أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مغامرات سياسية دكتاتورية














المزيد.....

مغامرات سياسية دكتاتورية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن فجر الرئيس مرسى قنبلته فاسدة الصنع والتصنيع أراد التبرؤ منها بإضافة كلمة واحدة فقط وهى: مؤقتة، أى أن تلك السلطات المطلقة هى مؤقتة وكأننا أمام نظام مبارك عندما أستعمل عبارة " حالة الطوارئ" التى يعرف نظام الرئيس مرسى كم من الزمن أستمرت لتكون قيوداً حديدية تلتف حول أعناق وألسنة المصريين ولكل من يعارض نظامه، الدكتاتورية لا تعرف كلمة مؤقتة لأنها بالفعل تبدأ بكلمة مؤقتة وتستمر للأبد لضرب كل من يريد إعلاء صوته ضد ما سيصدره النظام الإخوانى من قرارات وقوانين ليس من حق أى مصرى الأعتراض عليها، إنها مقامرة ومغامرة كبرى بمستقبل ملايين المصريين الذين وقعوا ضحية لإبتزاز مشاعرهم وتعصبهم الدينى للوثوب على أحلامهم بحياة عادلة حرة كريمة، وأستبدالها بنظام دكتاتوررى يتبنى الثيوقراطية والديموقراطية لتحقيق أهداف جماعات الأقلية الغريبة عن مشكلات الوطن والمواطن.

قرارات الرئيس مرسى هى أكبر ضربة تم توجيهها للثورة ولجميع ثوار مصر ومحاولة من النظام لإثارة الفوضى لتحقيق حلمهم التاريخى فى حكم مصر المطلق بأسم الدين، مما يتطلب ولاء الشعب المطلق لرئيس متذبذب فى قراراته يريد من يقفون خلفه أن يكون الحاكم بأمره، لقد أسقط الرئيس الشرعية والقانون بنفسه مما أدى إلى إنفجار الغضب وبدأت الأنقسامات فى كل مكان، حتى بدا واضحاً أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان وأنصارها فى كفة وبقية شعب مصر فى كفة أخرى، لقد أوقدت جماعة الإخوان وذراعها الرئيس مرسى أتون النار الذى سرعان ما أرتفعت إلسنة النار فى كل مكان ويزداد أشتعال اللهب يوماً بعد يوم، لأن الشعب المصرى يرفض الحياة الوهابية المتطرفة التى جوهرها تدمير المجتمعات ونشر التخلف والعنف فيها بأسم الدين.

إنه إستغلال فاضح ومرفوض للدفاع عن دماء الشهداء بالحصول على صلاحيات دكتاتورية مطلقة، وهذا من علامات الأرتباك الحاد فى تصرفات رئيس دولة أشبه بشيخ قبيلة أخطا الشعب فى أختياره إذ ليس لديه الحكمة وفكر المواطنة والأنتماء للهوية المصرية التى تجعله يعمل من أجل مصر وشعبها، بل بدأت قراراته تكشف عن طبيعته الإخوانية التى لن يقف فى طريقها أحد، لأن رمزها المعروف هو كتابها المقدس وأسفله سيفان متقاطعان وأسفلهم كلمة " وأعدوا"، فهل إعلان مرسى الغير دستورى هو إعلان حرب صريحة على كل من سيعارض نظامه ونظام دولة الإخوان؟ هل بدأ الرئيس مرسى فى تطبيق هدفهم المطلق فى إعداد كل ما أستطاعوا من قوة للتخلص من كل مصرى سيقول لا لعقيدة وحكم ورجال الإخوان الحاكمين الذين سيستحوذوا على كل أماكن القيادة وصنع القرار فى مصر؟

وكيف يضحكون علينا بأنه سيكون دكتاتوراً مؤقتاً ليحمى الثورة؟ أم أن الأصح أنه إعلاناً دكتاتورياً مؤقتاً لحماية دستور الكوارث الذى تصنعه جماعاته الدينية؟
كل مصرى الآن يعلم يقيناً أن رجال الإخوان قد سرقوا الثورة وأستولوا عليها بدهاءهم ونفاقهم الذين أستخدموه خلال تعاملاتهم لسنوات طويلة مع الأنظمة السياسية الدكتاتورية التى إلتحفت هى الأخرى برداء الثورية وأخيراً برداء الديموقراطية ليضحكوا على العالم كله وتحت حماية النظام الأمريكى الذى تحالف مع التيارات الدينية فى مصر وبقية الدول العربية لتحقيق مصالحه وأهدافه العالمية، وليس جديداً على المتابع للأحداث العالمية أن هناك سياسات لأنظمة دولية ذكية لا يمكن تشبيهها بالطفل الرضيع الذى أستولى على حكم دولة مثل مصر ويريد إثبات وجوده بالأفكار المتخلفة التى يصدرها ثم يتراجع عنها ولا مكان لها فى عقول قادة الأنظمة السياسية العالمية، لكنهم يستغلون سذاجة هؤلاء الحكام الجدد عديمى الخبرة لتنفيذ أهدافهم الأستراتيجية ويخلقوا من أعداء الأمس الدينيين أصدقاء وحلفاء الحاضر.

هل المطلوب الآن إسقاط الإعلان الدستورى فقط ام إسقاط النظام الذى فشل ويتخبط فى قراراته ولا يفقه فى إدارة سياسة دولة مصر؟
هل سينخدع الجميع بأن الرئيس لا يستطيع التراجع عن إعلانه غير الدستورى وإلا أصبح رئيس أضحوكة فى العالم كله؟
واضح من هذه السلطات التى ستمنحها له تلك القرارات والإعلان الغير دستورى، أنها سلطات لتصفية حسابات النظام الدينى مع المعارضة معنوياً وجسدياً، لأن تلك السلطات تمنحه محاكمة كل من يقف ضد قراراته أو أفعاله وأعماله التى سيطبقها على المجتمع المصرى، مما يعنى أنه لا شعب ولا قضاء يستطيع الوقوف فى وجه الرئيس مرسى وأتباعه وما سيرتكبونه من جرائم بشعة فى حق مصر وحضارتها وما كان المصرى يحلم به من تحديث ومواكبة للعصر ولشعوب العالم الحضارية.
بعد أن تذوق الشعب المصرى الحرية وأعتقد أن حقوقه التى أنتزعتها منه الإنظمة الدكتاتورية السابقة ستعود إليه، إذ بالرئيس مرسى أعاد إليه ظلام الحرية وأطفأ كل شموع الأمل التى أشعلها المصريين برحيل مبارك بعد ثلاثين عاماً من حكمه، إن الإعلان الدستورى صدر عن جهل وغرور مفرض فى الثقة بالنفس الأمارة بالسوء والتى ستجعل من الرئيس مرسى ليس فقط أسوأ رئيس على مستوى العالم بل أسوأ رجل فى مصر أثبت لشعبه أنه غير صالح لحكمهم وفاقد الأهلية والصلاحية والخبرة لصنع القرارات من أجل مصر وشعبها.

ووسط تزاحم الأسئلة نختار هذا السؤال: هل سيكون الإعلان الغير دستورى للدكتور مرسى هو القشة التى قصمت ظهر البعير؟
" رب ضارة نافعة "



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مغامرات سياسية دكتاتورية