أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟















المزيد.....

حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ــــــ حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز !! ـــــــ
المتابع للمشهد السياسى المغربي الحالى، يشعر بحالة من الحسرة والألم، لما آلت إليه الأوضاع فى هذا الوطن العزيز على أبنائه، أبناؤه الذين يحلمون جميعهم، بعيش آمان، وحياة كريمة في وطن جديد، تسوده العدالة والحرية، ويتعامل مع مواطنيه بآدمية، طبقا للدستور الجديد الذي صادقوا عليه جميعهم بالأغلبية المطلقة.
ولكن –وللأسف- ورغم مرور ما يقرب من عام على تولي الاسلاميين حكم البلاد برئاسة السيد بنكيران كرئيس للحكومة، لم يتغير الوضع كثيراً عما كان عليه مع الحكومات السابقة، بل زاد الحال سوء على كل المستويات، السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.





حيث أنه لم يدر بخلدي البتة، أن يعم الوطن خلال هذه الفترة، ومند بدايتاته الأولى، كل هذا الكم من الاختلاف -الذي ما كان قبلهم، يفسد للود قضية، كما يقال- وذاك الزخم من التشتت والانقسام، الذي انتشر في كل مكان، وسرى في سراديب كل الهيات والمؤسسات، وبين غالبية الناس، وشهدت فترتهم، على قصرها، حالة من الاستقطاب والتخوين، وتقسيم المجتمع على أساس الدين والتوجه السياسي، إلى فصائل، انشغل كل فيصل بفرض مشروعه، وأجندته، وتوجهاته الخاصة، ووظف الكل وقته وجهده، في التربص بأي خطأ من الآخر، ليحوله إلى خطيئة، يندد بها، ويغرقها باتهاماته التكفيرية التخوينية، التي صار معها الشعب كله-كما نشاهد- منقسما على نفسه في كل شيء، وعلى كل شيء، وحول أي شيء، وصرنا لا نكاد نجد فئة من المجتمع لم تختلف وتنقسم، حول شيء ما، وغدونا نرى ونسمع يوميا الاختلافات البسيطة، بل واهية، توسعت هوتها، ويزيد عمقها، ويتحول معها المنقسمون، إلى شيع وطوائف متشددة دينيا، وأحزاب ومنظمات متطرفة ايديولوجيا، الكل فيها منشغل بعرض قوته، وتصفية حساباته، وإزاحة من يختلف معهم، ليفرض كلمته وحده على جميع «العفاريت» و«التماسيح» و«اللوبيات» ومراكز مناهضة الإصلاح، دون أن يكلف نفسه، حتى مجرد التفكير فى المواطن المسحوق تحت وطأة محدودية الدخل،عفوا انعدامه، و العمل على اعادة الاعتبار لحلمه في التغيير والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، الذي نجحت جميع الفصائل في إقصائها ، وتمكنت كل الهيئات السياسية والنقابية والحكومية، من إسقاطها من جميع حساباتها وأجنداتها، التي لا تلتفت إلي حتمية التوحد، ولا تستوعب أن هناك من يتربص بأمن البلاد, ويعمل على ضرب استقرارها، لتسود الفوضي, ويكون التشتت و"صراع الاختلافات وعروض القوى" بين التطرف العلماني من ناحية والتطرف الديني من الناحية الأخرى، فريضة على كل هذا الشعب المسالم، الذي طالما، رفضت، فئات عريضة منه، الزج بها في ساحة طوفانه، التي أغرقت البلاد في متاهات التشدد، والتطرف، والتشردم، والتكولس، الذي ينشر الكراهية والطائفية والمؤامرة وسوء النية، بين أفرادها، يدينون بالإسلام، الدين الذي يمقت الكراهية والقومية والطائفية والمؤمرة وسوء النية، ويمجد الأخلاق الحسنة ومكارمها، هذه الاخلاق التي ترمى خلف الظهر، كلما طرأ خلاف سياسي بسيط، الشيء الذي ينذر بصراع لا ولن تحمد عقباه، يجعل الوطن حائراً باكياً، تنطق عيون كل الذين حلموا بوطن جديد، -ويرون أنه أصبح بعيد المنال، ولم يلح منه أي ملمح، لا فى الأفق القريب ولا البعيد، - بالغضب, والقلق، ويسيطر عليها الخوف، والاستسلام للانتقام، أمام الاكتئاب والإحباط الناتج عن اهمال حلم المغاربة في نهضة حقيقية، وتنمية مستدامة للوطن، والتي لا يستدعي تحققها، إلا أن يغلب المسؤولون عن الشان العام، منطق الأفعال الجادة، على الثرثرة السياسية العابثة وخلافاتها الوقتية التي مهما يكن نوعها (سياسي، ديني ، طائفي) يجب أن لا تكون مدعاة لجعلها آلة حرب وتدمير شاملة لهذا الوطن، الذي يجب إعلاء قدره، ويجعلها فوق أى توجه أو مصلحة خاصة، التي إذا تحكمت في سلوكيات وتصرفات الفاعلين السياسيين، وركبوا عليها لتحقيق مصالحهم الذاتية، فإن العواقب ستكون وخيمة على الجميع، وساعاتها لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب كما يقال.
لذلك كم أتمنى صادقا، أن يكون ما تعيشه أحزابنا المتناحرة مجرد غمامة ستنجلي حتما، بعد أن يستفتي أتباعها قلوبهم، ويحددوا أهدافهم، وتعود الائتلافات، والفصائل، والجماعات السياسية، والكائنات الانتخابوية المتصارعة، إلى رشدها، وتعمل على تحقيق أحلام غالبية المواطنين البسيطة متمثلة في الحرية والكرامة، والتي على ما يبدو، أنها على بعد مئات الكيلومترات من هامش اهتمامات حكومتنا والسياسيين، الذين يلومهم المواطنون، ويعتبرون أنهم المسؤولون المباشرون عما آلت اليه الأمور، من استهتار بحق الشعب في حريته وكرامته، وسكوتهم وتغاضيهم عن المستهترين وناهبي المال العام، بدعوى "عفى الله عما سلف"... ومقابل تحقيق بعض تفوق وقتي كاذب ومزعوم، متدثر بالاجتماعي والمقدس الوطني، لاستغفال فاضح وممنهج ومقصود، وغزو مدروس ومدعوم، لعقول العوام والبسطاء، في ظل غياب وعي سياسي وطني حقيقي وعميق، ونقص في الشجاعة السياسية والعمل المنظم والتخطيط الذكي، الذي عكسه ظهور ملك البلاد محمد السادس بجلاء وهو متكئ على عكاز طبي، يدشن مشاريع تنموية طموحة تدعم بشكل قوي الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ويفتح أفاق إنهاء الحصار السياسي والاقتصادي عن الشمال والريف المغربيين...الصورة التي -وبدون أدنى شك، وبعيدا عن أي بروباغاندا سياسية أو إعلامية - ادهشت غالبية الشعب المغربي والعالم بإسره، وكانت مثالا رائعا لحب هذا الوطن وهذا الشعب، بما حملته من عبر لمن يعتبر، في التضحية من اجل تنمية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامتها واستقرارها، وسط نظام سياسي عربي تلون بالدماء ودمغ بالحروب الطائفية والفتن الخطيرة، والتي أكد جلالته، من خلالها، وحتى في حال المرض والعطب المؤقت، شافاه الله منه، على أن الاستثناء المغربي ليس مجرد دعاية سياسية او بروباغاندا إعلامية، وإنما هو حقيقة وواقع يحمل رسائل سياسية واضحة إلى الحكومة المغربية بقيادة حزب العدالة والتنمية، وكل الأحزاب السياسية والفاعلين الاقتصاديين، ولكافة الشعب المغربي ولسان حالها يقول : إن العجز المرحلي ليس مبررا ولا يثني الوطنيين الشرفاء عن تنفيذ التغيير المؤسساتي التوافقي الذي يحمي الاستثناء المغربي، وليس دريعة للمضي قدما في ما نراه اليوم من تصارع الذوات، وتسارعها نحو التغالب وإلاستحواذ لتعزيز الوجود، والظهور –على حساب الآخرين ومصلحة الوطن- بالمظهر المميز، والشكل المتفوق المرحلي والمؤقت، مهما كانت السبل او الذرائع، وحتى لو كان فيها المضرة الكبرى للوطن وسلامته.
فهل تتعلم الحكومة المغربية وكل الأحزاب السياسية والفاعلين الاقتصاديين وكافة الشعب المغربي، من هذا الدرس القيم؟؟؟؟؟..

حميد طولستHamidost.hotmail.com



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاهرة مدينة مجنونة 2
- حق المدينة وبرج شباط!!!؟
- القاهرة مدينة مجنونة
- كل نكتة وانتم بخير!
- العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.
- تدهور الارصفة
- أزمة صحافة أو أزمة سياسة؟
- الثورات لا يطلقها المنظّرون، والمفكرون، وإنما البسطاء والفلا ...
- قضية حزب الاستقلال، بين منطق العقل ومنطق العاطفة والاندفاعية ...
- أغرب مأدونيات وزارة التجهيز والنقل تصاريح -20D -!
- ذكرياتي المرة مع المستشفيات العامة والخاصة.
- حتى لا تنسينا قضية -الغزيوي/النهاري- قضايانا الحساسة !؟
- خطاب بنكيران بين الشعبوية والدهاء السياسي !؟
- مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟
- مذكراتي مع المستشفيات العامة والخاصة. الحلقة الثانية: سياسة ...
- ذكرياتي المرة مع مستشفياتنا الخاصة والعامة.
- إلى متى هذا العجز عن القضاء على الفساد بالكاملة؟
- خواطر عمالية على هامش مؤتمر نقابي!
- من الأحق بالشكوى من الزيادة المواطن أم الحكومة !؟؟
- فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟