أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مصرع الطغاة














المزيد.....

مصرع الطغاة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليحتفل الشعب الليبى بنهاية صفحة سوداء من تاريخه، كان يقودهم فيها مجنون أعماه الطغيان عن رؤية ما يرتكبه من جرائم ضد شعبه، لم يكن القذافى يغرد خارج السرب العربى، بل كان صناعة عربية بأمتياز، حيث تعاون كل الملوك والحكام العرب على تعليمه ألف باء الدكتاتورية والطغيان مثلهم، ولم يعبئوا بالمصائب والكوارث والأزمات التى جلبوها على بلادهم، بل يكفيهم أنهم يحكمون شعوبهم بقبضة من حديد.
تعلم القذافى فى مدرسة ناصر وهى مثال لأفضل مدارس الدكتاتورية فى عالم العرب، ولم يكن من الكفاءة على قيادة شعب، لكن جمال عبد الناصر زعيم الدكتاتورية الثورية سانده ووقف إلى جانبه وعلمه البطش بمعارضيه كما كان يفعل فى مصر، وتعلم الدرس جيداً وسار عليه بقية حياته حتى لقى حتفه هارباً وهائماً على وجهه مثل المجرمين الهاربين من وجه العدالة والقانون، لأن رؤساء الدول الحقيقيين الذين يحكمون بأصوات شعوبهم بالديموقراطية لا يخشون أنتهاء سنوات حكمهم، لكن الدكتاتوريين والطغاة فى بلاد العرب تكون هذه نهايتهم وستظهر لنا الأيام نهايات أخرى لبقية الطغاة.
لقد عاث فى أرض العرب فساداً يخطف الأفراد ويختفى أثرهم، وتحالف مع أرهابيين عالميين وكم من الأبرياء قتل وسفك دماءهم مثله مثل بقية الطغاة فى أعمالهم الدموية ضد شعوبهم بعد أن أغتصبوا حرياتهم وحقوقهم الإنسانية، كم من المغامرات الفاشلة التى خصص لها كل موارد بلاده حتى أستنزف طاقات شعبه، وتركهم يعيشون حياة البداوة والتخلف.
تلك النهاية المأساوية والخاتمة لحكم القذافى تغلق فصلاً دام أثنين وأربعين عاماً من حياة الشعب الليبى، مات الطاغية ومات معه طغيانه وعشقه المرضى للتسلط وفرض سلطانه على الأفريقيين الفقراء وأستعراض عضلاته الكاريكاتورية عليهم، كم من الألقاب التى أطلقها على نفسه وأطلقها عليه الحكام والملوك العرب والأنتهازيين من رجال الصحافة والإعلام العربى الذين أغدق عليهم الأموال ومن تلك الألقاب بطل الأمة العربية وملك ملوك أفريقيا والفاتح العظيم وإمام المسلمين...، للأسف هذه هى الثقافة الكلامية التى لا تغنى من جوع وهذه هى إرادة المرضى والضعفاء الذين لا يفكرون فى مستقبل بلادهم وشعوبهم، وكان فى إستطاعتهم الأرتفاع بحاضر شعوبهم مثل ماليزيا وسنغافورة وما حققوه من تقدم وأنتصارهم على التخلف والفقر، وكانت ليبيا قادرة على ذلك لو كان يقودها قادة مخلصين يستغلوا مواردها الطبيعية لتحقيق التقدم الحقيقى.

البترول الليبى كان قادراً على أنتشال الشعب الليبى ذو العدد القليل من التخلف والجهل لو كانت هناك قيادة سياسية وطنية تعمل لصالح وطنها وشعبها، بدلاً من تبذير تلك الأموال على مشاريع مكتوب لها الفشل مثل مشروع النهر العظيم، حيث أثبت القذافى أنه يعيش على الأحلام والهلاوس التى هى من أعراض المرضى الذين يعزلون أنفسهم عن الحياة والواقع ويعيشون فى عالم غيبى يصنعونه لأنفسهم لإرضاء كبريائهم ونزواتهم المرضية.
لا ننسى مقبرة العرب التى تسمى الجامعة العربية، والتى يتسامر فى إجتماعاتها الملوك والحكام العرب ويتشاحنون ويتعاركون حيث كان القذافى له السبق فى أعماله الأستفزازية وإهاناته المتكررة لزملائه الطغاة فى الجامعة العربية وكان يفرض عليهم خزعبلاته وأفكاره الهمجية والمستبدة وكانوا يرضخون له خوفاً من إرهابه الذى من السهل أن يمارسه عليهم.
لا يختلف أثنان على جرائم القذافى وتلوث يديه بدماء الكثير من الأبرياء الذين راحوا ضحية للعقل المريض، لكن عندما نسترجع لقطة جمعت القذافى وسيلفيو بيرلسكونى رئيس وزراء إيطاليا يقبل يده، نستطيع إدراك النفاق السياسى من رئيس وزراء أوربى مع القذافى الذى تعرفه أوربا ويعرفه العالم أجمع جيداً، لكن بيرلسكونى لم يخجل فى سبيل مصلحته السياسية أمام مشكلة المهاجرين الذين كانوا يأتون من ليبيا، أن تقبيل يد القذافى على العلن مما جعل الطاغية يزداد طغياناً وفساداً، وهكذا كان الجميع عرب وعجم يتعاونون على تثبيت مرض الجنون لدى القذافى لأن الجميع يهتمون بمصالحهم فى المقام الأول.

لكن على الشعوب العربية أن تتعلم من دروس الماضى وكيف حزنوا على موت الطاغية صدام حسين، مثل الشعب والقيادة الليبية الذين بدلاً من مشاركتهم للشعب العراقى فرحه بسقوط الطاغية صدام حسين، وجدناهم يقيمون المآتم فى ليبيا لتقديم التعازى على موت صدام، ولم يكتفوا بذلك بل تكالبت القيادات العربية الطاغية على شعب العراق الذى تحرر أخيراً من أسر دكتاتوره، ودفعوا بالمال والسلاح والأرهابيين والمفخخات إلى المجتمع العراقى حتى يعيقوا مسيرة الحرية ويدمروا المجتمع الجديد، حتى وصل العراق إلى ما وصل إليه من تشرمز وتخبط سياسى وتأصيل للنزعات الطائفية وكثرة الأيادى الخارجية التى تفرض وجودها على السياسيين، وهى وسائل تعمل على عودة المجتمع إلى الوراء حيث الظلام يسيطر على عقول الجميع.
ليبيا الآن تعيش نشأتها الحديثة بعد زوال الكابوس، وتحتاج إلى طاقة وجهد كل فرد للعمل الجدى لتحقيق التنمية فى كافة المجالات، إنها مسئولية كل ليبى العمل على بناء دولة ديموقراطية تبنى الوطن والمواطن، دولة قادرة بأبناءها على وضع أقدامها على الطريق الصحيح، طريق العلم والمعرفة فى عصرنا الحديث الذى لا يحتاج غيبيات أو هزليات بهلوانية من رجال يعيشون فى الماضى.

نتمنى أن لا يطول أنتظار نهاية الفصل الأخير من حياة كل طاغية ودكتاتور ما زال يلفظ أنفاسه الأخيرة فى بلاد العرب، حتى تسترجع شعوب المنطقة إنسانيتها التى فقدوها بفعل أعمال الحكام الطغاة، وحتى يشاركوا المجتمع الإنسانى فى صنع حضارته.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماسبيرو وأسوان أين مصر
- شكراً ستيف جوبز
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية
- موسيقى الثورة الصاخبة
- النرويج وأيديولوجية الإرهاب
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مصرع الطغاة