أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا















المزيد.....

فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 04:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا

في ظل هذا الوضع الذي أضحى كل شيء فيه مكشوفا للمواطن العادي، قبل المتسيس، على مختلف مستوياته الثقافية والاجتماعية وحتى الأيديولوجية، وباتت وسائل الاتصال الحديثة مصدر معلومات متاح للجميع يعري المستور ويفضح المأجور ويكشف المسؤول، بدأ رواد نادي المتيمين بالسلطة التحكم، يبحثون عن وسائل جديدة وحديثة للإستمرار في تداول السلطة بينهم كنخبة سياسية تؤمن بأنها المؤهل الوحيد لقيادة هذا البلد وتسيير أهله... حيث أصبح عاديا أن يبيت بعضهم وهم في حالة موالاة لحكومة ما ويستيقظون معارضين لحكومة أخرى أو العكس - وإن لم تكون موالاتهم أو معارضتهم تلك قائمة على منهج أو برنامج - إلي أن أصبح الأمر ظاهرة أو شكلا أو نموذجا مغربيا خالصا ومميزا لتداول السلطة بينهم دون غيرهم الى درجة استقر معها في ضمير الكثير منهم أن أخد السلطة ليس جائزاً لهم فقط، بل هو من حقهم لأنهم وحدهم من يستطيع القيام به ، بل ويستحقون عليه إعجاب، وإلا إنقلبوا إلى معارضين شرسين ضد كل من يتولى السلطة بعيدا عن مربعاتهم وعشائرهم، الأمر الذي لا يعيب خصوصية وتميز هذا النموذج من حيث جوهره الذي ينفصل عن سيكولوجية الإنسان الأنانية التي يمكن أن تصل بصاحبها إلى "حرق بيت جاره من اجل ان يسلق بيضة" كما يقال, لكنه ما يسوؤ تلك الخصوصية وذلك التفرد هو ربط معنى المعارضة بالمفهوم المغلوط والسلبي المرفوض شعبيا مند الخمسينيات والستينيات من العقد الماضي، كنتاج موروث عن التجربة السياسية التي سادت في المملكة والذي ارتبط مع الأسف على مدى عقود بالرغبة في الوصول للسلطة ولو بالوقوف ضد كل حركة إصلاحية، والتي استمرت القوى السياسية في تكريس نفس مفهومه الخاطئ المتوارث والقديمة المحتكر للحقيقة والسلطة على أنهم هم الفئة الوحيدة الأصلح لإدارة واصلاحها، بينما حقيقة الأمر أنها معارضة متسمة بعدم الجدية في مكافحة الفساد، بسبب ضعف أداء ممثليها في المجالس النيابية وانتساب بعض رجالاتها إلى نادي الفسادين الذين يظنون خطأً أن انحيازهم إلى الشعب يستوجب الصياح والجعجة ومعارضة الحكومة وابتزازها فقط، والذي من الصعوبة بمكان تغيير صورتها من ضمائر الأجيال في ظل غياب المدرسة والجامعة ومؤسسات المجتمع المدني التي تستطيع أن ترقى بهذا النوع من المعارضة البائسة التي ولدت لدى المواطن، العادي والمسيس، الإحساس الغائر بعدم الثقة في كل المعارضات وشعاراتها البراقة التي أوصلت الرأي العام المغربي- الذي ضاق ذرعا بالفساد و"نهب المال العام" الذي تفشى بصفة خطيرة في كل أركان الدولة ومنذ أمد بعيد- إلى حد الانهيار الذي دفع بالكثير من المواطنين إلى الغليان والخروج في مظاهرات واحتجاجات "20 فبراير مثلا- مطالبين بالقضاء على هذا المرض المزمن الذي أصبح يشكل خطرا كبيرا على كيان الدولة ومستقبلها، والذي يتمنى كل مواطن غيور على بلده، موت جميع أبطال مسلسلات هذا الفساد الذي شغل المغاربة لسنوات طويلة وما زال مستمرا في خنقهم دون أن يمس مخرجيها ومنتجيها أي شلل يوقفهم نهائيا عن ممارساتهم الشاذة، حتى يُتمكن من استرجاع خيرات البلاد المنهوبة وتوزيعها بين المواطنين الذين سُلبت منهم بطرق جهنمية لا حصر لها.
لقد أدرك الجميع –بعد خراب مالطا طبعا، كما يقول المصريون، أي بعد فوات الأوان- أن المعارضة التي عايشنا تعاقب الكثير منها، كانت كلها تحمل شعار مكافحة الفساد لتبيض صفحتها، بل إنه كان أقوى الشعارات الذي تبجحت بها، والذي لم يكن في حقيقته إلا شعارا ورقيا لا يهدف سوى للوصول إلى السلطة ولو على حساب المصلحة العامة وإقصاء أي محاولة أو أي اجراء أو أي جهد يصب في محاربة الفساد وتصويب الأوضاع الراهنة، كما حدث مع مشروع مكافحة سياسة الريع الذي بدأت به الحكومة الإسلامية الجديدة مباشرة بعد توليها كأولى خطواتها الصحيحة، والذي نأمل أن يستمر بخطى واثقة وممنهجة للتخلص من هذا الداء الخبيث واجتثاته من جذوره من خلال ما تبنته من استراتيجية شمولية متكاملة تحدد مفهومه وأسبابه وأشكاله وتعمل على فضح وجود من وما يضفي عليه الشرعية والقبول في المجتمع ووضع العقوبات الرادعة وتطبيق مبدأ سيادة القانون في التعامل مع مقترفيه والتخلص من مبدأ ازدواجية تطبيقه وتفصيله على مقاس المتنفعين، والعمل على استقلالية القضاء استقلالا تاما عن أي جهة وعدم التدخل في شؤونه، أو التأثير على نزاهته وحياده مع نشر الوعي بمخاطره السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكاليفه العالية.
إن البلاد في حاجة إلى معارضة بناءة تسعى إلى الصالح العام وليس إلى جني مكاسب خاصة، وتطالب بإقامة العدل وتطبيق مبادئه، وتعمل على احترام القانون ودولته وحقوق الإنسان بما يصب في صالح المواطنين جميعا وتكريسها على أرض الواقع وتحارب الفساد وتوجه موارد البلد لخدمة أبنائه، بما يساعد في حل مشاكلهم الاقتصادية التي تعقدت نتيجة غياب الشفافية والخطط والبرامج.
وأنها ليست في حاجة إلى مناكفة هدامة، تعارض من أجل المعارضة، حتى وإن وفت الحكومات بالتزاماتها ووعودها فيما يتعلق بالقوانين الناظمة للحياة السياسية والمنظومات الإصلاحية التي تلبي ولو نسبيا هموم وتطلعات أبناء الوطن، كما هو حال المعارضة الجديدة التي بات منظر بعض شخصياتها الوازنة -التي طالما تشدقت بمصطلح محاربة الفساد- مخزيا وهي تعارض لوائح الفساد والمفسدين وخاصة منها تلك المتعلقة بلوائح المستفيدين من مقالع الرمال التي تفضح كبار متنفذي الدولة الفاسدين المتنافسين على المناصب سعيا وراء مفاسد أكبر وحصص مضاعفة من كعكة المال العام ، ومطالبة الحكومة بطي ملفات الفساد ومعالجتها بنفس الطريق القديمة والتي استمرت وعلى مدى عقود، في ردع وعقاب المتورطين في نهب المال وافساد الحياة العامة، بالأسلوب التشجيعي أللاعقابي الذي كان يسجن كل من يسرق الملايين، في بيته أو في فندق خمس نجوم أو سفرية إلى دولة ذات رفاهية عالية تتناسب مع حجم المال المنهوب، أو يكافؤ بترقية في منصب مرموق، وذلك بدعوى عدم اشاعة الفوضى والتأثير على استقرار وأمن البلاد وبث روح الإحباط واليأس في نفوس الأغلبية وارباك السير العادي للحكومة.
أنه ليس هناك بين المغاربة عاقل يرفض أو يعارض في طي ملفات الفساد المالي والإداري إذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي طيّها ، لكن جميع عقلاء المغرب مع التحقيق وتسوية وتنظيف المناخ العام من تبعات جميع تلك الملفات والصفقات المشبوهة والهدر المالي أو على الأقل تلك المحددة والمسمّاة والمعروفة منها، وإعلان الحقيقة بشأنها من دون مواربة أو معالجة انتقائية بطيئة ومتثاقلة كالتي اعتادت الحكومات السابقة نهجها على شكل اجراءات تشجيعية أكثر منها ردعية او عقابية، والتي كانت هي المسؤول الأول والسبب الأساس في إشاعة الأجواء المسمومة التي أضرت بالبلاد وعجلت بوصول الإسلامين لتسيير الشأن العام، في شخص حكومة السيد بنكيران الجديدة التي على ما يبدو من الإرهاسات الأولية التي أظهرها سعى الحكومة إلى الصالح العام وليس إلى جني المكاسب الشخصية، كما يبرهن قرارها السياسي الحازم وإصرارها على محاربة الفقر الذي عض الناس وأنهكهم، في ظل سوء توزيع مكتسبات التنمية وتجيير خيرات البلد لخدمة مصالح شرائح محددة من المجتمع بمحاربة كل أنواع الفساد المالي–الذي نتمنى، بل الذي يجب ان يستمر ويجسد على الارض- وعزمها الأكيد على اصلاح ما فسد من الأوضاع واجبار كل فاسد خذل هذا الوطن الذي اعطته الثقة والصلاحيات والامتيازات القانونية, على أن يدفع ثمن ما فعل.
خلاصة القول أنه إذا كانت هذه هي الحكومة فكلنا موالون لها، ومعارضون لكل من يقف في وجه سياستها الإصلاحية اليوم، -معارضة كانت أو غيرها- ويسعى إلى شيطنتها، دفاعا عن مكتسبات كبيرة جناها على مدى سنوات طويلة من غياب الشفافية، والهيمنة على السلطة بمبرارات النضال والوطنية، وكأنهما (الوطنية والنضال) هما حكر على فئة معينة دون غيرها.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد اللقاء الأول لمحاسبة رئيس الحكومة!؟
- ظواهر تثير الشوق وتوقظ الرغبة في تكرار الزيارات لباريس.
- مقياس نجاح العمل النقابي بالمغرب !؟
- بائعات الجسد مواطنات لا يجب احتقاراهن.
- هموم مهندس من وزارة التجهيز والنقل
- حلم الخلافة وأوهامها!؟
- وزارة التجهيز والنقل وزحمة الخروقات والتجاوزات !؟
- الذكورية المتطرفة تفقد المرأة روح التحدى والصمود والثقة في ا ...
- إذا كنت وزارة الداخلية -أم الوزارات- فإن وزارة التجهيز والنق ...
- هل نحن العرب في حاجة ليوم واحد للكذب؟ !
- غزو اللحى ينشر سحبا من الغموض !
- غلاب واليازغي يزاحمان الرباح على دور بطولة محاربة الفساد !
- الدعوة للخلق الحسن !!
- صعود التيار الإسلامي وتهميش المرأة !!
- الحكومة الإسلامية وقضية -لاكريمات- المأدونيات !؟
- الفكاهة والحكومة الإسلامية!
- الأماكن لا تضيق بأهلها !؟
- لماذا لا نحتفل بالحب، وقد دعا الإسلام لذلك؟
- أحيلوها على القضاء فهي جريمة
- ربطة عنق الرئيس la cravate du president


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا