أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - النبي المسافر














المزيد.....

النبي المسافر


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:41
المحور: الادب والفن
    


سوف يقود سيارة حمراء. تغني سميرة توفيق: بين الرقة ودير الزور مرت سيارة حمرا. كانت تمشي مستعجلة. تحث الخطى. تلبس بمعصمها ساعة. وترفع صوتها: وأنا عرفتها من النمرة. هل هي السيارة التي مرت قبل قليل وسمعت صوتها من النافذة؟
وهناك مطر. على مهل. يطرق مسامعي. مع أن تشويش الزمان قائم. لكنني سمعت صوت المطر.
صوت المطر الكتوم. لأنه راح تقنيا ينزل في الخارج ونراه من خلال النوافذ لأبنية ضاجة ماجة كأنها على حافة جرف آخذ في الانهيار. انهيار ماذا؟ قل الانهيار هو انهيار الزمان وليس جرفا عاديا يطل على نهر مثلا. حين ينهار الزمان وتنكسر صلابته ويحدث فيه زلزال غير أرضي. قلوبنا تفطرت وراحت تبدل نظرتها عن العالم. سوف ننظر بأسناننا نحو العالم. نركب طقم حديد وننظر من خلاله الى أنموذج العالم الراحل المتصدع.
لهذا. النبي. الراكب. سيارة حمراء!
يمر بنا وقد انقضى العمر وكنا نحسب ببلاهة مكشوفة اننا في زمان محسوب من زمانات العالم الكوني.
لكن السيارة الحمرا كانت تمحو في طريقها الأرض. من الرقة إلى دير الزور.
سوف نقوم بتبديل النموذج.
نحن الذين نعمل على سوف نقوم!
من نحن؟
أنفخ أوداجي في الأنا (إيغو ) التي تكبر وتصبح كرة أرضية.
امام الرقة- للراكبين سفرا من حلب الى دير الزور ويمرون بالرقة فأنهم يمرون بجرف العكيرشي الذي عن يمينه جبل مقلقل مزلزل حجارته جاءت من أرض العماليق وعن يساره بحر لا قرار له. تسقط على الطريق صخرة آدمية وخلفها حواء تريد أن تلقطها وتمنعها من السقوط لكن حكم الجاذبية= لولا نيوتن الذي ألصقنا بألارض! لعنة على علم الفيزياء لكنا صعدنا!
تقع صخرة جبارة أمام السيارة الحمرا – إما أن تهشمها وإما أن تغير السيارة طريقها نحو البحر الذي لا قرار له.
يأتي الآن نوح!
يفكر. يضع إصبعه ويجره في مياه البحر الهادئ.
مازالت اليابسة بعيدة.
الذي جعل الأرض- فكرة الأرض معقدة هو البحر وإلى جانبه يابسة!
لو أن المكان كان يابسة فقط او بحرا فقط او هواء فقط. لكن لا!
الأمر هو مجموع حاصل.
يعني متناقضات ارتمت مع الصخرة أمام السيارة الحمرا. إما أن تصدمها وإما أن تذهب السيارة نحو البحر.
لو أنها صدمت الصخرة لكان طلع دم احمر قان. أول دم في التاريخ البشري. لكن حسب بافلوف وكلابه ونظريات رد الفعل الانعكاسي فأن السيارة تعكس اتجاهها نحو البحر نحو نوح المنتظر عند قارعة البحر وهو يجر إصبعه كي يتأكد من خلق اليابسة.
كل المادة كانت مع السيارة. والشيء المفرح الذي كان هو "الجنون". جنون الأغنية. لقد تسربت الأغنية مع سيارتها الحمرا بين الرقة ودير الزور وهي ترفع يدها البضة السمراوية- اسمعوا: مرة رأيناها في سوق الحميدية العام 1960 وراح الشوام يلوحون لها "بس أرفع إيدك" وهي كانت طويلة ترفع برأسها قبة السوق التركي- ونزلت مع المادة المخلوقة إلى نوح الذي فجأة يستقبل السيارة ويستقبل معها الأغنية. فتتهلل السماء. يخرج لهذا الأمر العظيم قوس بألف لون يغطي قبة السماء.
تحليل الشمس هارمونيا إلى موسيقى منظورة... ليس فقط السمع إنما أيضا النظر والسمع والشم هي مواد الغناء.
فن البصرة.
لأن النهر الذي يمر بالرقة نهايته عند البصرة.
يتجمع العالم هناك.
هناك بعض الأغاني أيضا....مثل
مرينا بيكم حمد واحنا بقطار الليل.....
يصفر القطار
لقد مضى العمر. فتخرج علينا أغنية:
عمر وتعدا الثلاثين لا يافلان.
فيغير نوح نظرية الإبحار والبحث عن يابسة. لماذا؟
لأن العمر كله إبحار
وهجرة
فلماذا يطوّل علينا الطريق
خلنا يا نوح في البحر عند حد العكيرشي ننتظر السيارة التي اسمعها بأذني هاتين تصوت تصويتا يصل إلى عمق ذكريات كانت قد خلقت منذ زمان. هذه السيارة التي تمر الآن هي قريبة نوح. قريبة القصص. هناك قرابة بين سيارة تيوتا حمراء يابانية بيكاب احمر يحبه شوايا الرقة والدير والقرويون... القرويات حين يقطفن القطن يا الله... يستقمن بقاماتهن يحيين المرور المسافر في سيارات السفر التي عمرها....من عمر الهجرة.
لن يبحث عن يابسة. يغير طريقة التفكير.
حين تهبط السيارة عنده. يفتح الباب ويسأل الشفير عن أغنية: هل عندك الأغنية التي تعوض عن الأرض- اليابسة. عن جبل الجودي مثلا. فأنا قد ضجرت من البحث عن المكان الضائع- لن ابحث عنه ولن أرسو، سأظل في حركة بين البين واجعل الطواف يغني أغنيتي.



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدباء العرب هم اخر المدافعين
- عودة متعب الهذال
- صوت الأبجدية - قراءة في تقويم للفلك لأدونيس
- النيل الذي لا يكف، إلا أن يجري ولو متأخرا - قراءة في قصيدة ك ...
- ليليت لن تعود- قراءة في الثقافة العربية
- كوة الحائط العالي حد الدنيا
- رسالة إيميل- بعدما انتهى عيد الحب
- اجنحة ماركيز المقلوبة
- عن الحب فقط- مدن الحب
- الأم في العام 1905
- المرأة ذات الوجه الأبيض- 2
- المرأة ذات الوجه الأبيض
- حب إيــه بعـــد ثلاثــين عـامـا
- الجنِِــة جيدة- قصة مكتوبة على حائط مهمل
- طالعة من بيت -أبوها-
- حبي لها كان كاذبا
- ما حال القصيدة إن انقطعت الكهرباء
- تترك قلبها على ظهر حصان يركض
- لعبة ورق
- تعبر من أمامه راكضة وهـي تخفق كطير( تمهــيد للقصــة – حرف ال ...


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - النبي المسافر