أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - تأسيسية دستور الكوارث














المزيد.....

تأسيسية دستور الكوارث


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعتقد أنه يجب تضييع الوقت فى التفاوض والتحاور مع السلطة الوهابية الدكتاتورية والتى لن تدع هذه الفرصة الذهبية تفلت منها، ولن تقف موقف المتفرج على ما تقوم بها التيارات المدنية المصرية، بل بدأنا نرى الميليشيات التى دفعوا بها إلى الشوارع ودور العبادة لتهيمن على الجماهير وتقنعهم بأوهام الدستور الإلهى، بل من الواجب على كل مواطن يشعر بهويته ومسئوليته المصرية الأستعداد من الآن للتصدى لكارثة الأستفتاء على دستور وهابى يمثل أقلية تفرض إرادتها بالقوة غير التشريعية وتزوير الحقائق وتجييش المشاعر الدينية، ومن السابق لآوانه التنبؤ بنتائج ذلك الأستفتاء الدستورى الكارثة لكن النتيجة سيحاولون تزويرها فى صناديق الأنتخابات لأنهم يسيطرون على حكم البلاد والعباد، ومن المنطقى الأعتراف بأن نظام سياسى حاكم يُصدر إعلان دستورى مثل الذى صدر عن الرئيس مرسى بما يحتويه من عوار واضح، يعنى أنه نظام فقد مصداقيته وأسباب وجوده، ومن الواضح أنه نظام يخضع وينفذ أهداف وخطط لا تنتمى إلى ثورة يناير ولا تنتمى إلى المجتمع المصرى.

نظام أقلية يتكلم بأسم الآلهة يريد تطبيق مشروع دينى دكتاتورى ينتمى إلى أكثر ألف وأربعمائة سنة مضت ولا علاقة له بإنسان الوقت الحاضر الذى لا يعيش فى الخيام والصحراء وإنما يعيش فى عصر الدجيتال والكمبيوتر والأنترنت وسفن الفضاء وغيرها من الإبداعات الإنسانية التى لا دخل فيها لأنبياء أو رسل أو آلهة، وإنما نحن فى سباق مع الزمن الذى يثبت يوماً بعد يوم أن تشريعات الماضى مهما كان الذى كتبها هى تشريعات كُتبت لإنسان تلك الحقبة الزمنية الماضية، لكن ثقافة ومعرفة وتشريعات وتكنولوجيا اليوم لا علاقة لها بذلك الماضى الذى لم يجد فيه ساكن الخيام إلا التطلع والنظر إلى السماء والإعجاب بإعجاز الطبيعة من حوله والنجوم والكواكب والقمر والشمس، وهى أشياء لا يعلم عنها شيئاً فى زمانه لأن عقله كان محصوراً بالأرض الصحراوية التى يقيم خيامه عليها والسماء من فوقه، لذلك هداه فكره وخياله إلى أختيار شئ من تلك الأشياء التى لا يستطيع الوصول إليها ليصنع لها التماثيل ويعبدها، وهى أفكار تناسب عصور الظلام حيث الجهل والعزلة الثقافية أدت إلى ذلك.

هذا الإنسان الذى كان يعبد اللات والعزة والقمر والشمس وغيرها من الآلهة، عندما بدأ بالأنفتاح على الآخر وجد أنهم يعبدون آلهة مختلفة ولها أديان تسمى اليهودية والمسيحية والصابئة لها أنبياء ورسل وكتب مقدسة بها تشريعات ونصائح وقيم أخلاقية مفيدة لأمن وسلام المجتمع، ونتيجة لهذا الأنفتاح والأحتكاك بالآخر ظهر الدين الجديد الذى أخذ من ثقافة تلك الأديان السابقة وأفكارها وتابعيها وصنع لنفسه تشريعات جديدة فى عهدها، ومارس إنسان ذلك الزمان وتقبل تلك التشريعات كواقع طبيعى يساعد فى تنظيم حياته البدوية، لكن من الحماقة الآن قبول أفكار جماعة دينية تريد إرجاع عقولنا وأسلوب حياتنا وثقافتنا ومعارفنا التكنولوجية إلى تطبيق تشريعات الماضى على زماننا الحاضر بكل ما فيه من إبداع إنسانى حقيقى لا شك فيه.

عندما أكتب هذا الكلام فإنى أكتبه وفكرى خارج عن إعتقادات الأديان الغيبية بأعتبار أنه من المنطقى أن يعبد كل إنسان ما يشاء من آلهة ويصدق ما يشاء من رسل وأنبياء ويعتقد ويقدس ما يشاء من كتب وتراث توارثه عن أجداده، لكن هذا لا يعطى الحق والحرية لأحد أن يفرض ما يريد من غيبية الماضى على كل إنسان يعيش فى مجتمع اليوم، والنموذج الماثل أمامنا الآن هو دستور الكوارث الذى تريد فرضه أقلية على مجتمع بأكمله، دستور يعود بنا لذلك الماضى البعيد بما يحمله من أحلام السيادة وقيادة الشعوب وأنتهاك حريات البشر وهوياتهم وحقوقهم التى جاء عصر التنوير وأنتزعها من دكتاتورية رجال الكنيسة والدين فى الغرب، ليعود الإنسان إلى عبادة ما يريد من آلهة أو أديان لكن بكل حرية لكل الأديان سماوية أو غير سماوية وفى الوقت نفسه يطبق الإنسان شرائع وقوانين واحدة لمجتمع واحد ومواطن واحد ووطن واحد.

تحتاج مجتمعات اليوم إلى الدفاع عن إنسانيتها ضد دستور الكوارث الذى تم الإعداد له بالإعلان الغير دستورى الذى سيفرض إرادته على إرادة الغالبية من الشعب المصرى، المجتمع يحتاج للبناء والتقدم إلى الأمام بفكر التنوير والحداثة ولا يحتاج إلى الصراعات الطائفية والعقائدية التى تدمر وحدة المجتمعات، لأن منظومة الماضى الإنسانية يستحيل تطبيقها ويجعلوا منها منظومة لإنسان العصر الحديث، فالترويج للماضى وجعله أمراً واقعاً فى أيامنا هذه هو أكبر خطأ سيقع فيه كل من يفكر بعقلية الماضى وسيكون التخلف نصيب الفرد والمجتمع الذى ستهيمن عليه تلك التشريعات وتلك الثقافة وهؤلاء الرجال الذين صنعوا من أنفسهم علماء وأفضل من بقية الشعب لذلك يمهدون لدستورهم الكارثة بدكتاتورية الإعلان الدستورى الذى لا يحق لأى مواطن الأعتراض على ما سيفعله رجال النظام.
ميدان التحرير وكل ميادين مصر والمحافظات وكل المليونيات لن تنفع مع دكتاتوريين أنتظروا سنوات طويلة ليهيمنوا على عقول البشر ويخضعوها بالشعارات الدينية، دكتاتوريين يغتالون الديموقراطية التى أتت بهم إلى كراسى الحكم، لقد أدخل الرئيس وجماعته مصر إلى غرفة الإنعاش فهل ستخرج منها مصر بكامل عافيتها أم ستموت وتدفن ليخرج لنا من غرفة الإنعاش طاغية يأمر بأسم الآلهة والشعب مجبر على الطاعة والتنفيذ؟

هل سيستمر المواطنين فى الإنبطاح الدينى للتصديق على دستور غايته هيمنة دينية وليست غايته إنسانية الإنسان المدنية؟
إنها الفرصة الأخيرة للشعب المصرى لإثبات وجوده وأن هذا النظام يهدد هويته الحضارية!!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - تأسيسية دستور الكوارث