أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مأساوية أنتحار النظام














المزيد.....

مأساوية أنتحار النظام


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد المصرى الآن هو مشهد إرهابى مأساوى بائس خارج على كل المقاييس والتصورات الإنسانية من أعمال ترتكب ضد شعب مسالم، وهذا الإرهاب الدموى تقوم به أقليات دينية تحتكر التكلم والتصرف بأسم الدين الإسلامى وتصدق نفسها عندما أحتكرت أماكن العبادة لتكفر من يعترض على شرائعهم وأفكارهم الشخصية وتعتبرهم خارجين على الله وشرائعه، هذا الإرهاب الدينى كشف حقيقة تلك الجماعات ومن يساندونها وبدأ الشعب المصرى الذى أنخدع بأقوالهم التكفيرية فى التمرد على تلك الأقوال والأفعال الإرهابية التى تعبر عن ضعف من يرددها ويدعو إليها ويقوم بها، فالصدامات الدموية اليومية معناها أن النظام السياسى الإخوانى عجز عن إيجاد المساندة الشعبية فلجأ إلى أساليبه القديمة التى يستعملها دائماً كتنظيم سياسى قائم على التطرف والإرهاب لفرض رؤياه الجاهلية على شعوب اليوم المتحضرة.
إن ما تمارسه جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم فى مصر هو إرهاب إسلامى يستغل أسم الدين الإسلامى للوصول إلى إحكام سلطتهم وسيطرتهم على تسعين مليون من البشر، حتى يزحفوا على بقية الدول العربية ليفرضوا عليها هذا النموذج المتخلف من الأفكار المغلقة والتى تعمل على إنعزال المجتمع وأفراده عن حضارة البشرية التى تنطلق بلا قيود على أبداعاتها وحريتها ملتزمة بحقوق ومساواة كل أفرادها، إن الوحشية التى يتعامل بها أتباع الرئيس مرسى من الإخوان المسلمين والسلفيين ضد الشعب المصرى، هى أكبر دليل على أنهم فقدوا الإنتماء لهذا الوطن ولهذا الشعب، إن كهوف التوحش الإسلامى التى صنعها المؤمنين بالكراهية والبغض لكل من يعارض معتقداتهم وأفكارهم قد فتحوها على مصراعيها لتلتهم الأخضر واليابس وتمزق نسيج ووحدة المجتمع الإنسانية بفضل أفكارهم العنصرية ضد معارضيهم.

إنها دكتاتورية وعنصرية إنسانية لا علاقة لها بالأديان يحلم هؤلاء المؤمنين المرضى بداء العنصرية والنازية بسحق بقية الأديان والمعتقدات المخالفة لهم، حتى يسودوا على العالم مستغلين عبارة دينية غيبية مثل اليهود وهى أنهم شعب الله المختار وخير أمة أخرجت للناس، وتناسوا أنه بسبب هذه العنصرية أصبح اليهود مبغضين ومكروهين وأقلية فى العالم رغم ما يتمتعون به من نفوذ وذكاء وطاقات إنسانية مبدعة، إن ما يشاهده العالم العربى والعالم بأجمعه من وقائع الإعتداءات البلطجية التى تقوم بها ميليشيا الإخوان المسلمين والسلفيين ضد المتظاهرين المسالمين ومنهم الفتيات والنساء بشكل همجى، يكشف عن الوجه القبيح الذى يملكونه فكراً وعملاً، الوجه القبيح الذى لم يتغير منذ نشأة تلك الجماعات المتطرفة التى عقيدتها الإرهاب للأستيلاء على السلطة السياسية لتنفيذ إرادتهم الرجعية المريضة بداء العنصرية الدكتاتورية، فالخسائر البشرية من قتلى وجرحى مواطنين فى تظاهرات سلمية يتم قمعها بهذا الشكل على أيدى نظام مرسى الحاكم وجماعته الدينية التى يريد إحكام سيطرتها على المجتمع بأكمله ، هو بداية النهاية لهؤلاء المتعطشين للإرهاب والسلطان بعيداً عن نهضة البشر الحقيقية.
لماذا يلجأ المتدين إلى العنف والإرهاب وسفك الدماء لفرض رؤيته السياسية أو الدينية وأعتبارها الحق المطلق؟ من الذى أعطاهم الحق فى سفك دماء غيرهم من البشر الرافضين لأفكارهم ؟
متى يفهم المصرى والعربى أن كل القتلى فى بلادنا العربية قتلوا على أيدى الجماعات الإسلامية ومنها الإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم؟
أستغلالهم لعواطف ومشاعر المؤمنين بالإسلام لأعمال القتل والتفجيرات والهتاف لها الله أكبر وتصويرهم لسفك دماء الآخرين على أنه أنتصار للإسلام وللإله الغائب، الجماعات الإسلامية بشتى أطيافها ليسوا أبرياء من الإرهاب والقتل المستمر ويجب إدانتهم على تلك الجرائم التى لن يصفح عنها أو يغفرها أى إله، إن الشعوب العربية يعيشون كضحايا للأفكار السياسية التى تخلط نفسها بالإسلام ليتزايد الظلام والجهل والموت ولا أحد يهتم بذلك لأن الأهمية عند الجهلاء هو الأنتصار لله والإسلام وهذا هو قمة التخلف الذى لم يفكروا فى حقيقته وأبتعاده عن المنطق العقلى السليم.

الحوار مع جماعات دينية تلجأ للإرهاب والعنف والقتل ليس عملاً سهلاً خاصةً وأن هناك موالين لهم من الداخل والخارج مستعدين لتدمير المجتمع المصرى فى سبيل أن يحكم مصر الفكر الأصولى الإسلامى الذى يضمن لهم أستمرار تخلف الدولة المصرية وتراجع دورها على المستوى الأقليمى والعالمى ، وهى حاجة ضرورية وأستراتيجية تحتاج إليها بعض الدول العربية لتأخذ مكانة مصر ودورها فى زعامة الدول العربية، لكن هذا الإرهاب المتزايد يحتاج إلى مفكرين ومثقفين وباحثين مقتنعون بمسئوليتهم الإنسانية عن تحرير أفراد مجتمعهم من الدجل والشعوذة الذى يتنامى وينتشر فى المجتمع بسبب جهل الغالبية وإستغلال تلك الجماعات الأصولية المتطرفة لتلك البيئة الخصبة لنشر أحكامهم الظلامية الرجعية حيث تنادى بكلمتين ينخدع لهم الكثير من البشر، كلمتى المؤمنين والكفار وهى كلمات من إفرازات المجتمعات الجاهلية التى عاشت فى ظلام الماضى السحيق ويريدون أسترجاعه لتسود عنصريتهم على المجتمع كله.

هل ستستمر طويلاً تلك الهلوسة الدينية الرئاسية التى تستخدم الإرهاب سلاحاً تهدد وتحارب به أمن الشعب الذى أنتخبها وأنخدع بمقولة : لقد جربنا الدكتاتوريين فلماذا لا نجرب الإسلاميين؟ وهذه هى النتيجة التعيسة التى صدقها الكثيرون وأعتقدوا أنهم سيدخلون الجنة مع هؤلاء الذين يمارسون الإرهاب ضد إخوانهم فى الوطن، فإلى متى سيظل المواطن أسير الهوس والإرهاب الدينى بالجنة والنار؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - مأساوية أنتحار النظام