أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟















المزيد.....

ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


ـــــ ماذا تريد حواء من بعلها؟؟ ــــــ
من الصعب على الإنسان، بل من المستحيل عليه، أن يقف في وجه حركة عجلة الزمن، لإيقافها، أو الإمساك بها، أو حتى تأخيرها عن مواعيدها، من أجل صياغة تاريخ بديل منقح، أو على "المقاس"، القدرة التي لا يملكها أي كان، بل ليس من حق أي كان- رغم كل ما تحقق من مظاهر التقدم العلمي والثقني- مجرد التفكير في استعادتها، فبالأحرى تغييرها، لأن وتيرة الحركة الزمان/تاريخية، لا تتغير من تلقاء ذاتها، وإنما بقدرة خارجة عن حدود طاقة البشر، وبأوامر من اختصاص خالق الكون ومسيره سبحانه وتعالي..
مناسبة هذه المقدمة: انها جاءت نتيجة حوار دار، قبل أيام، بيني وبين احد أصدقاء الطفولة، حول معاناته مع كابوس الاستقواء، والاستحواذ التملكي، الممارس على حساب رجولته وحريته وشخصيته، الحوار الذي كان بحق صرخة ألم أطلقها
زوج مكلوم مظلوم، والذي ارتأيت نشره، تعميما للفائدة، التي يمكن أن تنبيه بعض الأزواج، إلى مواطن الخطر الذي يهدد الحب الإنساني اللازم لعيش حياة سعيدة مرفهة فاعلة انتاجية تقدمية راقية.
الموضوع: لقد جمعتني الصدفة، مؤخرا، بأحد أصدقاء أيام زمان الذين لم أرهم مند مدة، -تقصيرا مني أو منهم، في صلة الرحم التي أوصى عليها ديننا الحنيف- كم سررت بهذا اللقاء الذي تشاغلنا خلاله سويا، بمحاولة إعادة عبق الماضي بكل حمولاته، واستعادة ما نسيناه من ذكريات أيامنا السعيدة، التي لم يعد يذكرها أحد غيرنا.
وبعد انتهائنا من لعبة عصر الذهن في التذكر والذكرى، سألته بكل لباقة وديبلوماسية عن حاله وأحوال أسرته، زوجه وأولاده، فقطب وتجهم، وأجاب بحدة لم أعهدها فيه، وقال بنغمة مخنوقة آمرة: "سولني غير على راسي، مابقى خير فحد"، ثم انفجر بعدها، شاكيا، وكأنه يصارح نفسه: "لا ادري لماذا حدث لي كل هذا؟ ماذا فعلت لكي تنقلب حياتي رأسا علي عقب، وفي هذه السن التي تعتبر سن النضوج الفكري كما يقولون؟ فهل هي الصدفه البحتة، أم هو مكر الأقدار؟ كم هو شعور قاس أن تدرك أنك خدعت، فتتمنى أن تموت، بل وأن تكون ترابا، قبل ان تدرك أنك احمق كبير قد تم خداعه طيلة سنوات، كم هو مؤلم أن تعيش في هذه الدنيا ودون أن تري اي سبب يمنحني القدرة علي مواصلة الحياة, ومع ذلك لم اشعر قط بالرغبة في الانتحار، ليس لجبن في، ولكن لني لا ارضى لنفسي بمثل ذلك المصير المحرم شرعا، الممقوت أخلاقا، وقد كنت كما تعرف ويعرف الجميع، إنسانا عاديا طيبا إلى درجة السذاجة، وربما الحمق بعض الشيء، لكني كنت أكثر الناس حبا لأسرتي وأهلي وكل أصدقائي، وعلاقتي مع الله جيده, حيث كنت اصلي منذ طفولتي المتقدمة, بل وكنت اعشق الجلوس في مساجد حومتنا "سقاية العباسيين" بحينا الشعبي "فاس الجديد" وحفظت بها ما تيسر من كتاب الله الكريم، كنت اصوم في وقت مبكر من عمري، وقد كنت، وإلى حين، أرى أني كفؤ وأملك الوعي والإدراك الكافي لاتخاذ القرارات الحاسمة الخاصة بمسار حياتي وحياة أسرتي، زوجي وأبنائي، بطريقة منفتحة وديمقراطية ومنطقية، تواكب الواقع، وتلائم مختلف المناسبات والملابسات، وأتعامل مع متغيراتها العصر، التي تفرضها ظروف الصراعات المجتمعية ومصاعب الحياة ومشكلاتها، بصدر رحب، قدر الإمكان، أملا في حياة أسرية متوازنة ومتصالحة مع حاضرها ومستقبلها.
لكن، ورغم كل محاولاتي لترميم الأوضاع، وإنشادي لثقافات الحوار، ولجوئي لطرق التواصل على اختلافها، فقد عمق العناد غير المفهوم، وتضخم الذات وتذاكيها غير المقبول، هوة التفاهم بيننا، وزاد الإصرار الغبي على فرض الحصار التحكمي المقيت علي، باسم الاستقلالية المبالغ فيها،.من تضاءل التواصل، وفتور التواد، وغياب وساءل التفاهم، وانمحاء وسائل الحوار، ومضاعفة حدة اختلاف الرؤى، وتباين النظرات، وتعدد أوجه التنافر والتباعد، وتأجيج العديد من المعارك السرية، واشعال رحى المواجهات العلنية، على مسرح النشاط الأسري اليومي، والتي كم كنت مخطئا، بل كنت، كمن يرجم بالغيب، عندما توهمت أنها ليست سوى سوء تفاهم غير دائم، سوف ينتهي يوما، وأنه بإمكاننا عبور مأساته, وازالة فجوته, والحد من آلية اتساع هوته، بالوعي والإدراك الأكثر عمقا، والحوار الأكثر مرونة... الذي لم ينفع في اقتلاع عشرات الشواهد والصور الحقيقة لهذا الصراع -التي أحتفظ بالكثير منها لنفسي، حفاظا على سمعة الطرف الآخر، ولضيق المجال عن ذكرها، لكثرتها وتعقدها- والتي لم تعد خافية، وظهرت، على رقعة أحداث الحياة، واضحة، -يدركها طفل في سنييه الأولى- والتي شعرت معها، بأنها بداية النهاية، بل، هي نهاية النهاية الفعلية، التي لم أقوى مع تأثيرها على الصمود الطويل، دون الاقدام -مرغم لا بطلا- على قرار "الانفصال" الخطير، الذي لم يكن نزوة ولا طيشا، ولا وسوسة شيطان لعين، ولا حتى ردة فعل متهورة، كما يمكن أن يتبادر لغير العارفين بخبايا الأمور، بل كان استسلاماً وانهزامية، أمام سيل التجاوزات المصرة على صياغة حياتي وشخصيتي حسب ما يتناسب و الرؤى التحكمية للطرف الآخر، وأفكاره الديكتاتورية، المخلة بالمسئوليات، والرافضة للالتزامات والواجبات، بكل ابعادها العاطفية، والوجدانية والفكرية والجسدية، المقوضة لما كان إيجابيا في حياتنا، -أو كما كان يتخيل لي-من تلاؤم وتقارب، وتفاهم وانسجام، والمدمرة لكل ما كان قابلا للتطور في علاقتنا العاطفية، من توق واشتياق ولهفة واندماج، والمهدمة لكل الإحساسات المتبادلة، والانجذابات والرغبة والحنو والميل والألفة والارتياح.
توقف محدثي برهة، يستجمع أنفاسه، ثم استطرد بحسرة وألم قائلا: لقد فات مدى هذا الوضع والسلوكات المهينة، كل قدرات التحمل، والتسامح، وتقبل الهزائم، إلى درجة لم استطع مجابهتها، والإيمان بأن الوقت قد حان، لاتخاذ ذلك القرار -الغير المقبول ربما لدى الكثيرين، والمكروه عند الله- لرفع العبء والحرج أولا، عن الطرف الآخر، وثانيا للنفاذ بجلدي إلى مكان قصي، اقضي فيه ما تبقى من العمر بعيدا عن الهم والغم وكل ما ينغص الحياة، حيث أحاول استرجاع كرامتي ومبادئي، التي علّقتها على بوابة الحياة الزوجية، وأنشد ما حرمت منه خلالها، وأفتح دفتر مشاعري من جديد، لأداوي ما نزف منها، قبل أن تذهب روحي إلى متدبّر أمرها؛ استسلمت للفكرة تماما كما تفعل الفيلة، التي تدرك بالفطرة، انه إذا لم يعد لها نفعا، واصبحت عبئا وخطرا على باقي القطيع، بحركتها الثقيلة، وأبصارها الكليلة، وأسماعها العليلة، حيث جرت العادة في عالم الفيلة، أنه عندما يشيخ فيل منها، فانه يعتزل القطيع، في شمم وكبرياء، ويتخذ مكانا قصيا ومعه اقرانه من شيوخ الافيال ليموت بكرامة وإباء، قبل ان يدوسه باقي القطيع.
ولا أخفيك سرا يا صديقي، أني وجدت الأمر مسل ومفيد، -إلى درجة أني أحسست بالندم عن التأخر في القرار فقد وجدت، وكأي فيل كهل محترم- بعض رفاق الطريق، الذين تشاغلت معهم في مباراة استعادة ذكريات الأيام السعيدة، والانتصارات الدنكيشوطية التي ولت، والتي لا يعرف بها أحد، ولا يتفاخر بها غيرنا،.. بدلا مما كنت فيه من معاناة، حيث كنت أعامل كأي قطعة أثاث قديمة تهمل في زاوية من البيت، الذي كنت فيه طيلة سنوات، الأب والبعل الذي أريد له أن يصبح فيه "البغل"..
بكل صراحة، لم استوعب كثيرا ما رواه صديقي عن حاله وأحواله الأسرية، وكنت متقلبا بين مصدق ومشكك، وبين مقتنع ومستغرب مما آل إليه حاله، وقد كان، كما عرفته، وبحكم تكوينه المتين، ووظيفته التي ترتكز في أساسها، على العلاقات العامة مع كل شرائح المتجمع، على اختلاف الأعمار والمستويات، حيث كان نعم الموظف الكفء،..الخبير في الحوار، والقدير على التواصل، والرجل اللطيف الدمث الخلق في التعاطي مع الآخرين، بضحكته، وطيبته، وعمقه، وحنوه، فكيف يفشل في تعامله مع امرأة قضى ثلتي عمره معها؟ فلا شك أن هناك خلالا ما وراء تلك الانتكاسات المؤلمة، التي تعرض لها صديقي؟، والتي أتمنى أن يساهم ما نقلته من قصته، في تنوير بعض الزواجات وتنبيههن إلى مواطن الخلل، حتى لا يقعن في براثنها، ويفهمن أن العلاقة الطبيعية السليمة بين الأزواج -مهما كانت الفترة التي عاشاها معا طويلة أو قصيرة- تحتم عليهما مواصلة حياتهما بتآلف وتفاهم وتبادل ادوار المسؤولية وتقاسم القيادة والإدارة والتدبير، والانسجام المنهجي والفكري والنفسي والجسدي والخلقي والسلوكي، واستسمح الكثير من الزوجات المبجلات، وأتمنى ألا يعتبرن هذا تغاض عن اللياقة واللباقة والمجاملات البروتوكولية، التي هن أهل لها، إذا أنا حملتهن، بلا تشف وبلا عتب وبلا غضب، القسط الأكبر من مسؤولية تفكيك الكثير من الأسر، وتقويض مصائر العديد من البيوت، بسبب تضخم ذواتهن، التي لا تكف عن اشعار الأزواج بالدونية، وتذاكيهن في مرحلة من مراحل عمرهن، عليهم، وعلى كل من حولهن، وإلحاحيتهن المملة في محاولة إصلاح بعولتهن، ومحاصرتهم وملاحقتهم بتحليل مواقفهم وتصرفاتهم، بدعوى استقلاليتهن المبالغ فيها، والتي يبغين من ورائها إشعار الأزواج، بأنهن قادرات على تدبر أمورهن بأنفسهن دون اللجوء إليهم،. وأن لديهن القدرة على الحياة بدونهم، وأنه بإمكانهن الاستغناء عنهم.. ما يدفع بالكثير من الرجال إلى مثل ما اضطر إليه صديقي مرغما.. وأذا لم يستطعوا ذلك فإنهم يكضمون همهم وغمهم إلى أن يلاقوا ربهم.
ولقد ذكرتني المناسبة بنكتة تقول: "واحد سول جوجل: ماذا تريد المرأة ؟! فرد عليه جوجل: والله آسيدي ما عارف، ومازال كنبحث على ما تريده المرأة؟ ! ولا حول ولا قوة إلا بالله، حتى جوجل الي كيعرف كلشي، تلفلو لحساب مع المرأة"..
وخير ما اختم به مقالتي هته المقولة التي تقول أن: "الناس معادن، تصدأ بالملل، وتنكمش بالألم، وتتمدد بالأمل".. فلماذا لا نبعد أنفسنا عن الملل والألم، ونتمسك بالأمل؟؟؟؟..

حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوامة نواب!!!
- قومةنواب الأمة!؟
- الكلاب لا تغتصب بعضها، مثل ما يفعل الإنسان
- الزعامة أو الرئاسة؟
- حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟
- القاهرة مدينة مجنونة 2
- حق المدينة وبرج شباط!!!؟
- القاهرة مدينة مجنونة
- كل نكتة وانتم بخير!
- العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.
- تدهور الارصفة
- أزمة صحافة أو أزمة سياسة؟
- الثورات لا يطلقها المنظّرون، والمفكرون، وإنما البسطاء والفلا ...
- قضية حزب الاستقلال، بين منطق العقل ومنطق العاطفة والاندفاعية ...
- أغرب مأدونيات وزارة التجهيز والنقل تصاريح -20D -!
- ذكرياتي المرة مع المستشفيات العامة والخاصة.
- حتى لا تنسينا قضية -الغزيوي/النهاري- قضايانا الحساسة !؟
- خطاب بنكيران بين الشعبوية والدهاء السياسي !؟
- مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟
- مذكراتي مع المستشفيات العامة والخاصة. الحلقة الثانية: سياسة ...


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟