أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - خانة الديانة فى مصر الكنانة














المزيد.....

خانة الديانة فى مصر الكنانة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 955 - 2004 / 9 / 13 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يصل الإصلاح بعد فى بلادنا المصرية إلى إزالة خانة الديانة من البطاقة الشخصية وغيرها من الأوراق الرسمية التى لا توجد لها مصلحة قومية أو شخصية فى أستمرار وجودها ، عندما طالعت مقال الأستاذ يوسف سيدهم فى زاويته الأسبوعية بجريدة وطنى المصرية " قراءة فى ملف الأمور المسكوت عنها 81 يوم الأحد 29 / 8 / 2004 " شعرت بمدى التقدم الذى أحرزه مجتمعنا المصرى فى تأصيل التفرقة العنصرية الدينية بين مواطنى مصر الحضارة بأستمرار خانة الديانة فى البطاقة الشخصية أى بطاقة هوية المواطن المصرى ، حيث سرد لنا الأستاذ يوسف سيدهم بعض المشاكل التى تقابل المسيحيين نتيجة للأخطاء التى ترتكبها أجهزة الكمبيوتر نتيجة لأخطاء الموظفين فى خانة الديانة وتحويل المسيحى إلى مسلم فى تلك الأوراق الرسمية والمتاعب التى يلاقيها المسيحى من أجل إثبات أنه مسيحى ! والعجيب أن الموظفين أو الكمبيوتر لا يخطئوا عندما يتعلق الأمر بالفرد المسلم ، فلا نجد مسلمين تحولوا خطأ إلى مسيحيين بسبب الكمبيوتر مثلاً .. وهذا هو قمة الإعجاز !
هذه القضية أتمنى أن تأخذ حقها فى جدول أعمال الحزب الوطنى الديمقراطى تمهيداً لإزالة خانة الديانة هذه من البطاقات الشخصية ومن حياة المصريين بأسرع وقت ممكن ، لأن أستمرارها يعنى إهانة علنية مقصودة لحقوق الإنسان المصرى التى تهدر وتهان بأسم الديانة .
خانة الديانة تقول بصريح العبارة أن المواطنين ليسوا سواء ، تقول بأن المواطنين منهم المؤمنين ومنهم الكافرين ، تقول بأننا مازلنا نعيش تحت وطأة الأستعمار الإسلامى لعقولنا الذى يهمه جداً معرفة ديانة المواطن المصرى حتى لا يتهرب من دفع الجزية وهو صاغر ، حتى ينعم المسيحى " الذمى " بنظرات الأحتقار والأذلال والبغض حسب ما تنص الشريعة .
لا يمكن أن تكون تلك الخانة هى مجرد شكليات إدارية ، بل هى قيد على ماضى وحاضر ومستقبل المسيحيين والمسلمين معاً ، خلقت توترات لا حصر لها فى العلاقات الإجتماعية بين مواطنى مصر ، وصنعت إخلاقيات دينية مريضة إنعكست على صورة المسيحى السلبية فى ذهن المواطن المسلم .
خانة الديانة هى أكبر دليل على وجود قوانين مصرية مباشرة وغير مباشرة ، ظاهرة ومخفية تقوم بظلم المواطن غير المسلم والأنتقاص من حقوقه ، خانة الديانة هى وسيلة المواطنين المسلمين للتفريق فى المعاملات الإدارية فى شتى المصالح الحكومية ، وهو واقع يومى لا يستطيع إنكاره إلا فاقدى البصر والبصيرة .
خانة الديانة هى أكبر دليل على أحتقار الدولة بنظامها السياسى والأدراى والتعليمى للمواطنين غير المسلمين ، وعبارات المودة والتسامح والوطنية هى مجرد عبارات للأستهلاك المحلى والعالمى ، لذلك خانة الديانة تحتاج إلى حملة قومية للقضاء عليها مثل مرض البلهاريسيا ، إنها ورم خبيث فى جسد الإنسان المصرى يجب أستئصاله .
المسئولين المصريين عليهم إلتزام عدم الكفر بحرية الأديان غير الإسلامية وستر هذه الرذيلة التى أصبحت فضيلة فى نظر المصريين المؤمنين بالعنصرية ، بقاء خانة الديانة فى بطاقة الهوية المصرية معناه الوحيد أنها تحقق أهداف ومصالح الأغلبية المسلمة ، لأنها تجسيد واقعى لما تمتلئ به الذهنية المصرية من أفكار دينية متناقضة تعترف بأهل الكتاب وتحترمهم ، لكنها أفكار تكفرهم فى نفس الوقت لأنهم لا يؤمنون بالإسلام وغير ذلك من الأفكار فى المعاملات اليومية التى تتحاشى الآخر، أى أنها أفكار تتلاعب بعقل المواطن مما أدى إلى وقوع أحداث كثيرة ومتكررة يحكم فيها القضاء المصرى الذى يستند إلى الشريعة ببراءة مسلمين قتلوا مسيحيين وذلك فى قضايا معروفة لدى الرأى العام مثل قضية الكشح الشهيرة .
متى تكون قضية فصل الدين عن الدولة وإزالة خانة الديانة من البطاقة الشخصية ومن الدستور هى قضية كل شعب مصر ؟
مصر الحضارة تحتاج إلى أستعادة دورها الريادى فى الأصلاح والتنوير لتشع بحضارتها على بقية الدول المجاورة ، وأن تعطى الفرصة لكل مواطنى مصر أبناءها الشرفاء على المشاركة القادرة على نهضة وتقدم المجتمع بشعار واحد " الدين لله والوطن للجميع " .
هل سننتظر كثيراً حتى نرى فى زماننا إزالة هذه الخانة ليقول الجميع بنفس واحدة : فلتذهب إلى الجحيم ؟ !



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية
- أحمد نظيف رئيس وزراء لكل المصريين ؟
- إن الله مع الظالمين
- كبش الفداء ومسيحيو العالم العربى
- الله أكبر ... لماذا ؟
- إلغاء وزارة الإعلام المصرية
- جمال الله والقبح الدينى


المزيد.....




- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - خانة الديانة فى مصر الكنانة