أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - أحيلوها على القضاء فهي جريمة















المزيد.....

أحيلوها على القضاء فهي جريمة


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحيلوها على القضاء فهي جريمة
ــ دعا عدد من الغيورين على الرياضة بهذا البلد بضرورة ضبط النفس والابتعاد عن استخدام العنف اللغوي والألفاظ البذيئة، ومصطلحات التهديد والتأجيج المثيرة للانفعالات الطائشة والنعرات والفتن التي نحن في غنى عنها. كما
ــ وإني معهم فيما ذهبوا إليه وأؤكد عليه كالكثيرين غيري، لأن استخدام الهدوء والحكمة في التعامل مع هذه المواقف هو أمر حيوي وحساس لحل المشاكل واجتياز الأزمات، لكن بشرط الوقوف على الأسباب التي أدت لتلك المشاكل والنكسات، كما حدث مع كرة القدم الوطنية التي أبكت نتائجها الكارثية التي من فرط القهرة والغبن، الكثير من المغاربة الذين يؤدون راتب مدرب المنتخب البلجيكي غيريتس، وباقي الأموال التي تصرف، بسخاء حاتمي، على طواقمه وكلبه المدلل، وعلى سهره مع بعض لاعبيه في ملاهي "ماربيا" التي مما يقتطعونه من أقواتهم فلسا فلسا ودرهما درهما، لتوفير ثمن تذكرة الدخول للملاعب التي لا يملأها إلا أبناء الشعب المساكين لتشجيع الفرق والمنتخبات التي يحبون، لأن ملاعب الكرة لا يرتادها المسؤولون والصحفيون والنقاد الرياضيون أو مسؤولو جامعة الكرة إلا مدعوون، ويدخلونها عادة بالمجان، فلا يساهمون بذلك في نفقات هذه اللعبة الشعبية وتكاليفها الباهظة، وبالتالي لا يحق لأحد أن يستنكر على محبي كرة القدم المغاربة ومرتادي الملاعب، غضبهم وتعالي صيحاتهم بالمطالبة بإصلاح واقع رياضتهم الشعبية المفضلة، على مستوى التسيير والتنظيم وإعادة النظر في مجموعة من أمورها وعلى رأسها جميعا الترشيد والشفافية وخاصة في قضية راتب الناخب الوطني التي أثارت جدلا كبيرا باعتباره لا يندرج ضمن أسرار الدولة.
ــ من الطبيعي أن تدفع النتائج المخيبة للآمال جماهير كرة القدم المغربية إلى مناقشة ما يحدث داخل ملاعبها وخارجها، وتحليل مجريات المباريات وتقييم حصيلة البطولات الوطنية والدولية، كما تفعل كل الجماهير الكروية في كل بلدان العالم التي تفرح للنتائج الايجابية وتصفق لها وتخرج للشوارع مهللة، لأن الكرة سحر، وهي أقرب ما تكون إلى التنويم المغناطيسي، والجميع يحبها طوعا أو كرها ويغضب ويثور عند الهزيمة، ويحمل مدرب المنتخب تبعاتها، وينتقد مسؤولي الجامعات، وتبرموا من فيحلل الهزيمة ويناقش حيتياتها وتداعيات، ويطالب بالانقاد والإصلاح ولو كانت نتيجة عادية ومستحقة، فما بالك لو كانت كتلك التي منيت بها الكرة المغربية، سببها التقصير والتفريط في الالتزام بالمقومات والتكتيكات، أو بسبب تقصير في التخطيط والتدريبات، كما حدث للمنتخب الوطني المغربي في إقصائيات كأس أمم إفريقيا التي إحتضنتها مناصفة كل من الغابون وغينيا الاستوائية، والذي أُخرج منها مطأطأ الرأس منتكس المعنويات، يجر ديول الهزائم التي صدمت الشعب المغربي وحرمت جمهوره الرياضي المتعطشة للفرح من تحقيق حلمه في الفوز بالكأس، الذي لم يكن مستحيلا لولا إصرار مدرب المنتخب الوطني، وبعض الجهات النافذة، على تجريع عشاق الكرة المستديرة علقم هزيمة الإقصاء من الاقصائيات الإفريقية والخروج المبكر منها، والذي وصفه محمد أوزين وزير الشباب والرياضة بالخروج "الكارثي" والإقصاء "النكسة"، والذي لم ولا يحس بوقعها على النفس، إلا عشاق كرة القدم كما يقول المثل الشعبي المغربي "ما حاس بالمزود غير المضروب به" وكما قال المختار ولد محمد جيرفين: "لا يعرف قدر الشيء إلا من اكتوى بناره تحصيلا, وانفطر فؤاده في سبيله بكرة وأصيلا, واتبع الليل النهار زمنا طويلا, وانتظر الحصاد بعد ذلك أمدا بعيدا" ولا يعرف قيمته من لم يذق طعمه المرير, ويحس صعوباته الجمة, ويخوض في جنباته المدلهمة, ويقطع مفازاته الوعرة.
ــ ولذلك لن نكون مبالغين مطلقا حينما نقول للمسؤولين والصحفيين والنقاد الرياضيين وكل الذين ينزعجون من النقد، أنه لي ليس من حقهم منع جماهير كرة القدم من تمرده النبيل والمبرر الذي ينأي بهم عن السير ضمن القطيع، وأنه من كامل حق الجماهير أن ينتقدوا كل ما يحصل من جرائم في حق لعبته الشعبية المفضلة، بدأً من هدر للمال العام، والاستهتار بعواطف المواطن المغربي وازدرائها، إلى الرفض بالإفصاح عن راتب المدرب البلجيكي والتكتم والتستر عليه رغم مطالبة البرلمانيين بكشفه، إلى رفض جامعة الكرة عقد جموعها، وحل نفسها رغم كل هذه الفضيحة، بل من أوجب واجبات الجماهير المطالبة بإحالة كل المسؤولين عن هذا التردي وهذه الجرائم المتطاولين على حقوقه والحانثين باليمين الذي قطعوه على أنفسهم، إلى القضاء المغربي ليقول كلمته الفصل فيهم، كما فعلت هيئة حماية المال العام بالمغرب، بعد أن تدارست في اجتماع لها بمدينة مراكش، إمكانية تقديم شكاية قضائية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، ضد المشرفين على المنتخب المغربي، وكل المتعاقدين مع المدرب الأجنبي بشروط غير معقولة ولا قانونية، بهدف البحث والكشف عن حقيقة الأموال الطائلة التي صُرفت وما تزال تُصرف على هذا المدرب وتوابعه بدون وجه حق، على حد تعبير رئيسها الأستاذ طارق محمد السباعي، الذي أفاد بأن الدستور الجديد يعطي للمغاربة الحق الكامل في رفع شكايات إلى القضاء في مثل قضية الراتب الحقيقي لمدرب المنتخب المغربي الذي قد يفوق، حسب البعض، رواتب وزراء الحكومة جميعهم، وذلك احتراما، على الأقل، لمشاعر الشعب المغربي الذي لا يعرف الكثير من المسؤولين مقدار حبه للكرة ولا يقيمون وزنا لتطلعاته وطموحاته الكروية، ويرضون له بالقليل والمتواضع من نتائجها، لأنهم في أغلبيتهم، من الذين لا تربطهم بها أية علاقة لأنهم كالذين قال فيهم المختار ولد محمد جيرفين أنهم كمن: "قضى بداية حياته في اللعب مع الأصحاب, والتجول بين الشوارع والزقاق، مترنحا تارة ومتمايلا تارة أخرى، ولم يخض غمار الترحال, ويجابه ضنك العيش وقلة الحال، وبعد ذلك عرف حياة الرفاهية والقصور, ونسي-إن كان يعلم-الليالي العجاف, والأيام الخوالي ولم يعد يتذكر إلا أنه الآمر الناهي"-انتهى كلام لمختار- الذين لا يكترثون للغضب العارم الذي اجتاح ملايين المغاربة بسبب الهزائم النكراء التي تلقاها في بداية كأس إفريقيا للأمم 2012، لا يهتمون بنداءات البرلمانيين بالكشف عن راتب المدرب غيريتس الذي اغتال أحلام المغاربة في برؤية منتخب قوي ومنافس، يشرف البلاد والعباد، في تحد سافر للمغرب شعبا وحكومة وبرلمانا، قررت الجامعة الإبقاء على غيريتس -الذي أقحم في تحد وقح و دون أن يرف له جفن، اسم الملك محمد السادس، في قضية إقالته حين صرح قائلا: أنه لو لا الملك لغادر المغرب، وأن قرار إقالته أكبر من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم"- ليخلد في منصبه إلى حين استكمال مهامه في استدرار ما أمكنه من الأموال التي تخرج من أصلاب دافعي الضرائب، ما دفع بالنائب البرلماني عبد الله بوانو إلى دعوة الحكومة، خلال اللقاء الذي نظمته فرق الأغلبية البرلمانية، لإصدار بيان بشأن إقحام الملك محمد السادس في تصريحات المدرب، محذرا خلال نفس اليوم الدراسي، من مسألة عدم الكشف عن ذاك الراتب الذي شكّل لدى الكثيرين لغزا بعد أن اتفق الكثير من المسئولين الحكوميين السابقين وحتى الجدد على الامتناع عن الكشف عنه، كما فعل وزير الشبيبة والرياضية في الحكومة الجديدة حينما رفض هو الآخر بالتصريح في جلسة مجلس النواب التي أبدى خلالها أغلب البرلمانيين أسفهم وعبروا عن خيبة أملهم من رد الوزير الشباب والرياضة الذي لم يشفي غليل أسئلتهم التي تمحورت حول راتب غيريس، والذي لخصه في أنه لا يمكنه الإفصاح عن الراتب الذي يتقاضاه المدرب الوطني بحكم وجود بند من بنود الاتفاقية المبرمة بين الجامعة ينص على سرية الراتب، وطالب الوزير من النواب عدم محاسبته في هذا الباب لأنه ليس مسؤولا عن هذه الاتفاقية ولم يكن حاضرا وقت إبرامها،حسب رضى سعيد هبة بريس. مع أن ذلك أمر غير قانوني ولا دستوري، ويخالف أعراف كل جامعات كرة القدم في العالم التي تعلن عن أجر مدربيها عبر كل وسائل الإعلام مباشرة بعيد التعاقد، كما حدث مع المدرب الانجليزي كابيلو الذي يتقاضى أجرا عاليا يقدر ب6 ملايين جنيه استرلسني، ولماذا نذهب بعيدا إلى ما وراء البحار لاستعراض أجور مدربي البلدان الغنية، ونبقى في محيطنا الإفريقي ونأخذ كمثال حال مدربي بطولة كأس إفريقيا الذين تقاضوا أجورا مختلفة، تراوحت بين 18 و50 ألف دولار، حيث كان نصيب مدرب المنتخب الليبي الأعلى بين الأجرور بلغ ما يقارب عن 50 ألف دولار، في الوقت الذي اكتفى مدرب منتخب بوتسوانا ب18 ألف دولار شهريا ، أما مدرب المنتخب المالي 40 ألف دولار، و35 ألف دولار بالنسبة لكل من مدرب الغابون وزامبيا والكوت ديفوار ومدرب المنتخب الغاني ،في حين أن كلا من مدرب غينيا الإستوائية ومدرب بوركينافاصو وغينيا فقد ارتأت هذه البلدان منح 30 ألف دولار لمن وعدها بتأهيل منتخبها للبطولة الإفريقية ، وكان في أسفل الترتيب من حيث الأجر كل من مدرب بوتسوانا وتونس ومدرب المنتخب النيجيري بأجر لا يتعدى 18 ألف دولار شهريا .
وعلى إثر إصرار الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وذلك خلال لقاء جمعه ببرلمانيي الأمة في ندوة "الرياضة المغربية واقع وآفاق"، على رفضه للكشف عن قيمة الراتب الشهري للمدرب البلجيكي إريك غيريتس، ودفعه للاستقالة -كما فعل مدرب المنتخب السنغالي بعدا عجز عن تحقيق النتائج المرجوة في كأس إفريقيا وخرج مقصيا من الدور الأول، تماما مثله مثل المنتخب الوطني- واكتفائه بدعوتهم لزيارته إلى مكتبه لإطلاعهم على بنود العقد الذي يربط جامعة كرة القدم بالمدرب البلجيكي، هدد النائب البرلماني عبد الله بوانو برفع السرية عنه عبر لجوء البرلمان لوسائل أخرى تملكها المؤسسة التشريعية، كما هو حال.
ــ واختم مقالتي هذه بما قال أحد الظرفاء "لا يبدو منطقيا أن ترحل الجامعة وغيريتس، فلا بد أن تبقى الجامعة، لأن المدرب البلجيكي عندما يرحل يترك كلبه هنا، فمن سيرعى كلبه في غيابه غير الجامعة؟
يقول المثل المغربي الدارج الذي حورته ليناسب المقام قليلا: "الله يعطينا سعد كلب كريتيس، أما سعده هو فبزاف علينا !؟"

حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربطة عنق الرئيس la cravate du president
- تجاهل الحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو تغيبها.
- مشكل الكرة ليس في المدرب بقدر ما هو في المسؤولين عنها.
- التصريح الحكومي، نقاش أو تحامل؟
- الدين لله واللحية للجميع!
- التمثيلية النسوية والكومة الإسلامية !؟
- المغربى مارس حقه الانتخابيّ،والباقي على بنكيران !
- أرقام على هامش فوز بنكيران برئاسة الحكومة
- لماذا التشبث بوزارة التجهيز والنقل؟
- هل سيترك بنكيران الدعوة إلى إقامة الدين في المؤسسات، إلى نشر ...
- إذا -المسحولة- سُئلَت بأي ذنب انتُهِكت؟
- كراسي الحكم وتجربة الإسلاميين .
- حكومة السيد بنكيران بين الهوية و التدبير.
- الإسلاميون يصلون إلى الحكم في المغرب.
- السلطة الخامسة
- المتقاعدون والانتخابات!!
- زحمة الشوارع.
- الدعاية الانتخابية La propagande
- طلب الجنس ليس عهرا مهما كانت الأعمار.
- الموت!!!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - أحيلوها على القضاء فهي جريمة