أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الزعامة أو الرئاسة؟















المزيد.....

الزعامة أو الرئاسة؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ـــــــــــ الزعامة أو الرئاسة؟ـــــــــــ

تختلف أنواع الديمقراطيات من بلد لآخر، وتتطور من خلال الممارسة والتجريب وإعادة التقييم وتطوير النظام نفسه وآلياته، ليحقق الهدف الأسمى للديمقراطية وهو أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، ويختار ما يناسبه من حكام يسيرون شؤونه، ونواب يمثلونه، عن طريق ثماديق الاقتراع، ممارسة أفضل صور الديمقراطية وأسماها درجة، "الانتخابات" العملية التى لا ينتهى فيها دور المواطن باختيار من يمثله أو يحكمه فقط، بل يستمر ولا يتوقف أبدا، طالما أن ذاك الدور سيؤثر على حياة المواطن، ويرفع نسب نجاح البرامج التنموية الموجهة لتقوية مشاركته فى كل ما يخص مصائره.....كما هو الحال بالنسبة لأعرق ديمقراطية في العالم "امريكا" التي انتخب فيها، مؤخرا، ملايين الأمريكان رئيسا لهم من خلال انتخابات راقية النظم، سامية المساطير، محكمة القوانين، لا مكان فيها للبطولات الفردية الخارج عن القانون، ولا للقفزات السياسية والخطابات الشعرية الرومانسية غير المحسوبة، من تخوين وشتم وسب ولعن وتقليل من قدر المرشح الذي لم يفز، ونعته بالمرشح الرئاسي "الخاسر"، أو "المكير له"، ودون إدعاء من الفائز بأن فوزه إلهام من السماء، ورضا من الله.
انتخابات نزيهة ألف% ، ساد كل أطوارها، الامتثال الكامل للقوانين، والاحترام الشديد بين المتنافسين على الرئاسة التي هي -عند الأمركان- منضوية تحت مؤسسات الدولة، وجزء منها، مثل الدستور والقضاء والجامعات ومنظمات المجتمع المدنى الأخرى، التي ليس من طبيعتها البطولات الفردية ولا المغامرات غير المحسوبة الخارج عن المضبوط ، فالكل فيها خاضع للقانون ومراقب من طرف الجماهير، التي لا ينهي دورها عند اسقاط ورقة انتخاب الممثلين-كما هو الحال عندنا- فدور الجماهير في مشاركة من يحكمونهم ومن يمثلونهم فى اتخاذ القرارات والاختيارات، دور مصيري، لأن الرؤساء والحكام عندهم بشر كباقي الشعب الذي يمثلونه او يحكمونه، يصيبون مثله ويخطئون، فالرئيس في ديمقراطيتهم المتحضرة، مثل القلب والعقل، الزعامة كالقلب، تعطى الحرارة والحيوية للوطن، والرئاسة كالعقل، تقوم بالترشيد والتبصير وصناعة الرقي والتحضر الحقيقي كما جاء في خطاب "أوباما" مباشرة بعد لحظات من فوزه الثاني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث قال: "كنا مستعمرة منذ قرنين من الزمان.. وفى 200 سنة صنع الأمريكان معجزة"..إنها فعلا معجزة وليست مجرد شعارات رنانة، يرددها رؤساء الأمة العربية، الذين يشكلون استثناء أصيلا في أمر الترؤس والرئاسة التي تختلط عنهم بالزعامة والبطولة الفردية، والملكات الشاملة، والكرامات الخارقة، والقدرات العارمة، التي يقل أن يجود الزمان بمثل أصحابها، وإذا حدث وفعل، فتجدهم على صورة واحدة، يأباها المنطق السليم، ويرفضها العقل الصحيح، ويمجها الواقع المعاش، وترفضها مبادئ الإدارة السليمة، يعانون من غياب التخصص الدقيق فى العمل.. حيث يشغل الواحد منهم ، مناصب عديدة في الدولة، وفى الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية، فهو الداعية... وفي نفس الوقت فقيه..، ورجل القانون والدولة الذي لا يشق له غبار، والزعيم السياسي الوحيد الأوحد، والثائر الأعظم الذى يريد هدم الكون وإعادة بنائه بشكل أفضل وأحسن يناسب هواه، كما أنه هو النائب البرلماني المحنك، الذي يحسن أمر التشريع، ويفهم فى أحكام الشريعة والفقه الوضعي بدقائقهما وتفاصيلهما، رغم ما بين المهام والاختصاصات – التي قد يفشل المرء فى التركيز فى واحدة منها.. فضلاً عن اختصاصات ومهام كثيرة.. لن يستطيع أن يؤديها بطريقة صحيحة- من اختلاف فى الاستعدادات العقلية، والفكرية والشهادات العلمية.. رغم أنه لم يدرس شيئاً عن الفقه والقانون لا بطريقة أكاديمية ولا حرة....
إنها أمور ليست غريبة على رؤساء الشعوب العربية والإسلامية، سواء منهم أولئك الذين خرجوا من تحت عباءة الحركات الإسلامية، أو اولئك الذين جاؤوها من تحت معطف وقبعة اللبرالية، الذين هم سواء في الانتماء للفكر الخاضع للمصلحة لا الى الابداع والتغيير، الفكر الذي يدوس أيا كان، وبكل سهولة، اذا ما هو تجاوز القوانين المستبدة، وتمرد على الأعراف والحدود، سواء منها ما يسمى بـالميكافيلية، أو سمي بـالثوابت الفقهية والاجتماعية، الخاضعة للرؤية الايديولوجية (الفقهية الشمولية المصلحية) التي تعتقد ان الحريات، وبالذات الفكرية، ليست هي الأساس الذي يقوم عليه ابداع المثقف، والتي لابد من اخضاعها لمصالح وقوانين رجال الدين وأصحاب الأعراف التاريخية، الذين يحلوا للكثيرين منهم أن يكدسوا كل المناصب والاختصاصات في أيديهم وحدهم، على أنهم خير ما أنجبت الأرض.. دون أن يحق لأحد الخروج عنهم، او حتى الاعتراض على قراراتهم، -ولو كانت خاطئة تؤدي إلى كوارث محققة- ما أدى إلى خلود أكثرية الرؤساء العرب والمسلمين-إلا من اخذ الله بيده وهداه السراط المستقيم- في السلطة لعشرات السنين إلى أن شاخوا وهرموا، ما جعل نسبة مشاركة الشباب في مواكب العمل والمسئولية عندنا تتراوح 65 و80 سنة..، بينما يتراوح في البلدان الديمقراطية بين 35 و50 سنة كما كان حالدث الرئيس المصر السابق الذي بقي في السلطة ثلاثين عاما، شهدت أمريكا أكبر دول العالم خلالها خمس رؤساء هم: ريجان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن.. وأوباما, وعرفت فرنسا خلالها ثلاثة رؤساء هم: ميتران وشيراك وساركوزي، كما تناوب خلال نفس الفترة ثمانية رؤساء وزارات في إسرائيل هم: بيجين وشامير ورابين وبيريز وشارون أوالمرت وباراك ونيتانياهو..وعلى ما يبدو أن الشيء الرئيس المصري الإسلامي المنتخب يؤسس لنفس المنهج، ونفس السلوك، بما خرج به على الشعب المصري، من قرارات الانفراد بالسلطة، وذلك رغم ما عرفته مصر والعالم العربي من تحولات اجتماعية وسياسية، جراء ما شهدته المنطقة العربية من ثورات سببت في تحولات مهمة-في لغة الإعلام وتكونولوجيا المعلومات- أدت إلى تغيير حتمي في متبنيات الفكر العربي، بل وذهبت بعيداً لتنتزع منه أفكاره القديمة عن الحياة وعن الثقافة وعن السلطة وعن التعايش- لكن السيد الرئيس ليس هنا" أو كأنه أبتلي بما صيب به -التاريخ-العديد من قادة العالم العظماء، سواء منهم القادة الثوريون أمثال "ماوتسي تونغ" و"كيم إيل سونغ"، او حزبيون عسكريون كـ"هتلر" و"موسوليني" أو حزبيون فقط مثل "ستالين" و"شاوشيسكو"، او عسكريون محترفون كـ"بنوشيت" او من طراز الحكام اليونانيين العسكريين كـ"بابادوبلس". من خالط في مفهوم الذيموقراطية، والذي أضحى عندهم تعبير ديكتاتورية مرادف المباشر لمصطلح ديموقراطية، الذي تحول عندهم إلى مرادف للطغيان.
فهل تابع رؤساء البلدان العربية، الانتخابات الأمريكية؟.. وتعلّموا من «أوباما» وهو يخطب فى الشعب الأمريكي.. وهل تأملوا حركته وتابعوا خطبته التي عبر فيها للأمريكيين عن شكره.. وهو يقدم عائلته.. ويقدم نائبه، وهل رأوا كيف كان مختصراً ومفيداً -دون أن يفتح ملف حزبه أو يشكو منافسه "ميت رومني" أو يتحدث عن خسارته، أو يخونه أو يقول بإنه مسح به الأرض، بل قال "إنه يتطلع للعمل معه كحاكم .. نعم كحاكم وليس كخاسر".. ليس كحال بعض رؤسائنا الميامين الذين يسوّق بعضهم - ولو كانوا رؤساء نادي فريق كرة قدم من الدرجة الثالثة أو الرابعة- للتفرد بالسلطة تحت دريعة أن الاستبداد في المرجعية العربية القديمة، يعني الحزم والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذها من دون تردد، مع افتراض أن المستبد عادل بالضرورة، مستندين على أن الكون يسيّره إله فرد، وأن السفينة لا يمكن إدارة دفتها إلاّ بربّان واحد بلا منافس، ولا معارض، أو شريك، "حتى في الفريك" كما يقال في المثل الشعبي، وينعتون كل معارض ومنافس لهم، بالعدو الكافر المرتد الملحد الجاهل القاصر والسفيه -وغيرها من الأوصاف القدحية المحفوظة عن ظهر قلب- الذي يعد إقصاؤه، أو قتله، واجبا وطنيا ودينيا، لتجنيب المجتمع شروره مستدلين على ذلك الحديث المحرف "إذا تقدم اثنان للبيعة، وبايعتم أحدهما فاقتلوا الآخر"..عن الحديث الصحيح الذي رواه مسلم والقائل:"من أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ على رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أو يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ" رواه مسلم.
فلماذا لا يتعلم رؤساؤنا من "أوبما" رئيس أكبر وأقوى دولة في هذا العالم؟؟ ومن هولند رئيس فرنسا الذي عانق ساركوزي مباشرة بعد الفوز بالرئاسة الفرنسية، فليس عيبا ان نتعلم من الآخرين، لأنه كما قال حكيم فرعونى قديم: "أي ثور يمكنه أن يكسر باب الزريبة .. ولكن إصلاح الباب يحتاج إلى نجار ماهر" ولأن مهارة النجارة لا تاتي الا من التعلم من نجار ماهر, ولآن الشعوب ليست حقل تجارب للضعفاء والأنانيين، وأن الاستمرارية في الخطأ خرق للسنن الكونية.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟
- القاهرة مدينة مجنونة 2
- حق المدينة وبرج شباط!!!؟
- القاهرة مدينة مجنونة
- كل نكتة وانتم بخير!
- العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.
- تدهور الارصفة
- أزمة صحافة أو أزمة سياسة؟
- الثورات لا يطلقها المنظّرون، والمفكرون، وإنما البسطاء والفلا ...
- قضية حزب الاستقلال، بين منطق العقل ومنطق العاطفة والاندفاعية ...
- أغرب مأدونيات وزارة التجهيز والنقل تصاريح -20D -!
- ذكرياتي المرة مع المستشفيات العامة والخاصة.
- حتى لا تنسينا قضية -الغزيوي/النهاري- قضايانا الحساسة !؟
- خطاب بنكيران بين الشعبوية والدهاء السياسي !؟
- مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟
- مذكراتي مع المستشفيات العامة والخاصة. الحلقة الثانية: سياسة ...
- ذكرياتي المرة مع مستشفياتنا الخاصة والعامة.
- إلى متى هذا العجز عن القضاء على الفساد بالكاملة؟
- خواطر عمالية على هامش مؤتمر نقابي!
- من الأحق بالشكوى من الزيادة المواطن أم الحكومة !؟؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الزعامة أو الرئاسة؟