أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - تلصص ٌخاص...














المزيد.....

تلصص ٌخاص...


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


تلصص ٌخاص... وحكايةُ عشق


بين السطور كما يفضل دائمًا، وفي مطلع صفحات قصة لن ينشرها قط قرر أنْ يتخلى عن الجملة التي حُببت إليه طويلاً في هذا السياق: "رأيتُ فيما يرى النادم"... ثم أخذ يكتب ويكتب: تبدأ حكاية العشق برجلٍ طبيعيٍ وامرأة طبيعية كذلك... يهديهما السرد صفات جنونية يجيد نسجها ببراعته المألوفة... ثم بتفاصيل لا تختلف إلا كاختلاف فصائل الدم... تنتهي بأحدهما أو كليهما معًا... غير طبيعي للأبد.

-1-
مثلها لم تأتِ العالم إلا لتسافر خلف الحروف... فتفاصيل الحياة اليومية السمجة لامرأة عادية محرمةٌ عليها كحرمة هذا الفراق... ظلُّها المرطب بحلو القصائد كانَ دائم الرقص على مقطوعات الهلع... كل ما فيها كان يكره الرجل... لكنه صالحها بمشاعر صادقة على كل خصام الزمن... أهداها أول سيرة ذاتية عرفتها بها... عرَّفها أنَّه وكل رجل قيدها الوحيد... ثم أحسن وداعها... بالطبع لم تفهم ساعتها... وربما لن تفهم أبدًا... لكنها بكلِّ عشقٍ أهدته ابتسامة مموهةً بغيابٍ ما... كانت الوحيدة التي أحسن حبها... كانت زمانه الخاص الذي غطى به قُبحَ الوقت... أخيرًا... وحدها كانت أول رحيلٍ باركه بكل ما قدر على شرائه من تعويذات الوداع.

-2-
تسوَّل في دروب حكايتها كلها عسى أن ترمي له الذكرى ما يكتبها به وردةً أو بعض قرنفل... مرارًا حاول إقناعها أنَّ الكتابة أختُ الألم... فملأت كل فناجين وقته بقهوة الأحزان السادة التي يمقتها... ثم اشترت لأجله الكثير مِن الدفاتر والأقلام... لعنتُه ولعنت كل حروفه التي لم تكتبها مطلقًا... لكنها بعد أنْ رحلت... راحت تنتظر.

-3-
سرقت مع كل أيامها أهم ملامحه الطيبة... ضبطت خطوطها باتجاه تجاعيد حزينة متنامية... ثم باحترافٍ مذهلٍ عاونت الزمن في حزم الأمتعة... تاركة فوق جداريات مسامه التائهة خربشاتٍ أصابع لم يعد لها الآن معنى ... ثم رحلت إلى الأبد!

-4-
كانت وجعًا انفراديًّا مزمنًا لاطفه بتبريرات متقنة علمته الوحدة إياها حتى ولجت صندوق الذكرى غير محكم الغلق.... ثم صارت مع الوقت... مجرد وجع!

-5-
جالسة وحدها على مشارف البحرِ... تسأله أن يخلع نعليه... أن يركل مسافات الزمن... أنْ يعطر عينيه بالأزرق الحاني الذي لم يره... أن يبسط كل ملامحه كي تعود إليه معها من غير سوء... أنْ يوقن أنَّ ريحَ محبتها ستأتي بكل ما تشتهي سفنه! كان... دون أدنى شكِّ يصدقها... لكنه ببساطةٍ... لم يعُد يصدِّقه.

محمود عبد الغفار غيضان
مجموعة "دهاليز عالم ثالث"
13 فبراير 2013



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاصا .. آخرُ بوحِ المصاطب
- كُتَّاب الشيخ عبد الواحد
- المتلصص 4
- رجلٌ بألف ...
- أوبرا المصاطب
- المُتَلصَّص-3
- -أُسُودَه... أُسُودَه-
- لوحاتٌ ورجلٌ من زمن المصاطب
- صد رد 2- (دهاليز عالم ثالث)
- المتلصص-2 (دهاليز عالم ثالث)
- المُتَلَصَّص: -دهاليز عالم ثالث-
- صدّ ردّ (دهاليز عالم ثالث)
- غيبوبة صراحة
- جوابات الشيخ -برهيم-
- زمنُ المصاطب
- صداقة بالتبغ!
- سلة مهملات
- -أبو فرحان-
- -تَوبة-
- حقيبة أمي


المزيد.....




- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - تلصص ٌخاص...