أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.















المزيد.....

أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.
كثيرة هي الأحداث السياسية والاجتماعية -العادية منها والمثيرة - التي تشهدها الكثير من البلدان وتمر عليها مر الكرام، ويطويها النسيان بسرعة قبل ان ينتبه إليها أو تثير فضول أو اهتمامهم المواطن العادي أو السياسي المتتبع للأحداث، رغم ما تحويه من مؤشرات مقلقة من شأنها أن تسيء لتلك البلاد وتقودها الى مخاطر جدية على مستقبل مجتمعاتها وتهددها بالتمزق والتشظي، وتدخلها في أنفاق مظلمة تكون لها الآثار المدمرة، التي يصبح معها مصيرها على كف عفريت، خاصة حينما تصاب العملية السياسية بالنكوص والانحراف عن توجهاتها المطلوبة والمعلنة بتحقيق الحرية والكرامة والديموقراطية، وتتراجع عن تحسين الظروف المعيشية والخدمات الضرورية للمواطنين، وجلب الاستقرار السياسي والأمني.
المغرب كباقي البلدان الأخرى، لم يسلم من موجة الأحداث المتنوعة والمتفاوتة التأثير على الأوضاع والسياسة العامة، ولعل ما تميز من بين العديد منها ، خلال الأسابيع القليلة الماضية، حادثة الرحلة رقم (847) التابعة لشركة مصر للطيران القادمة من القاهرة إلى الدار البيضاء، والتي كاد بعض ركابها -المولعين بعرض قوتهم والساعين الجاهدين لإزاحة كل من يختلف معهم, والذي يعتبرونه أما غبيا أو حاقدا أو فاسقا أو ملحدا، وغير ذلك من المسميات ومصطلحات التكفير الجديدة التي أصبحت تشنف أسماعنا اليوم في السنين الأخيرة وفي كل مكان وعلى لسان أيا كان- أن يتسببوا فى كارثة جوية، تذهب بأرواح أزيد من مائة راكب، بسبب الفيلم الأجنبي "الرجل العنكبوت (Spider Man)"الذي عرضته المصرية للطيران خلال رحلتها تلك، والذي اعتبره المتشددون في الدين، فلما خليعا ما جنا، لإفتتاحه بقبلة تبادلها بطل الفلم مع بطلته، قبلة فريدة دفعت بكبيرهم للمطالبة بإيقاف عرض الفيلم ومنعه، في تجاهل تام لقاعدة، رغم علمه بأن الاختلاف سنة من سنن الله فى كونه وأن الاجتهاد يجب أن تحكمة قاعدة: "رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرنا خطأ يحتمل الصواب"، وضداً عن قيم التسامح العليا، ومثل الحرية والعدالة، التي لا تسمح لأي إنسان أو مجموعة أن تفرض رأيها على الآخرين، أو إجبارهم على ممارسات يرفضونها وليست من اختيارهم، وبكبرياء سياسي قاصر عن إدراك حجم مخاطر الأحداث، ومعالجة الأزمات والطوارئ، وبإصرار غريب على سلوك الاستخفاف والاستهتار بإرادة غالبية ركاب الطائرة المصرين على مشاهدة الفلم -وهو من كامل حقهم- تحولت الطائرة إلى ساحة فوضى عارمة كاد الهرج والمرج وتناطح واقتتال الذي ساد بها، أن يهوي بها من عليائها لولا حكمة وحنكة وتصبر قائد الطائرة وطاقم المضيفين بها وثلاث من زوجات المحتجين، اللائي عملن مشكورات، على تهدئة غضب أزواجهن المحتجين، لما تمكنت الطائرة من مواصلة بقية رحلتها بسلام واستمر عرض فيلم الرجل العنكبوتي الذي انتهى كما بدأ بقبلة أكثر سخونة، صفق لها بقية ركاب الطائرة، ليس نكاية ولا شماتة في من اصابهم جنون الدفاع عن الدين إلى درجة فقدان الصواب والعقل، -وهم يعلمون أن فقدان الصواب والعقل لايعفيهم من المحاسبة القانونية والشعبية-..لكن احتفاءً بانتصار الحق على الباطل الذي كان دائما زهوقا مضمحلاً زائلاً مصداقا لقوله تعالى:"وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا".
فهل من حقنا نحن الفئة الغالبية الصامتة، أمام ما ابتليت به البلاد من فضائح كثيرة ، وما انضاف إليها مؤخراً من سلسلة فضائح الطائرات التي يندى لها الجبين ولا تخدم أية قضية، سواء منها فضيحة الطائرة المصرية التي كان أبطالها من الذين من مسؤولياتهم الخوف والحفاظ على سمعة البلاد، أو مثيلتها المسيئة هي الأخرى لسمعة البلاد والعباد، والتي حدثت على متن الطائرة التي كانت تقل لاعبي فريق الرجاء البيضاوي إلى العراق من أجل مواجهة فريق القوة الجوية العراقي في إطار منافسات ذهاب دور ربع نهائي دوري أبطال العربي، والتي كان بطلاها لاعبان تبادلا الشتائم في شجار عنيف، أمام مرأى زملائهم و باقي الركاب..
فأمام كل هذه التصرفات والأحداث الغريبة الهجينة، التي تمرغ سمعة الوطن والمواطن في الترى، هل تصدق فينا قولة المتنبي، وهو ينتقد كافور الإخشيدي بقوله "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم"؟. وسواء صدقت القولة علينا أو لم تصدق، وضحكنا من حالنا أم لم نضحك، فإن أمما كثيرة ستضحك وبأعلى أصواتها، على ما وصل إليه مشهد وخطاب بلادنا السياسي، والذي لم يعد له سقف يحد فضائحه الخطيرة المستمرة واللامقبولة، والتي تخدش مع "الأسف الشديد" سمعة البلاد، وتجعله مسخرة بين دول العالم، بما يِؤتيه من يعتقد انه الزعيم القادم والفهيم الفاهم والناصح النصوح، من تصرفات قد تسر الناظرين من مظهرها الخارجي، بفعل تحسينها وتزيينها وتغليفها بمسميات حماية الدين ونصح المواطن وحماية الوطن ومحاربة الفساد، والتي سرعان ما يظهر مستورها ويتضح الشرعي فيها من المحظور، الذي يعرف الجميع أنه ليس إلا شعارات من اجل مصالح وأهداف ضيقة، لا تغني الأمة من جوع، ولا تبني لها اقتصاداً، أو تؤسس لها بنياناً، وتقف عاجزة كليلة مستسلمة أمام واقعها المثخن بالتحديات والمشكلات المتجذرة، وتكتفي بمجرد دغدغة المشاعر، وإلهاب الأحاسيس، وتحريك الجموع.
أعتقد جازما، أنه بات من حقنا أن نضحك جميعنا ، وان نردد مع المتنبي بيته الشهير، وانطباقه كليا على تصرفات بعض من اعتلوا الشأن السياسي، التي بات الجهل سيدها، وسلوكياتهم المرفوضة التي تختبئ خلف ستائر مظلمة من الأماني والتوهمات التي لا تخدم الناس، وتجعل من الدين مجردة موضة تقتصر على سوأة المرأة ولباسها، ومن العلم والعلمانية كفرا، ومن حرية التفكير والاعتقاد زندقة، ومن القبل إثم يقود للنار، بدعوى تحقيق المدينة الفاضلة الخالية من الفساد والرذيلة..على حساب الحرية وتطور المجتمعات..
وختاما أقول: إن الشعب المغربي لا يريد تلك المدينة الفاضلة التي يطمح إليها المسؤولون الإسلاميون، لأنه ينشد الحرية والديمقراطية والخبز والكرامة، ويأمل في أن يسعى المخلصون لهذا الوطن ويعملوا جادين لتحقيقها على قدر ما تجود به شهامتهم وحبهم وإخلاصهم لهذا الوطن وإيمانهم الصادق لله ولتعاليم الإسلام الحنيف، بدلاً من الانشغال بالوعظ والإرشاد وفتاوى الترهيب بالجحيم، المستنبطة من أبطال وشخصيات غابرة من التاريخ، والمؤسسة على أنقاض المذاهب والأصول الفكرية والعقائدية المثخنة بجعجعة الدروشة، المناقضة للحرية والديمقراطية من أساسها. فيكفينا الآلاف الدعاة والفقهاء وطلبة العلم بآدب السلوك، والوعظ الحسن، وتذكير المجتمع بعقاب الآخرة وتحذيره من أكل المال الحرام ومن مغبة هضم حقوق الخلق بالباطل.
وبلا شك أن هنا الكثير ممن يستغربون من حالنا وأحوالنا، وكيف يمكننا مسايرة القرن الواحد والعشرين ونحن لا زلنا في عمق العصر الحجري -نهتم بالسفاسف ونترك المهم والأهم- وربما هذا الأخير كان أفضل بكثير مما نحن عليه من وتقهقر ديني وعلمي وحداثي أخلاقي وحضاري، ولاشك أيضا أن هناك من ينزعجون من حالة الفوضى والانفلات السياسي التي تعرفها البلاد في الآونة الأخيرة، إلى درجة ظهرور أصوات أصبحت تعبّر عن حنينها لزمن الدكتاتوريات التي سقطت، كديكتاتورية "البصري" الذي رغم استبداده، فقد كان يوفر أمنا عاما للوطن والمواطنين، ولا يسمح بمثل هذه التصرفات السخيفة المسئة لسمعة البلاد..
فبالله عليكم يا من يظنون ان الله لم يهدي غيرهم، كما قال ابن سينا" بلينا بقوم يظنون ان الله لم يهد سواهم" أن تعفونا مما لإثخمتمونا به من تلك الأهازيج الجميلة واللطيفة، المروجة إلى أنكم أنتم واحزابكم السياسية وجمعياتكم الدعوية من كلفكم الله بحراسة الدين وحمايته، وانكم أنتم وحدكم القيمين عليه.. وياليتكم تتذكرون الحديث النبوي الشريف الذى ترتعد منه أوصال تجار الدين، والذي لا ترددونه أبدا فى خطبكم وخطاباتكم.. والذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم " أول من تسعر به النار يوم القيامة تجار الدين "..
حميد طولست
[email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارس ...
- مأدونيات غريبة لا يعرفها عنها الكثيرون شيئا، لكنها تدر أموال ...
- لماذا يسرق التراب الأمهات؟؟
- موقف غريب جدااا بمطار القاهرة
- ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟
- قوامة نواب!!!
- قومةنواب الأمة!؟
- الكلاب لا تغتصب بعضها، مثل ما يفعل الإنسان
- الزعامة أو الرئاسة؟
- حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟
- القاهرة مدينة مجنونة 2
- حق المدينة وبرج شباط!!!؟
- القاهرة مدينة مجنونة
- كل نكتة وانتم بخير!
- العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.
- تدهور الارصفة
- أزمة صحافة أو أزمة سياسة؟
- الثورات لا يطلقها المنظّرون، والمفكرون، وإنما البسطاء والفلا ...
- قضية حزب الاستقلال، بين منطق العقل ومنطق العاطفة والاندفاعية ...
- أغرب مأدونيات وزارة التجهيز والنقل تصاريح -20D -!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.