أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟














المزيد.....

مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 12:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن تعدد أنماط وسلوكات بني البشر، وتفاوت ميولاتهم وعاداتهم واتجاهاتهم وقيمهم، هو المحرك لدينامية الجماعة التي يعيشون فيها، والفاعل الأساس الذي يجعلها تنبض بالتفاعل والحيوية اللازمة لنموها ونمو الفرد داخلها في نفس الوقت. إلا أنه، وبغض النظر عن طبيعة تلك الدينامية وتفاعلاتها، تقدمية كانت أو رجعية، وكونها تحمل مشروعا سياسيا أو بديلا مجتمعيا متكاملا للحالة القائمة، أو لا تحمل أي شيء من ذلك، فهي تكاد تكون متشابهة في كل زمان ومكان، بما تنتجه من تقبل وتجاوب ومودة وصداقات أو عدم تقبل وتجاهل ونبذ واستنكار ونفور وكراهية، تفضي تفاعلاتها - لدى غالبية أفراد تلك الجماعات الذين ليست لهم القدرة على التريث والصبر وانتظار نضج البديل المتكامل- إلى مختلف أشكال الرفض التلقائي الذي سرعان ما يتحول إلى أنواع من الاحتجاج البسيطة التي تتطور بدوره إلى شكل من التمرد الذي تصل فيه دينامكية المواجهة بين القوى المتصارعة إلى ذروتها، والتي لا تملك معها الأطراف المتصارعة، كل مفاتيح الحل او التراجع، ولا تستطيع، بالتالي، التحكم في صيرورتها وطبيعة ما يمكن أن تنتج عنها من الأزمات السياسية غير المتساوية ولا متماثلة في جميع أبعادها، والتي ليست بالضرورة، وليدة ظروف وشروط متطابقة فيما بينها، وذلك بالرغم على أن معظمها، ينتج في الكثير والغالب، عن تحول في الذهنية، وتغير في الكثير من المفاهيم، ونضج في العديد من الخبرات المتراكمة واكتمالها في كل المجالات، وعلى رأسها المجال السياسي المبني على صراعات المصالح الملموسة، الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية.
وما الأحداث التي عاشها حزب الاستقلال في الآونة الخيرة خلال مؤتمره السادس عشر، كمحطة مصيرية بالنسبة لحياة الحزب ومستقبله السياسي، إلا خير مثال على ذلك، حيث عرف تمرد أحد قيادييه المتميزين والذي طغى إسمه على باقي الأعلام والشعارات التي تُدولت في جنبات المركب الذي حوى أشغال المؤتمر، وخارجه وفي الصحافة بكل أنواعها وتوجهاتها، فكان بحق الإسم الأكثر رواجا في المؤتمر الذي انعقد بالرباط، والأبرز في تحديد معالم الأمانة العامة الجديدة للحزب؛ هذا الإسم الرنان، هو حميد شباط، الذي كان وراء فرض تأجيل انتخاب الأمين العام الجديد، إلى وقت لاحق، وخارج موعد المؤتمر، بعد أن أشعلها معركة على آل الفاسي، المنحدرين جميعهم من مدينة فاس التي يمسك هو نفسه بزمان شأنها كعمدة منتخب.
فهل ما حدث لأقدم وأعرق حزب في المغرب، هو تمرد على واقع سائد، يراد تغييره، أم هو ثورة على ممارسات تراتبت على سير الحزب وتقاليده سنين عجافا للقطع معها بصورة جذرية؟ - لأنها كانت وراء ما عرفه الحزب من سيل عارم من المغادرين الذين رغبوا في أن يكون لهم كيانهم المستقل داخل الحزب، فلم يجدوا إلا الجفاء والرفض مقابلا لأدوارهم الإيجابية لأنهم ليسوا بقوة وحظ شباط-، أم هو مجرد صراع عادي على السلطة والمناصب والامتيازات والدفاع عن المنافع الآنية الشخصية والحزبية والفئوية، والتي كانت مند الأزل محور الخلافات التاريخية بين بني البشر في كل بقاع الدنيا، وليست بدافع الإيمان وشهادة أن لا اله إلا الله والصحابة العدول، كما يقولون؟.
على العموم، ومهما كانت اسباب ودوافع ازمات وصراعات تداول السلطة والانتقال من طور إلى آخر، الناتجة عن التطور الاجتماعي والسياسي، كظاهرة ملازمة لحياة المجتمعات والدول والأنظمة والمؤسسات على اختلاف أنماط مكوناتها وتوجهاتهم، والتي كثيرا ما كانت تعصف باستقرار الكثير منها، فإن حزب الاستقلال، خلافا للكثير من الهيآت الحزبية المغربية الأخرى، له القدرة على نزع فتيل كل الأزمات، جوهرية كانت أو تنظيمية، مهما بلغت حدتها ودرجة تعقيداتها، لما لقياداته السياسية، من الإستطاعة والدربة على إبداع واعتماد الحلول السياسية الكفيلة بالانتصار على الصراعات، وإخماد أسباب التوترات، بأقل التضحيات وأضعف الخسائر الممكنة، وذلك باعتمادهم الحوار المسؤول، وأشاء أخرى، للحيلولة دون تدهور الأوضاع وانحلالها.
فهل ستفلح أدمغة الحزب المفكرة في حل هذه الوضعية التي خلقها واحد منهم، وهو أشدهم وأدهاهم؟ وأنه على ما يبدو وحسب الكثير من المحللين والمتتبعين للشأن السياسي المغربي، لا يقود تمردا تلقائيا، بل يتزعم انتفاضة مؤطرة من قبل قوى تتجاوز الأسباب المعلنة، وتخدم أجندات وسناريوهات تتعدى طموحات شباط وتعلقه بمنصب الأمين العام، واصراره المستميت للترشح له- الذي لا ينكر أحد أنه طموح مشروع ويحظى بالمقبولية شرعاً وقانوناً- وألا تكون معركته ضد آل الفاسي" إلا واجهة لصراع فاسي/فاسي بـ "غطاء عروبي"، ستؤدي تطوراتها المتفجرة، في النهاية، إلى إفراز إسم ضمن حلف حميد شباط، ويرجح أن يكون أقربهم إليه، هو عادل الدويري الإبن، الذي سيتمكن بذلك من تحقيق "حلم الدويري الأب في قيادة حزب الاستقلال" الذي حرم منه خلال المؤتمر الثالت عشر سنة 1998، والثأر له..ويتمكن شباط من هزم والنفوذ الحزبي النازعة نحو التفرد بالسلطة واقصاء الآخرين، على اساس المحسوبية والمنسوبية والتوافق والمحاصصة القومية وعشائرية السائدة في تقاليد الحزب وأعرافه والمتناقض مع الديمقراطية.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكراتي مع المستشفيات العامة والخاصة. الحلقة الثانية: سياسة ...
- ذكرياتي المرة مع مستشفياتنا الخاصة والعامة.
- إلى متى هذا العجز عن القضاء على الفساد بالكاملة؟
- خواطر عمالية على هامش مؤتمر نقابي!
- من الأحق بالشكوى من الزيادة المواطن أم الحكومة !؟؟
- فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا
- ماذا بعد اللقاء الأول لمحاسبة رئيس الحكومة!؟
- ظواهر تثير الشوق وتوقظ الرغبة في تكرار الزيارات لباريس.
- مقياس نجاح العمل النقابي بالمغرب !؟
- بائعات الجسد مواطنات لا يجب احتقاراهن.
- هموم مهندس من وزارة التجهيز والنقل
- حلم الخلافة وأوهامها!؟
- وزارة التجهيز والنقل وزحمة الخروقات والتجاوزات !؟
- الذكورية المتطرفة تفقد المرأة روح التحدى والصمود والثقة في ا ...
- إذا كنت وزارة الداخلية -أم الوزارات- فإن وزارة التجهيز والنق ...
- هل نحن العرب في حاجة ليوم واحد للكذب؟ !
- غزو اللحى ينشر سحبا من الغموض !
- غلاب واليازغي يزاحمان الرباح على دور بطولة محاربة الفساد !
- الدعوة للخلق الحسن !!
- صعود التيار الإسلامي وتهميش المرأة !!


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟