أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الإعلام والقانون فى مصر














المزيد.....

الإعلام والقانون فى مصر


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشاعر الحزن والألم والشعور بأن العسكريين والحكومة المصرية قد خانوا العهد ضد كل مواطن مصرى، بما فعلوه وتجاهلوه فى أحداث ماسبيرو بالرغم من كثرة علامات الأستفهام التى لم يستطيع واحد من هؤلاء السياسيين أو العسكريين أن يجيب عليها، لأن الجميع مشترك فى حدوث الجريمة وأبناء مصر ضحايا أفكارهم العنصرية.
كان من الطبيعى أن تقع مسؤلية مجزرة ماسبيرو على عاتق وزارة الداخلية، لكن لأن العقول غابت فى دنياها المريضة بالتعصب، أشرقت علينا شمس البلطجة الإعلامية التى أمتدحها وزير الإعلام ووصف من قاموا بها بأنهم أبطال!!!

لقد كرست الحكومات المصرية السابقة سياسات عنصرية نحو أبناء الوطن المصرى الواحد، وأصابتنا الصدمة من طريقة تعامل الحكومة الأنتقالية مع الأفعال الدينية العدوانية المتطرفة، وتناست أن المصريين أمة واحدة مسلمين ومسيحيين أو كفرة، ليس هناك مصريين أقلية أو مصريين أغلبية الكل مصرى وعليه ينبغى أن لا يتم تهميش أى إنسان فى الحياة المجتمعية، المسلم هو مصرى والمسيحى هو مصرى والكافر هو مصرى، وهذا ما كان على الجميع الأعتراف به بدلاً من تغليب المشاعر الدينية على عواطفنا الإنسانية لتضرب مشاعرنا الدينية بالقوانين عرض الحائط وتسقط مصر فى دوامة الكراهية بين أبناءها.
إن إعتراف المجلس العسكرى والحكومة المصرية بمبدأ الأقلية والأغلبية، هو الذى يقود الأحتقان والتحريض والنبذ الطائفى وكل ما من شأنه إشعال العواطف العدائية ضد الأقلية أياً كان أسمها، وذلك فى ظل سياسة متراخية فى تنفيذ القانون وبسط سيطرتها على المجتمع المصرى، القوانين موجودة لكن المشكلة فى تنفيذها حيث يتهاون رجال الدولة مظهرين عدم قدرتهم على تفعيل القانون فيقعون فى أفعال المحاباة لطرف ضد آخر.
أصدر المجلس العسكرى تعديلاً على بعض أحكام قانون العقوبات بالحبس والغرامة التى لا تقل عن 30 ألف جنية ولا تتجاوز 50 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو الأمتناع عن عمل من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة، وترتب على هذا التمييز إهدار الفرص أو العدالة الإجتماعية أو تكدير السلم العام.

هذا التعديل لن يغير من الواقع شيئاً،، لأن من يقوم بتنفيذ القانون مصرى وهناك قانون أقوى منه أسمه العاطفة الدينية الذى يحرك كل المسئولين فى هيئات ومؤسسات الدولة المختلفة، إذن ستستمر الحالة كما كانت لأن المطلوب هو تفعيل القوانين بدلاً من تفعيل المجالس العرفية والأهلية لعقد مصالحات تضرب بالقانون عرض الحائط ويهدر حق الضعيف.
إن التحريض العلنى على المتظاهرين هو جريمة عنصرية تحدث لأول مرة فى مصر وقام وزير الإعلام بتجميلها وجعل مرتكبيها أبطال، وأصاب الخرس الألسنة ولم يقف أحد يدافع عن المواطنة الغائبة لتكتمل المهزلة، وأصبحت براءة الجناة هى السمة السائدة لكل جريمة تحدث بأسم الدين فى مصر قبل أو بعد الثورة.
الضمير الإنسانى يدعو إلى محاسبة الجميع دون إدخال المشاعر الدينية فى تطبيق العدل بين أفراد المجتمع المصرى، حتى لا تهدر كرامة العدالة وقيمتها بين الناس وحتى لا تنتشر المحسوبية والظلم الإجتماعى على بعض طوائف المجتمع دون غيرها، هذا معناه أن يكون القانون فوق الجميع وعلى كل مسؤل فى أجهزة الدولة المختلفة أن ينفذ القانون دون محاباة لأحد، هذا هو الذى سيجعل المجتمع المصرى قادر على النهوض من أزماته ومشكلاته والتصدى لكل منحرف وبلطجى وكل خارج على القانون.

عندما يخرج علينا أخيراً لواءين من أعضاء المجلس العسكرى فى حوار مشترك بالتلفزيون ويقول أن المجلس العسكرى والأقباط كانوا مستهدفين فى ماسبيرو وقد تم الأعتداء على الجيش والأقباط ، فمعنى هذا أن هذه الحقيقة كانوا يعرفونها جيداً ، ومن واجب كل مصرى أن يسألهم: لماذا لم تعلنوا هذه الحقيقة فى المؤتمر الصحفى الذين عقدتموه بعد هذه الجريمة بدلاً من إتهام الأقباط وتصويرهم بأنهم القاتل والقتيل فى نفس الوقت؟
من الأشياء التى لا تخطئها العين غياب وأنعدام وجود رجال الأمن والشرطة التابعة لوزارة الداخلية ، ناهيك عن الصمت المميت حتى هذه اللحظة من جانب وزير الداخلية الذى لم يفتح فمه بكلمة أو تعليق على الأحداث، وكأن هذه الأحداث ليست داخلية ولا تهم وزارة أو وزير الداخلية المصرية.
مصر فى حاجة إلى أولادها الذين يرفعون صوتهم عالياً بضرورة الألتزام بالحياد الإعلامى المصرى، ورفض الوصاية العسكرية عليه التى تعطل ممارسات الفكرى الثورى الجديد وتسلب من الثورة الحرية التى أخرجت مصر من سجن النظام القديم، مصر فى حاجة إلى أبناءها الأوفياء ليقودوا مسيرة البناء والتجديد والتطور والتقدم فى عالم اليوم، ليتمتع الجميع بالإنجازات التى حققتها بقية البشرية ونشارك فيها.

كلمة أخيرة : الدين يحيا فى أماكن العبادة وفى نفوس تابعيه، والدين يموت عندما ينزل إلى شارع السياسة ليتحول إلى دكتاتور.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصرع الطغاة
- ماسبيرو وأسوان أين مصر
- شكراً ستيف جوبز
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية
- موسيقى الثورة الصاخبة
- النرويج وأيديولوجية الإرهاب
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الإعلام والقانون فى مصر