أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - جيش الإسلام العربى














المزيد.....

جيش الإسلام العربى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 952 - 2004 / 9 / 10 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أستمع إلى كلمات المتحدث بأسم جماعة الجيش الإسلامى فى العراق ، يستطيع أن يفهم ببساطة أن هؤلاء الشباب مجرد مقاتلين سابقين فى جيش فدائيى صدام السابق ، وبحماس الشعور الدينى الذى أشتعل شوقاً فى سفك الدماء ، دخل هؤلاء الشباب إلى لعبة الخطف والإرهاب .
لا يوجد معنى أن يقول المتحدث بأسم الجيش الإسلامى أنهم فى حاجة إلى فتوى تقول لهم بصراحة هل ما يقومون به من عمليات دموية تنتهك كل القيم والأخلاق الإنسانية هى عمليات حلال أم حرام ؟ بهذه البساطة تسأل جماعة إسلامية عن من يبيع لها فتوى تحلل أو تحرم ما يقومون به من أنتهاك لآدمية الإنسان وأنتهاك لخالق الإنسان .
جماعات تطلق على نفسها إسلامية وتأدبت بتعاليم الإسلام تجهل ما تقوم به من سفك دماء حلال أم حرام !
من الملاحظ أن رجال الدين البسطاء فى العراق صدقوا أن الجيش الإسلامى يقصدهم بتقديم الفتوى فسارعوا بتحريم أعمال الخطف لأنها تسئ إلى صورة الإسلام ، إلا أن الفتوى الحقيقية جاءت من القائد الأعلى ومفتى الجزيرة الشيخ القرضاوى لتنهى النزاع الإفتائى ويحسم الموضوع لصالح الإرهاب والخطف وسفك الدماء ليبيح لهم القتل ، لأن هذه هو المنطق الذى ينتشر فى تعاليم اليوم .
كل شئ فى عالمنا العربى قد أنقلب رأساً على عقب ، فالعقل نزع عن جسده لباس المنطق والواقع والمعقولية وكل شئ ينتمى إلى صفات العقل الذى خلقه فى رأسنا الخالق العظيم وقام الإنسان العربى العبقرى فى عصرنا الحادى والعشرين بتلبيس العقل عباءة وطاقية لزوم الأبهة والفخامة العربية ولم ينسوا أن يضعوا فى يدى العقل سبحة لتعبر عن تقواه الدينية .
إلى هذه الدرجة أصبح الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط منزوع السلاح العقلى وهو السلاح الوحيد الذى يصنع حضارة إنسانية ، لكن الإنسان العربى طار فرحاً لأنهم لم ينزعوا سلاحه من متفجرات وبنادق وصواريخ وقنابل ، لأن الإنسان العربى أكتشف فى عصرنا هذا أن هذا السلاح هو السلاح الوحيد الذى سيدمر وسيهدم وسيفنى حضارة الكافرين حسب التسميات الكثيرة وصفاتهم التى تحتاج إلى فتوى هى أيضاً لتحديد المصطلح والمفهوم .
أصبح إنسان منطقتنا الشرق أوسطية يعشق المظاهرات التى ترفرف فيها الرايات السوداء والأجساد التى تلفها الملابس السوداء والعقول التى تلفها التعاليم السوداء التى هدفها الوحيد ليس البقاء لصنع حضارة بل هدفها الوحيد هو الفناء !
من يدفع فاتورة هذه الأعمال والتعاليم الإرهابية ؟
مازال الجميع يغط فى نومه سكارى بخمر الشعارات الدينية والسياسية ، لأعتقادهم بانها الحل الوحيد للهروب من مشاكله وأزماته المتوالية والتى عجز عن إيجاد حلول واقعية لها ، لأنه فشل فى أن يتعلم لغة عصره ، لأنه رفض أن يتنازل عن تراث التخلف الذى يشده دوماً إلى بيداء العرب والعروبة .
من مصلحة كل إنسان فى منطقتنا الشرق أوسطية أو فى العالم كله أن يستيقظ الفكر العربى وأن يستيقظ ضميره ويخرج من نار الأيديولوجيات الدينية التى تطمح فى صنع أحلام أمبراطورية ، من مصلحة التفكير والمشاعر العربية أن تكف عن التهافت على أفكار نسج عليها عنكبوت الشر خيوطه ، من المصلحة أن نلقى بالمنهجيات الثورية الغازية للآخرين إلى سلة الزبالة التاريخية ، لأنها لن تصنع تقدمنا ولن تغير عقولنا ولن تغير أعمالنا .
المستقيم هو أقصر الطرق المؤدية إلى أنبعاث قدراتنا وطاقتنا وأفكارنا لتصنع حضارة لخير بنى البشر وليس للعرب فقط !
أهدموا جدار الفصل العنصرى الذى أقامته التعاليم الدينية الغير سوية من عقولكم حتى تؤمنوا بأن الله أكبر من مشاعركم البغيضة الحاقدة ضد أخوتكم فى البشرية ، الله أكبر من تعاليمكم التى لا مكان فيها للآخر إلا بشروطكم الغير آدمية ، الله أكبر من كل إنسان يعتقد أنه يحمى ويدافع عن الخالق العظيم الذى هو أكبر من ذلك التفكير الصبيانى .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية
- أحمد نظيف رئيس وزراء لكل المصريين ؟
- إن الله مع الظالمين
- كبش الفداء ومسيحيو العالم العربى
- الله أكبر ... لماذا ؟
- إلغاء وزارة الإعلام المصرية
- جمال الله والقبح الدينى


المزيد.....




- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - جيش الإسلام العربى