أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - لماذا لا نحتفل بالحب، وقد دعا الإسلام لذلك؟














المزيد.....

لماذا لا نحتفل بالحب، وقد دعا الإسلام لذلك؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 15:12
المحور: حقوق الانسان
    


لماذا لا نحتفل بالحب، وقد دعا الإسلام لذلك؟

غريب أمر البعض منا، يقذفون بالإنسان المسلم العربي خارج إنسانيته، بما يغرقونه فيه من تحريمهم المعتاد الذي ينسف كل حقوقه المتاحة عرفا وقانونا وحتى شرعا، بما فيها حرمانه من الاستمتاع بالاحتفال بالحب وذكرياته الجميلة..ويستقبحون عليه ممارسة مشاعر المحبة بكل معانيها وقيمها السامية التي فطره الله عليها، ذلك بحجج ساذجة لا يصدقها العقل الناضج وإدعاءات واهية لا يقبلها المنطق السليم، لاعتمادها أساسا على ما تعود عليه العقل العربي من نظرية المؤامرة والتبعية للغرب أو الغزو الفكري والثقافي، الملصقة بالإسلام، ظلما وعدوانا، تحت ذريعة "أنه لا حب إلا لله"، وكأن حب الغير يمنع حب الله، وما جاء الذين كله إلا لنشره بين الناس، بدليل قول رسولنا ونبينا المحب المحبوب صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا" رواه مسلم.
فما الذي يمنعنا من مشاركة هذا العالم الذي نحن جزء منه، في الاحتفال بتلك المعاني الجميلة التي يقدرونها ويحتفلون بمن يجلها، ونمارس معهم ذاك السلوك الإنساني الايجابي الذي يوحد الناس ويهذب الطباع ويرقق المشاعر ويبعد عن وحشية الكراهية شرور الحقد، ويساهم في خلق الفرح والبهجة والسرور، دون أن نقحم تشريعات المتطرفين المتصحرة وتستطيحات المتشددة في جوهر ما يعنيه هذا العيد، الذي لا يرفضه إلا من يرفض الحب نفسه، ويكره الفن والجمال وكل ما يتصل بهما من معانٍ وقيم سامية، ويعشق الحقد والكراهية اللذان يفتحان أبواب الشرور كلها والتي لا يقضي عليها إلا نقيضها "الحب" وحده الذي لا ينحصر ضمن إطار واحد أو اتجاه واحد أو شخص واحد" امرأة ورجل" فقط، بل ذلك الذي نعني به أمتع وأرق المشاعر التي تصيب الإنسان، وأكثر التجارب التي تؤثر في نفسه تأثيراً عذبا، الأصل فيه الإباحة لا التحريم، كرابط طبيعي عجيب ينمي بذور العطف والخير والشفقة في النفوس، ويعفي الناس من التملق والنفاق، والضيق بالمخطئين، ليعيش الجميع في جو من التسامح والود والوئام الذي من المفترض أن يهيمن على أي علاقة إنسانية تجعل المرء شمعة تذوب كي يعيش الآخرون في تواد وتضامن وتعاون وتآزر وتعاضد، كغاية كقصوى نزلت من اجلها كل الديانات السماوية وعلى رأسها الإسلام الذي لا يوجد دين يحث أبناءه على التحاب والتواد والتآلف وإظهار العاطفة والحب، حتى أنه جعل الحب سر الوجود وسبيلا مؤديا لدخول الجنة، والتظلل بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، والذي أوجب علينا التركيز على نشره وإفشائه على أوسع نطاق كما جاء في الحديث الشريف "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" رواه أبو داوود والترمذي وهو صحيح، وذلك لأن إظهار المشاعر الطيبة، والعواطف النبيلة، وإشاعة السلام والتواد والتكافل بين الأفراد والجماعات وينمي لديهم قيمة الانتماء للآخرين والقبول بالعيش معهم بسلام ومحبة، ويحقق التماسك والاستقرار الاجتماعي وينتشر التسامح، ويعمم خصلة الاهتمام بهموم الغير وظروفهم القاسية، كما جاء في القول: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، فلماذا بعد هذه الدعوة الصريحة لإظهار الحب والإفصاح عن المشاعر بأي طريق ووسيلة، وإن كانت على شكل عيد للتسامح والسلام مادام إظهار تلك المحبةُ والأُلفة تميتُ الأحقادُ وتلغي مفاهيم الكراهيةــ التي لا تنتعش إلا مع كتم المشاعر وقهرها، وعدم الإفصاح عن الأحاسيس الكامنة أو الساكنة التي سرعان ما تنفجر كالبركان فتدمر كل شيء وتؤدي لا محالة إلى إفساد القلوب، وازدياد الجفوة، وتوسيع الفجوة بين الناس، وتُشعرهم بالإحباط والغموض، والتعالي، والتباعد، وتأكل كثيراً من فضائلهم، وتستحيل أنداك السيطرة عليها خاصة حينما تأخذ صورا مجتمعية متعددة الوجوه بين أفراد مجتمع متخلف جاهل، لا يتحين إلا فسحة الانقضاض، فتذهب بريحه إلى أبد الآبدين. كما أشار إلى ذلك "جورج آليوت" بقوله "أن الحقد والكراهية الأشد قسوة، هي تلك التي تمد جذورها في الخوف ذاته وتتكيف عبر الصمت، وتحول شعور العنف إلى نوع من شعور الرغبة في الانتقام بشكل يشبه طقوس الثأر الخفية وما تؤجج من غضب الإنسان المضطهد. ولأن الحقد كما قال الشاعر:
الحقد داءٌ دفينٌ ليس يحمـله== إلا جهولٌ مليءُ النفس بالعلل.
إذا انتشر في مجتمع ما، فان ذلك المجتمع منهار لامحالة.. رغم ما يعتقد "ميلان كونديرا" بأن الإنسان كائن يسعى للوصول إلى نوع من التوازن النفسي، بالموازات بين ثقل السوء وما يرهق كاهله والحقد الذي يحمله"، فإن الكثير من ثقافة الإنسان والقيم التي يؤمن بها، تبقى مغلفة بالصمت والتواؤم مع المكروه ولا يخلصه منها ألا الإفصاح عن الحب بما يحمله من مشاعر مرهفة، وعواطف نبيلة راقية تميّز الإنسان عن غيره من الكائنات، هو أساس الوجود البشري على الأرض، ورسالة إنسانية خالصة بين جميع الشعوب.
فأنا هنا حينما أدعو للاحتفال بعيد الحب، فإني لا اقصد التقليد الأعمى لكل مظاهر صرعات الموضة السائدة في زمن العولمة المقتصرة في هذه الاحتفالية على جزء من تلك العاطفة، بل أشترط أن نجعل لها من المظاهر ما يتوافق مع تطور الحياة والمجتمعات، وتتلاءم مع شريعتنا السمحة المقتدية بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، التي تشمل جميع العلاقات الإنسانية الراقية المشاعر بمفهومها الإنساني العام ، حتى تعود الحميمية للحياة الاجتماعية بعد أن هربت منها اللحمة والتعاطف والمودة، وأصبحت الأنا طاغية والكل يحب لنفسه كل ما يمكن أن يمنعه عن أخيه بحجة الشريعة وصونها...
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحيلوها على القضاء فهي جريمة
- ربطة عنق الرئيس la cravate du president
- تجاهل الحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو تغيبها.
- مشكل الكرة ليس في المدرب بقدر ما هو في المسؤولين عنها.
- التصريح الحكومي، نقاش أو تحامل؟
- الدين لله واللحية للجميع!
- التمثيلية النسوية والكومة الإسلامية !؟
- المغربى مارس حقه الانتخابيّ،والباقي على بنكيران !
- أرقام على هامش فوز بنكيران برئاسة الحكومة
- لماذا التشبث بوزارة التجهيز والنقل؟
- هل سيترك بنكيران الدعوة إلى إقامة الدين في المؤسسات، إلى نشر ...
- إذا -المسحولة- سُئلَت بأي ذنب انتُهِكت؟
- كراسي الحكم وتجربة الإسلاميين .
- حكومة السيد بنكيران بين الهوية و التدبير.
- الإسلاميون يصلون إلى الحكم في المغرب.
- السلطة الخامسة
- المتقاعدون والانتخابات!!
- زحمة الشوارع.
- الدعاية الانتخابية La propagande
- طلب الجنس ليس عهرا مهما كانت الأعمار.


المزيد.....




- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - لماذا لا نحتفل بالحب، وقد دعا الإسلام لذلك؟