أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - التزوير المقدس














المزيد.....

التزوير المقدس


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سخط الجماهير على النخبة السياسية التى عجزت فى تقديم نفسها بشكل وتنظيم أفضل، أفسح المجال إلى أستحواذ جماعة الإخوان على الهواء الذين سيتنسمونه، لأن قيادات الجماعة هم من يصدرون التصريحات والقرارات ثم يتراجعون عنها، لقلة خبرتهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية، مما نتج عنه فشل وراء فشل، رغم السخط والغضب الشعبى لكنهم يعرفون كيف يستخدمون الدين لإغلاق أفواه المعارضين لها، لأنه لا تعلو كلمة أو رأى على أفكار وآراء الله، وأن يجعلوا ولاءهم للغيب الدينى وتجاهل ولاء الوطن، ورغم السخط الجماهيرى قامت التيارات دينية بتزوير إرادة شعب مصر وخداعه بشعارات طائفية دينية تجعل الفرد أسير عواطفه الدينية، والنتيجة دائماً لصالح جماعات تقول عن نفسها أنهم على حق وبقية البشر على خطأ، مما جعلها جماعات دكتاتورية الهوى والهوية ليصنعوا من التزوير ركناً هاماً من المقدسات التى ينادون بها ويحتكرون الحديث بأسمها وكأن الآلهة تتحدث معهم لأنهم على حق لكنها تخاصم الآخرين لأنهم على باطل.

عندما تكون آمال المواطن فى جنة سماوية تصاحبها أيديولوجيات تحتقر حياة الإنسان وتمجد الموت، فالنتيجة الحتمية هى كراهية الأوطان والإنسان وطمس الهوية الفردية ليكون سلاح الإرهاب هو الطريق الوحيد لإجبار الفرد على التسليم لهم بما يعتنقون من رغبات الهيمنة الشمولية على الشعوب، فما رأيناه من تزوير فاضح الذى يعتبر جريمة رشوة علنية يقبلها المواطن ويقوم بها رجال الإخوان المسلمين وهى جريمة لا يفعلها ولا يفكر فيها من يعتنق ديناً يدين ويعاقب مثل تلك الجرائم لأنها ضد إرادة الإله ومرفوضة منه جملة وتفصيلاً، فكيف يبيحون لأنفسهم أن يكون دعاة إسلام وفى الوقت نفسه دعاة قتل وإرهاب وتزوير وخداع وهى جرائم بهذا السلوك المتناقض والمتعارض للإخوان تجعلنا فى حيرة هل هى من متطلبات الشريعة أم مرفوضة من الشريعة وكاتبها؟
المشكلة الكبرى فى قضية الخداع والتزوير الذى قام ويقوم به رجال الإخوان تكمن فى الشعب العاشق للخطاب الدينى الذى أعماه عن رؤية الحق وأن يغمض عينيه عن تلك الخطايا والجرائم ولا يدينها، ذلك العشق والهيام لدرجة نصرة الدين بأرتكاب ما يخالف شريعة إلهه ثم تبرير جرائمه بفتاوى إنسانية تبيح له جميع المحظورات والمحرمات لأنها ستنصر الإسلام ورسوله، هذا الفكر الإنسانى البعيد عن المنطق والحق يوقع المؤمن فى الضلال لغياب وعيه بمبادئ الصدق والعدل والحق والباطل، حتى تغلبت العاطفة الدينية وخسر الإنسان حياته وحريته وحقوقه ليسلمها بخضوع تام إلى أيدى الحاكمين بأمر رجال الإخوان.

التصويت بكلمة لا تم تحويلها من المسئولين عن الأستفتاء التابعين لرجال الإخوان وحلفاءهم من الجماعات الأخرى إلى كلمة باطلة وكأنك تقول لا للإله وللإسلام والرسول ولا للجنة والنعيم المنتظر ولا للإخوان الحاكمون بأمر أنفسهم، لذلك كلمة لا كانت تعنى إستحالة كتابتها على أوراق التصويت أو أختيارها، وكما قال لى الكثير من أصدقائى الذين على علم وخبرة بمهارة الإخوان، إنهم لو ذهبوا ليصوتوا بكلمة لا بعد خروجهم من اللجنة الأنتخابية سيتم تحويلها بقدرة قادر إلى التصويت بنعم، ومن يقومون بهذا التزوير واثقون من أنه فى صالح الإله والإسلام الذى ينادى به الإخوان المسلمين وبقية الجماعات الإسلامية المتواجدة على الساحة المصرية ومن يقف ضد ذلك فهو عدو الله والإخوان.
هذا ما حدث وأنتصر خداع المواطن وتزوير إرادته لتنتصر كلمة نعم لدستور وهابى ستنهار على قواعده الدولة والمجتمع المصرى وسط غياب التوعية الشعبية بسلبيات وإيجابيات هذا الدستور الإخوانى وترك الساحة التى سيطرت عليها التيارات الإسلامية لشيوخ المساجد والزوايا وبيانهم للعابدين فوائد التصويت بنعم وأضرار التصويت بلا، جعل النتيجة محسومة لصالح الإخوان المسلمين لأن أستخدام العقل بعيداً عن أى تأثيرات عاطفية من الصعب على المتدينين تفعيله لأنهم لم يرثوا الظاهرة الصوتية العربية فقط، بل أصبح تفكيرهم صوتياً يخضع للخطب الدينية الصوتية التى يقوم بها رجل واحد ويستمع له المئات، هكذا تم تربية سلوكيات وعقول ووجدان الشعوب العربية العاشقة للأديان على التلقين السماعى الصوتى، دون محاولتهم الثورة على تلك التربية التى صنعت منهم أتباع مخدوعين يمارسون التزوير ويقبلونه بصدر رحب دون تأنيب للضمير.

لقد نجحت التيارات الإسلامية فى تقسيم المجتمع المصرى إلى أفرد تؤمن بنعم لأنها تنصر الإسلام وأفراد تؤمن بلا لأنهم كفار من أعداء الإسلام، لذلك يحتاج الشعب المصرى إلى إثبات وجوده وعدم الإنعزال عن الواقع لأنه فشل فى أول تجربة له بعد الثورة فى إيقاف الأستفتاء على الدستور، بل كان عليه أن يخرج ليقول كلمته بشجاعة التى يشعر بأنها فى مصلحته ومصلحة بلاده، بل ويدافع عنها ويقف فى وجه من ينتهكون حريته ويزورون إرادته ويتلاعبون فى كلمته التصويتية، مصر الآن تحتاج إلى إتحاد وتجمع من يريدون حقاً مصلحة الوطن والمواطن ليقوموا بحملة تنويرية تقوم بتعريف كل مواطن بدوره فى القضاء على الفساد والفاسدين وكشف حقيقة من يحكمون مصر الآن من نظام سياسى رجعى لا خبرة له يتراجع دائماً عن قراراته .

مصر الآن فى حاجة إلى تجمع وطنى حقيقى مهمته تنويرية معرفية يصل صوته إلى كل مصرى حتى تزول الغشاوة التى يزرعها دعاة التزوير والخداع بأسم الأديان.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة الفاضلة والأديان السماوية
- لا للدستور التكفيرى
- مأساوية أنتحار النظام
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - التزوير المقدس