أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - القاهرة مدينة مجنونة














المزيد.....

القاهرة مدينة مجنونة


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 13:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ــــــــــ القاهر مدينة مجنونة ـــــــــــ
كم كنت أظن أن اختلاف القاهرة – المدينة التي كان أجدادنا يسمونها بـ"القِهْراااا" بكسر القاف وتسكين الهاء، ويعنون بالتسمية، الشاسعة والكبر والعظمة- عن غيرها من العواصم، يكمن في كونها أقدم المدن، -لعمرها الممتد عبر حوالي 50 قرناً كانت فيه عاصمة مصر، كما تؤكد شواهد التاريخ أن مكان القاهرة الحالي كان عاصمة لمصر في أغلب فترات تاريخها مند سنة 98 ميلادية عندما بني حصن بابليون الذي ما تزال بقاياه موجودة حتى الآن- وأكبر مدينة في أفريقية، وأكثرها سكاناً فيها، وفي الشرق الأوسط، حيث يفوق عدد سكانها –إذا أضيفت إليها توسعات الأحياء الجديدة، كمدينة السادس من أكتوبر بأحيائها الإثنى عشر، والشيخ زايد، ومشروع 103 ومشروع الاسكان الحر، ومشروع اسكان المستقبل، ومشروع اسكان الشباب، وغيرها من المدن- الثلاثين مليون نسمة.
وقد كنت أحسب كغيري كثير، أن تميزها يعود إلى اعتبارها أكثر مدن المعمور استئثارا بالكتابة والتأريخ، وأوفرها حظا لاحتضان عدد هائل من المساجد والكنائس العتيقة والمباني الاثرية والمعالم التاريخية القديمة، وأغناها من حيث الألقاب التي حملتها مند غابر العصور، كتلك التي عرفت بها في العصر الفرعوني كاسم "من نفر" أي الميناء الجميلة وضاحيتها مدينة الشمس بالهيروغليفية، "أون" وبالإغريقية هليوبوليس، أو تلك التي لازالت تكنى بها إلى اليوم كـ "القاهرة الكبرى" و "جوهرة الشرق"، و"مدينة الألف مئذنة"، و"المحروسة"، و"قاهرة المعز"، و"مدينة الأهرامات".
كم كنت مخطئا في ظني وتصوري قبل أن اكتشف، عند تجوالي بربوع هذه المدينة العملاقة، وأقف على اختلافاتها العديدة من تفرداتها العجيبة عن غيرها من العواصم الأخرى، الغربية منها والشرقية، أنها مدينة مجنونة بحق، فالقاهرة لا تنام البتة، وسكانها الذين يفوق تعدادهم 22 مليون نسمة، يتحركون بالليل والنهار، وفي كل الاتجاهات، راجلين وبالسيارات، وعلى متن جميع أنواع النقل المعروفة في العالم من حافلات، و"ميكروباسات"، وشاحنات، "وميتروالانفاق"، و"الترام"، والحافلات الكبيرة المكيفة والغير مكيفة، وسيارات الأجرة-بأنواعها المختلفة، الخاضع منها للدولة في الإشراف، والتابعة لشركات خاصة، والتي تعمل كلها في القاهرة الكبرى- والقطارات التي تعد القاهرة أهم محطة لها في مصر، وأكبرها بها، لكونها في منتصف الطريق المؤدي لكافه محطات مصر الأخرى، إلى جانب النقل النهري -الذي هو اقرب إلى الترفيهي منه إلى وسيلة للنقل- والذي تربط أنظمته المائية الشاملة مدينةِ القاهرة بجُزُرَ النيلَ بشطريه شرقا وغربا إلى أمبابة والجيزة، حيث توجد العديد مِنْ البناياتِ الحكوميةِ ومكاتب المسؤولين الحكوميين- دون أن أنسى "الحناطير" العربات المجرورة بالبغال و"التكتوك"، آفة النقل بمصر التي يسميها المصريون، وغيرها من وسائل النقل المختلفة والمتنوعة، التي تملأ كل مناحي الشوارع والطرقات، وكأنها خلية نمل لا تتوقف الحركة بها أبدا، أو حلبة سباق سيارات رالي عملاقة تجوب شبكة طرق كبيرة وشاملة، تحيطُ بأطرافَ المدينة، وأخرى دائرية تَرْبطُ بين القاهرة والمُدنِ والقُرى المصريةِ الأخرى، التي تَصِلُها بقلب القاهرة، أعداد كبيرة جدا من القناطر والجسور الهائلة الضخمة، والتي من أشهرها "كوبري 6 أكتوبر" أطول جسور مصر –حوالي 19 كلمتر- والذي يربط ما بين شرق المدينة وغربها.
لقد بدى لي، أنه رغم توفر القاهرة على شبكة طرقية داخلية ودائرية هائلة، وعدد كبير من القناطر والجسور العلوية والأنفاق السفلية، التي يقل وجود مثيلها في الكثير من البلدان الغربية، فإن حركة الانتقال داخل القاهرة لا زالت تعاني من مشكلات الازدحام الخانق والمهول، والذي يكابد معاناته اليومية كل مستعملي طرق المدينة، من القاهريين والزوار، خلال تنقلهم داخلها القاهرة وخارجها، ليس ذلك بسبب سوء حالة شبكة المواصلات العامة بها، والتي يهتم المسؤولون بالمواصلات بالعاصمة، باستثمارهم فى النقل الجماعى، الذي أنشؤوا له طرق خاصة عبر المدينة، لزيادة كفاءة أدائه وسرعته، في نقل المسافرين والبضائع عبر العاصمة، والتي يرمز لهاسموها " BRT"أي "خطوط العبور السريع للحافلات" Bus Rapid Transit والتى تعتمد أساسا على فصل حركة حافلات النقل الجماعى عن باقى حركة المرور، الذي يعد الأسوأ في مصر، بل وفي العالم العربي والمغاربي عامة، حيث يَمِيلُ السائقون- سواء أصحاب السيارات الخاصة أو من يستخدم وسيلة مواصلات عامة- للتعسف في القيادة، وعدم الالتزام بآداب الطريق، حيث أنه نادرا ما يحترمون الإشارات المرورية خاصة منها إشارات الاستدارة والخطوط الأرضية، التي يتجاهلها غالبيتهم بشكل شبة تام، ويهتمون بشكل جنوني باستخدام المنبهات التي يضاف زعيقها السافر، إلى ضجيج المحركات الرهيب، اللذان يؤديان إلى زيادة الضوضاء ، الذي يمنح مدينة القاهرة صفة العاصمة الأشد ازدحاما والأكثر إزعاجا، ويجعل من القاهريين، شعبا متهيجا بامتياز.
حميد طولست[email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل نكتة وانتم بخير!
- العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.
- تدهور الارصفة
- أزمة صحافة أو أزمة سياسة؟
- الثورات لا يطلقها المنظّرون، والمفكرون، وإنما البسطاء والفلا ...
- قضية حزب الاستقلال، بين منطق العقل ومنطق العاطفة والاندفاعية ...
- أغرب مأدونيات وزارة التجهيز والنقل تصاريح -20D -!
- ذكرياتي المرة مع المستشفيات العامة والخاصة.
- حتى لا تنسينا قضية -الغزيوي/النهاري- قضايانا الحساسة !؟
- خطاب بنكيران بين الشعبوية والدهاء السياسي !؟
- مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟
- مذكراتي مع المستشفيات العامة والخاصة. الحلقة الثانية: سياسة ...
- ذكرياتي المرة مع مستشفياتنا الخاصة والعامة.
- إلى متى هذا العجز عن القضاء على الفساد بالكاملة؟
- خواطر عمالية على هامش مؤتمر نقابي!
- من الأحق بالشكوى من الزيادة المواطن أم الحكومة !؟؟
- فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا
- ماذا بعد اللقاء الأول لمحاسبة رئيس الحكومة!؟
- ظواهر تثير الشوق وتوقظ الرغبة في تكرار الزيارات لباريس.
- مقياس نجاح العمل النقابي بالمغرب !؟


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - القاهرة مدينة مجنونة