أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الإصلاح المسيحى - الكهنوت














المزيد.....

الإصلاح المسيحى - الكهنوت


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 11:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن فى عصر تسوده الحركات والأفكار الإصلاحية بشتى ألوانها والتى تكشف الأفكار العتيقة التى لا تنتمى إلى المنطق وواقع العصر ، وأصبح من الصعب أن يكون " الكلام فى سرك " أى فى الخفاء لقد أصبح كل شئ مكشوف والمعلومات متوفرة فى كل مكان لمن يبحث عنها بالطبع ، وستصل للجميع إن لم اليوم فسيكون فى الغد لأن الإنسان يتقدم وتتغير نظرته للأمور طبقاً للمعارف الجديدة التى تتيح له الدراسة والبحث المنطقى بعيداً عن العصبية والمشاعر والأحكام المسبقة ، لأن السنوات المقبلة لن يسمح فيها إنسان لنفسه أن يكون جاهلاً وإلا سيعزل نفسه بإرادته فى محيطه الجاهلى ويكون سخرية للآخرين .
تحدثت فى المقال السابق عن البابوية بأعتبارها رأس الهرم المسيحى ، والقاعدة التى بنوا عليها هذه البابوية هى الكهنوت الذى لا يوجد له أصل فى تعاليم السيد المسيح ولا رسله ، لكنه كالعادة نتج عن تأثير العالم على المؤمنين الجدد ورغبة القادة فى رسم شخصية دينية لها نظامها الخاص وملابسها الخاصة تمثلاً بالكهنوت اليهودى مما أنتج الكهنوت المسيحى وهو طبقة دينية لها السلطة الوحيدة فى أن تفكر وتدرس وتفسر وتشرح الأسفار الدينية للمؤمنين وسط مجموعة من الطقوس التى هى أيضاً لخدمة هذا الكهنوت وإعطائه المسحة الروحية اللازمة للتأثير فى نفوس العباد .
أيضاً قام رجال الكهنوت الكنسى بإستعارة الكثير من العادات والرموز الوثنية الشائعة فى عصور المسيحية الأولى مثل أستعمال الماء المقدس ورشه على المؤمنين للتقديس والتطهير كذلك أستعملوا البخور فى طقوسهم وقداساتهم والإستعانة بالشموع ووضعها أمام الصور والأيقونات فى الكنيسة وغير ذلك من الأمور التى تجعلنا نتساءل : هل الله لا يقبل صلواتنا وعبادتنا له إلا من خلال تلك الطقوس وتلك القداسات التى لم تذكرها كلمة الله ؟
إذا رجعنا إلى عصر الرسل نجد أن الجماعات المسيحية الناشئة أحتاجت إلى تنظيم نفسها والعناية بأفرادها ، وبدأ الرسول بولس بوضع بعض المبادئ لشخصية من يريد أن يخدم الجماعة المسيحية ويضطلع بمسئولية الرعاية والتعليم وغيرها من الأمور الخاصة بالجماعة المسيحية عندما ذكر فى رسالته الاولى إلى تلميذه تيموثاوس الإصحاح الثالث مؤهلات روحية للأشخاص الذين يرغبون فى القيام بأعمال الخدمة المختلفة ولم يذكر سواء بولس أو غيره من الرسل والتلاميذ أى شئ عن سر الكهنوت أو نظام الكهنوت الحالى فى معظم الكنائس المسيحية عدا البروتستانتية ، لذلك نجد أن كلمة قسوس وأساقفة أختفت تماماً من الترجمات الحديثة والتى كان يستخدمها رجال الكهنوت لإثبات وجود تلك الدرجات الكهنوتية ، لأن كلمة قس فى الواقع معناها شيخ يقود جماعة وكلمة أسقف معناها ناظر أو مدبر أو مشرف على الجماعة وكلمة شماس ترجمتها خادم .
هؤلاء المشرفين أو الشيوخ أو النظار والمدبرين يعملون جميعاً على تسديد الحاجات الروحية لأفراد الجماعة المسيحية وتدبير شئونها حسب تعاليم ووصايا المسيح ورسله ، تلك الترتيبات التنظيمية لا تحتاج إلى أسرار أو سلطان بابوى ، بل تحتاج إلى أفراد يحترمون تعاليم الله ويطبقونها فى حياتهم الروحية ناظرين إلى كلام الله وليس إلى كلام البشر .
إن الإخلاص فى الإعتقاد بديانة ما لا يكفى لنوال رضى الله ، لقد أفرط الفريسيون اليهود أيام السيد المسيح فى إختراع عقائد وتقاليد مختلفة عما أمرهم الله وأوصاهم به حاسبين أنهم بتقاليدهم الزائدة عن المطلوب سيرضى عنهم الله أكثر ، لذلك قال لهم المسيح " أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم ، يا مراؤون حسناً تنبأ عنكم أشعياء قائلاً : يقترب إلىٌَ هذا الشعب بفمه ويكرمنى بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عنى بعيداً . وباطلاً يعبدوننى وهم يعلٌمون تعاليم هى وصايا الناس " إنجيل متى 15 : 1- 9 .
لا نريد أن يكون إيماننا مبنى على تعاليم بعيدة عن فكر الله ، ولا نريد أن نقع فى أخطاء الماضى الموروث وعلينا أن نصحح طريقنا ونتعلم من كلمات السيد المسيح ولا نستمر فى عبادة الله بأسلوب لا يرضاه ، وعلينا أن نسأل بجدية : إذا كان الكهنوت لا وجود له فى مسيحية الإنجيل ، لماذا يجب الأستمرار فى ممارسته ؟ ولماذا لا يجب الرجوع إلى الأصل الإنجيلى ؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح المسيحى - البابوية
- الإصلاح المسيحى
- طارق حجى رئيساً للوزراء
- جنازة البابوية
- نظرة يا وزير الإعلام المصرى
- قمة الجامعة العربية
- القذافى رئيساً لمصر
- تعديل الدستور المصرى
- خجل الرؤساء العرب
- الأغتيال جريمة العرب التراثية
- مؤتمر حرية الإرهاب
- الحرية والحكم عربياً
- التقدم الفضائى
- رأى وتعليق
- حائط المبكى العربى
- العلم نور
- برلمان محو الأمية
- ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة
- الأقباط والمسلمون إخوة ؟
- منتدى المستقبل العربى


المزيد.....




- المرشد الأعلى الإيراني يعين مسئولين سابقين في مجلس الدفاع ال ...
- على خلفية رفض تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.. الزعيم الروحي لل ...
- قوات الاحتلال تعتقل 12 مواطنا من محافظة سلفيت
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع) ...
- خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم ...
- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الإصلاح المسيحى - الكهنوت