وجود فى أرض الواقع بل توجد فقط فى كتب التراث والأديان .
كلمة أخوية أهمس بها فى أذن كل أمرأة : لا تحاولوا أتهام أو إظهار بعض سلبيات الحضارات والشعوب لإثبات حقائق مزيفة تضر ولا تنفع قضاياكم ، لا تدخلوا فى قضايا فرعية تعيق نضج قضيتكم الأساسية ، إن التعلق بالأديان لأستخراج حقوق أو حريات للمرأة يقود دائماً إلى تغييب الفكر النسائى والتقهقر إلى مراحل التخلف يوم صدق عرب الجاهلية أنهم خير أمة أخرجت للناس ، لا تذهبوا بعيداً بخيالكم وتتخيلوا المستحيل .
لا أريد أن أشكك فى مدى دقة وصحة المعلومات فىالكتب المذكورة كمراجع فى مقال الأخت الكاتبة ، ولا أعتقد أنها معلومات يجانبها الصواب ، لأن كل إنسان يمكنه توظيف معلومة بسيطة لإقحامها فى سرد مخالف تماماً ، لكن علينا الحذر ومراجعة ما نقرأه لأن كثيرة هى الكتب التى يكتبها العرب لأنفسهم متحيزون يبدو فيها واضحاً تأثير المشاعر والأحاسيس ، وبالتالى لا يراعون فيها الدقة العلمية والتاريخية ويتم نقلها بأعتبارها حقائق لا تقبل الشك أو المراجعة، كثيرة هى كتب المؤرخين العرب الزاخرة بالأخطاء وعدم الموضوعية.
بنظرة فاحصة سنجد أن تارخ بلادنا العربية تم تزويره بأيدينا العربية لأنه يحقق مصالحنا وأهدافنا الدينية والقومية والعروبية وغيرها من مصطلحات تسقط برداً وسلاماً على عقولنا التى تتلذذ بمن ينشدها أقوالاً من طائفة أننا صناع الحضارة وأننا أفضل الناس وخير الناس ونحن أهل العلم والتقدم وغيرنا يعيشون فى جاهلية وتخلف .
أقتنعنا حقاً بأننا رواد العالم فى إعطاء المرأة حقوقها ولكن العيب كل العيب فى أنظمتنا وحكامنا الملاعين الدكتاتوريين الصهيونيين ... " وإذا كان لديك أوصافاً أخرى أنطق بها فى سرك " ، أصبحنا نعيش على قناعات زائفة نكررها أجيالاً بعد أجيال ، نرددها مبهورين بعظمة مجتمعنا العربى حتى وصل حالنا إلى ما نحن عليه " من عظمة ".
إن لم تستيقظ المرأة وتربى نفسها أولاً ثم أولادها على حقائق المعارف البشرية وأصولها ، فلن يكتب لها النجاح فى أسترداد أدوارها التاريخية وحقوقها ، ولن يقف الرجل ليضرب تعظيم سلام ليفسح لها طريق الحياة الحقيقية.
يا نساء العرب .. أتركوا الكلام فى الأديان وأدخلوا إلى أعماق مشاكلكم ، لا تخلطوا أوراقكم الجميلة بأوراق ستعبث بمستقبل قضاياكم وتلقى بكم إلى أدغال ومجاهل التاريخ العربى وينتهى بكم المطاف على رفوف المكتبات التراثية والخرافية .. كفاكم تقديساً لأفكار الرجال وأساطيرهم التى تعيشون عليها وتبشرون أولادكم بها .
لا تضيعوا أوقاتكم وجهودكم عبثاً فى عالم من الأوهام المقدسة التى تحجب عنكم طريق الإصلاح والتجديد ، طريق الواقع الملموس الذى يحتاج منكم إلى أن تفتحوا نوافذكم وأبوابكم لأستقبال نسيم الحرية التى تهب على من يشاء أن يستضيفها لتسكن بيته وأسرته ومجتمعه ، لا تقبعوا إذن خلف الأسوار العقلية والمنزلية تنتظرون فارس التحرير ليقدم لكم جزء من حريتكم ويعتبرها هبة منه تنتظر تقبيل أيديه ورجليه على ما أنعم به على جنس النساء .
عندما تقتنع المرأة بأنها تملك عقلها كله ، وأنها تستطيع الرد على المزاعم الذكورية القائلة بأنها بنصف عقل ، عندما تقتنع المرأة أنها ليست شيطاناً نجساً خلقه الله لينغص حياة الرجل ويدفعه إلى المعاصى ونار جهنم ، عندما تفهم وتعى المرأة حجم مشاكلها ساعتها يمكنها أن تنتصر فى جهادها على عنصرية الرجل التى أباحتها له الأديان ، وتنتزع الحقوق المشروعة التى سلبها الرجال .
أخرجوا من عزلتكم العقلية التى فرضها عليكم المجتمع ، أمامكم الفرصة لتختاروا بين أن تفكروا بعقولكم أم تتركوا الرجال يفكروا لكم ويضعون لكم المحرمات والمحلالات ، ويقيدونكم بقيود المفاهيم الجاهلية لتجلسوا على كرسى شهرذاد تسردوا للرجال حواديت وحكايات مسلية تضمن لكم حق البقاء .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية
- أحمد نظيف رئيس وزراء لكل المصريين ؟
- إن الله مع الظالمين
- كبش الفداء ومسيحيو العالم العربى
- الله أكبر ... لماذا ؟
- إلغاء وزارة الإعلام المصرية
- جمال الله والقبح الدينى


المزيد.....




- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ميشيل نجيب - المرأة .. بعيداً عن الأديان