أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - النرويج وأيديولوجية الإرهاب














المزيد.....

النرويج وأيديولوجية الإرهاب


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 19:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مأساة النرويج وشعبها الذى لا يزيد عن خمسة ملايين نسمة، تكمن فى طبيعة هذا البلد المسالم والمضياف للجميع، ووقوع جريمة نازية بهذا الحجم يحتم علينا الوقوف أمامها، لأنها جريمة تشابه فى حجمها الحادى عشر من سبتمر بنيويورك من حيث حجم سكان أمريكا بالمقارنة مع النرويج، لأنها جريمة وحشية بشعة بكل المقاييس ومرتكبها قد خرج عن إنسانيته وسار وراء أفكاره المريضة.
إن الإرهاب أيدولوجية يحتمى أصحابها بدين ما من الأديان لتبرير وتمرير أفكارهم فى سفك دماء من يختلفون معهم أو عنهم، ومسئولية المجتمع الحديث تكمن فى مواجهة تلك الأيديولوجيات الدموية، وذلك بإعادة النظر فى السياسات والخطط التى تعمل بها وتسير عليها.
كتب أندريس بيرنغ بريفيك القاتل النرويجى صاحب المجزرة البشعة على حسابه فى موقع تويتر: " رجل واحد لديه عقيدة يساوي قوة 100 ألف لديهم اهتمامات بمصالحهم فقط»، تلك الكلمات التى قالها الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت مل، وواضح جداً من أقتباس هذا القاتل النرويجى أنه يقصد نفسه وعقيدته وأيديولوجيته الإرهابية التى يحاول تبريرها بأنه يعمل من أجل المحافظة على الهوية الوطنية لبلاده وخوفه من أنصهارها مع غيرها من الهويات التى يراها غير مناسبة لشعب النرويج الأوربى، إنه يجد نفسه أفضل وأقوى من مائة ألف رجل يهتمون بمصالحهم الذاتية فقط، بينما هو ليس إنسان أنانى مثل تلك الغالبية، وعليه فهو يعمل منذ سنين ليظهر قوته الخيالية المريضة بالتخطيط لأعمال إرهابية يقتل فيها شبان وشابات مراهقات بريئات لا ناقة لهم ولا جمل فيما يعتقده أو يقاوم من أجله.

مما صرح به ونشره عن نفسه ذلك النرويجى القاتل، أنه ضد الهجرة إلى بلاده وضد إنصهار العادات والأفكار الثقافية للمهاجرين مع تلك النرويجية، لأنه يعتقد أن وجود هؤلاء المهاجرين سيؤثرون سلبياً على الهوية النرويجية، إذن هى روح العداء للآخر ورفضه لسياسة الحكومة المتسامحة مع المهاجرين الأجانب، مما يعنى أن هذا الشاب النرويجى خرج عن السياق الإنسانى العام ووضع لنفسه سياقاً دموياً يقتل فيه أخوته ليعاقب أعداءه، هذا المنطق الأعوج قاد ويقود الكثيرين إلى الأبتعاد عن المجتمع والأنعزال فى صومعة الأفكار النازية التى تريد تدمير الآخر بأى ثمن.

لأن النرويج دولة مسالمة وتحترم الإنسان وحقه فى الحياة، فقد ألغت عقوبة الأعدام، وأمام جريمة حقيرة مثل هذه يقول لنا رجال القانون، أن الإرهابى أو النازى مرتكب جريمة قتل أكثر من خمسة وتسعين شخصاً، لن يتم إعدامه لعدم وجود هذه العقوبة الآن فى القانون النرويجى، مما يعنى أنه ستكون عقوبته أقصى حد لها واحد وعشرين عاماً، مما يعنى أن هذا الإرهابى الذى يبلغ من العمر أثنان وثلاثين عاماً، سيقضى عقوبته وسيخرج وعمره يقارب ثلاثة وخمسين عاماً، وسيخرج وهو فى عز شبابه وسيترسب فى داخله حقد وكراهية واحد وعشرين سنة سجن، ومن المؤكد أن هذا الإرهابى سيكون لديه الوقت للتفكير والتخطيط لجرائم أخرى سيحاول تنفيذها بعد خروجه من السجن.

أعترف صاحب المجزرة النرويجية مبرراً ما قام به بأنه عمل وحشى لكنه عمل كان من الضرورى القيام به، ويستطرد ليؤكد بأن جريمته الهدف منها" إيقاظ الجماهير ". إن أصحاب الأفكار المريضة تعتقد أو يوهمها البعض الآخر بأن عليها مسئولية حماية الوطن أو المجتمع من أخطار لأن الجميع تخلى عن دوره فى الدفاع وطنه من غزو وأستعمار المهاجرين بما يجلبونه من ثقافة وأديان غريبة عن طبيعة المجتمع النرويجى، هكذا أعتقد القاتل النرويجى وهكذا نفذ جريمته وهكذا سيظل معتقداً أنه غير مذنب فيما أرتكبه من سفك دماء.
قبل أرتكاب جريمته نشر على الأنترنت ميثاق يحتوى على أكثر من ألف وخمسمائة صفحة يقول فى إحدى فقراته "عندما تقرر أن تضرب، فمن المستحسن أن تقتل عددا كبيراً من البشر وإلا فهناك خطر من أن تخسر التأثير الأيديولوجي المطلوب من العملية ".، ويعنى هذا أنه كان على يقين من ضرورة إحداث أكبر عدد من الضحايا والخسائر ليكون لهاً دوياً عالياً، حتى تسارع وسائل الإعلام ليكون خبر المجزرة فى صدر صفحاتها ونشراتها الإخبارية، لكن للأسف لاقت هذه العملية الإرهابية إدانات العالم الإنسانى كله.
حتى الآن لا نعرف الكثير عن شخصية هذا القاتل ولا أفكاره التى يختزنها فى رأسه، ومن المؤكد أن الأيام القليلة القادمة ستكشف لنا الكثير من تفاصيل شخصية أيديولوجية إجرامية ترفض التعايش مع الآخر، لكننا سنظل مع المواطن النرويجى ونموذجه الفريد فى الحياة فى مجتمع مفتوح بلا إجراءات أمنية مثل باقى الدول، ليبرهن الشعب النرويجى للعالم على أنه يمكن العيش معاً فى أمن وسلام.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - النرويج وأيديولوجية الإرهاب