أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - لعبة ورق














المزيد.....

لعبة ورق


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


تقليب الأوراق للحصول على الملك. حول طاولة مستديرة. والمرأة في الجانب المقابل تقلب أصابعها للغواية. تريد الصورة كي تربح. فهي قد تعبت فراحت تفتح أزرار اللعب. وعيناها مثل الضوء تشعان قصيدة فقد رمت عليهما الكحل قبل الجلوس. ترفع الستر قليلا وتفسح للضوء مكانا. عند ساقيها. يا رب تربح!
ُتجلس الملك في الورق الى جانبها وأخيرا فهي اللعبة يا حبيبي.
دخان سكائر وهموم حول الطاولة. وطرق. الضوء يسقط فوق اللعب. ضوء غلوب. حزمة دخان تخرج منه. ماذا يدفع اللاعبون من أيديهم؟ أسمع صوت المنضدة. لكن المرأة الحالمة تريد الربح. تغمز بعينها للذي يقابلها. فيحك رقبته علامة قبول. سوف يريها أوراقه. فهي لها. يحك رقبته ثم يمد ساقه تحت الطاولة كي تمس. تتوسع مقلتاها. الصمت نفخ السكائر ضرب الأيدي على الطاولة ثم حرقة الأنفاس لأنها تريد الربح.
سوف نسمع الآن نشرة الأخبار! انقلاب.
لكن الضوء. إطفاء. وراح اللاعبون. بدا عليهم التعب. يتثاءبون. ثم النزول من الدرج وتوديع صاحب الدار.
يصفر قبل أن... نمضي. يصيح: هيه، يمكنكم. ثم نعود لأننا فهمنا مقصده. نصعد.
يمد الطاولة من جديد. كأنه يوم آخر. الحياة هي يوم واحد. ثم نضع في المطبعة أوراق اللعب كي نطبع 52 ورقة. ثم بعد ذلك قد نصاب بالجلطة في هذا العمر يا اختي. نكتب قصائد شعر ونؤلف دواوين قبل الجلطة. ثم على سرير المشفى يأتي الزائرون. المرأة التي كانت تمد ساقها تحت الطاولة أمست شاعرة. تمسح عينيها أنها تحبنا لأننا مصابين بالجلطة. بعد كل ديوان شعر نكتبه تحبنا أكثر.
الحياة كما تعلمين يا حبيبة العمر هي مركب. 52 نسخة مكررة. وكيمياء وخلطة بصل وبندورة شامية لأنك تحبين الحكي الشامي وتحبين الرقص على طريقة ستي. رقصة ستي في ستينيات القرن الماضي ونسمع العود تيار من الشوارع الضيقة شوارع الشام والعود والدنبك وهز بنات الصالحية وعالصالحية الصالحية وجبلي وجبلي. هي أغنية يفتح شريطها صاحب الدار. وهناك بالتأكيد قصيدة شعر معها. لقد تعبت. فالنهر لا مياه فيه. ثم يطفئ الدار. الضوء. مثل نزول ليلة المطر علينا. والقمر يعدو فوق الغيوم بسرعة وأنا أرفع رأسي نحوه فأراه مسرعا في مشيه لكنه لا يتحرك من مكانه يرقص القمر إذن رقصة مايكل جاكسون. مشي القمر.
أنا أحب هذا الشاعر كثيرا. أو بالأحرى أحسده لأنه أحسن مني. نصوصه سهلة مريحة ليس فيها تعب كما نصوصي نصفها قدرة مضاف إليها قانون تحول المادة إلى طاقة. لا أحد يقرأها. بعد أن ينهون سطرها الأول يلفونها كما يلفون قطعة خبز ويضعونها تحت حد الرصيف. يا ربي لا أحد يشوفنا!
كنت أظن بأنني الوحيد على ظهر هذا الكوكب! لا أحد معي سوى ظلي. والشمس عند الظهيرة. أمشي على راحتي. كل الأرض طبعا لي.
لقد مست ساقها بساقي. علمها ذلك أول رجل لعب لعبة ورق معها. فشعرتُ بسريان مياه تنزل من فتحة سروالي. يا ربي. لقد جاءني المخاض! هذا أنا قد صرت في لمحة بصر امرأة. واعتذرت منهم. قلت لهم شوفوا من فتحة السروال تنسرب مياهي. فعذرا كي أذهب وأنظف قليلا المرأة التي في جسدي.
ثم ننزل الدرج بعد أن يطفئ الضوء. يصيح صاحب اللعب. الملك. تعالي أطلعي. يا طالعة علينا من الدرج. التحت. أطق بحذاء نسائي. على مهل. أريد أن أفتح رغوة في خياله. فيتلمظ لمظة شرقية.
المسألة هي إذن بين أن أكون امرأة أو أن أكون رجلا. هذه هي ببساطة. الحياة إلى لعبة ورق. فوق طاولة ودخان سكائر. وساق واحدة تمتد كي تلمس. لا تلمس شيئا. أدعها تمتد حتى تستطيل وتصبح مثل دودة شريطية تدخل في بطني كيف أخرجك يا ساق الأنثى مني؟
يلزم ماء دافئ وملح إنكليزي ولقن عربي وحمام.
لقد تذكرت الآن قصة لا علاقة لها هنا. قصة معلقة مثل جسر الدير الذي سيقع يوما. قصة شلشة العبادي. لا أحد يعرفها. الذي يعرفها سيقول والله تاريخ أهلنا. الشلشة هي بعير. ذبح الرجل البعير وباع لحمه لأهلنا. يقولون كان البعير أنثى جرباء. البعيرة . الجمل . الجملة. لا أعرف. لقد نسيت كيف نسمي الأنثى. أكلنا لحم الأنثى فصارت بطوننا- بطون أهل... تعرفون أنهم يستهلكون في مدينتي 100 طن كباب كل يوم. منفوخة. من دون ملح انكليزي. وراح الناس. رحت معهم. أرفع السروال في وسط الطريق. لم تكن بوادر كوليرا. المسالة كانت فقط مرض إنكليزي. مرض الشعراء. الحب. ودجلة النهر يغسل الفرات. أين المياذين من مدينتي الدير والبوكمال. فيها البترول. وحقل عمر يا عمي يلعلع في السماء حين الكهرباء تنوس وتصبح فولط ماء واحد. أقل من قنينة مياه بقين.
في رأسي عن اللعب. لعب. لأن شوارعنا أصبحت ممسوسة.
لقد تعلمت الآن كيف العب. ادخل الى الحمام وأصلي صلاة حواء كي ادفع ساقي تحت الطاولة فألمس هدب اللعب. لقد تعلمت من الرجل هذه الخدعة السينمائية. سينما الحياة العرض بربع ليرة سورية. كيف نمسي خليلات لصاحب الدار بربع ليرة سورية. ودق الدنبك والمهباش كي تنزل جدتي من سريرها فتذكرنا بأيام زمان: جاب لي وجاب لي حكيتو شي لا والله كلمتو شي لا والله. عالصالحية.
لاأحد يعرف ما الذي يدور في رأسي الآن. لأنني وحيد فوق أرض المعمورة من دون شمس. جاء طوفان مثلا. طوفان اللعب. فرحت أبحث عن حواء فوق جبل الثنايا. نزلة شامية في باص السكانيا فابيس ويكر الباص نحو صحن الشام يركب فيه راكب واحد عالشام يابي. أدم. وحواء تحت الشجرة مقرفصة، ترقبه وتلملم ساقها كي تلمس اول الدنيا. أول صرخة.
إطفاء. لكن أدم لا يطفئ. يذهب المجنون كي يشعل.



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعبر من أمامه راكضة وهـي تخفق كطير( تمهــيد للقصــة – حرف ال ...
- يصل صوتها عبر المحمول... من القاهرة
- صحراء مثل الجنة
- مقالة في الشعر العربي المعاصر- منذر المصري


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - لعبة ورق