أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - تترك قلبها على ظهر حصان يركض














المزيد.....

تترك قلبها على ظهر حصان يركض


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1085 - 2005 / 1 / 21 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


فتلمس بأصابعها الشفيفة ظهر الفرس. وهي إما أن تقرفص كفارسة فوقه وإما تفرج ساقيها على بطنه تخب خببا ينبض بتيار البحر- هناك ماء يبل الساحة ويكشف ثوبها الحافي لا لباس عليها لأنها تخرج من أوراق الشجر. سنابك الخيل عند الماء فيميل سرج الحصان وتخرج آهة من صدرها كي تقع عند أقدام رعاة ينتشلونها وكانوا يحضرون وليمة عشاء. سيوقدون النار ويدورون حولها تعزيمة شفاء والمرأة ليست امرأة بل هي سمكة خرجت من بطن فرس يقوس ظهره ويقرفص في الزاوية عليه بردة خفيفة-بردة نبي- فالليل قشر جسده قليلا- فما لك يا حبيبي! لا تلمسني في هذا المكان والله- فالنمل راح يسري فيّ سريان معراج. لقد قلبتُ عيني وانكشف بياضهما ثم ارتميت عند اول مصطبة. عارية تقريبا. مثل لندن. فيّ رطوبة وقلق الضباب. كنا نمشي في شوارع المدينة، شوارع لها أسماء لا تحضرني وهناك زيارات من بلاد الكومون وولث لا حاجة لهم للفيزا فهم يمرون في غاباتهم وأنا ماذا أنا؟ أسمع صوت السيدة الفرنسية في مكبرات المطار تسألني أن أعود لسبب ما. فأعود كي تتفرج علي وتبتسم ثم تهز رأسها- ماذا تعني هزة رأسك يا أختي؟ لكن أختي لا تفهم ملامحي التي هي تقريبا من أسوان استوردتها من هناك وليست من باريس! وهي ليست كما يقول الفرس شامية وجهي الشامي عند الجامع الأموي قبل أن ادخل سوق الحميدية. وأمرّ بمرطبات ابو كمال الذي علق صورة الملك في إحدى الغرف- وعلى دق الدوندرمة التركية صاحبة عبد الحميد- من هو عبد الحميد؟ تمر سيدة الدوندرمة أمام عبد الحميد فتركع له وهو يكشف لها المخبوء لا شيء يا برودتي يعوض عنك انت جبل الشيخ مثلا عليه ثلج تتزلج عليه أغاني فيروز أيام الحرب وخبطة قدمكم الهدارة يا فيروز راحت ببلاش. متى يأتي الزمان الذي يعود في دائرته كي نمر على فدوى طوقان كي نمر على منى زيادة آه يا منى زيادة- هل كان اسمك منى زيادة ام أنني أغيب عن الاسم بقصد- أنت انت مجنونة مثل حفيداتك المجنونات في جبران الذي يضع رجل على رجل ويضحك ضحكة لبنانية في عبه عند طاولة الكتابة وعلى شعر وغرام وتصوف حبيبتي الحلوة الدلوعة منى انا أحبك كثيرا وأطبع قبلة غرام في شفة فمك الكبير الذي يقطر شعرا مصريا. لكن منى تموت قبل موت جبران فيحزن عليها الناس. لأ! يموت جبران أولا ثم تحزن عليه ماري هاسكل التي تأتي عند الحشرجة تجلس على سريره يا حبيبي يا جبران تبكي عليك لبنان ..جبل الشيخ.. تبكي فيروز وكل العرب. يسوق سيارته الدووج- جبران- البيضاء في طريقه الى العمل في سرعة 150 كلم مصري كي يصطدم بسيارة هوائية فعليه أن يسرع كي يلحق قبل أن ينغلق باب الدنيا. الساعة الآن السابعة والنصف سيدق جرس المدرسة وينغلق الباب إلى الأبد. لكنني أتمهل. ادعس على الفريم. الفريم ببلاش أيضا فتزحط سيارتي زحطة شامية ومن ورائي أسمع: سوء يا شفير سوء يا شفير كما كنا نغني أيام الأعياد. تحضر الشوارع والمدن. يحضر نمل الناس العرب الذين شوارعهم ضيقة ومنازلهم ضيقة وحياتهم ضيقة. الضيق الإلهي الذي لا وسعة فيه! علي أن ادعس بنزين الفرس فعلى بطني محبوبتي تهز بساقها كي امشي وأعبر- أشم رائحتها رائحة الفرس وعرفه وفورة الزبد في فمه يريد قبلة منك يا عروستي الباردة!
والقبلة الحميدية تركع أمامه مثل الآيس الكريم الأمريكي ... تسيل في حضنه ... تبقى نقاط دبق على لحيته وحول فمه. يدخل الجامع كي يمسح ثوبه وفمه ولحيته. ويتوضأ وضوءا إفرنجيا. يا عبد الحميد. سقفنا السوق من أجل الآيس الكريم كي لا يذوب ويسيل على ثوبك. ذوبان المرأة الراقصة في الصحن. جسدها الأحمر يدور كما يدور الشاي مع ملعقته في كاسة عراقية فيها سكر وحرب وصورة لصدام حسين. نشرب الشاي إذن. ليس على طريقة منذر. نحن عندنا وقت. وقت الستينيات. وقت الحب. وقت البيتلز. وقت الشجر. والثلج والزرازير. يومها غمر ثلج الله القامشلي ورحنا نصطاد الزرازير التي كانت تنحدر من هضبة الهلالية انحدار كردي فيه لبن وبقر حلوب يغني كما كانت تغني لي ابنةالأغا: لاي كرد خش بي أقوم كر زمن. هل هذه صحيحة؟ هكذا فهمتها. لا اعرف ماكانت تقول لي. أين أنت يا أغا حسن؟ في زمان القامشلي والساحات والعرصات المترامية حتى حدود قدور بيك تقريبا واسمع من بعيد صوت قطار الشرق السريع يتوارى خلف حدود تركيا. لماذا قال الله للمكان : كن! ولماذا سمع الكلام وصار يكون. كانت البلاد وكان الحزن العربي يترامى في القرن العشرين والمابعد القرن العشرين. حزن لا يعرفه سوى الغجر. تضرب بعقب ساقها بطني. أن ازحط قليلا في الكلام أشم رائحة ساقها... هناك عظام في جمجمتي. سينقبون عنها كي يضعوها في حاوية. الرأس الذي يقرأ الآن ويحب الآن. سيكون حبا في حاوية. الحاوية المرأة. فأرقصي فوق ظهري. رقصة الغجر يصعدون الى السماء. خيمة كبيرة ومطر وحريق. حريق الأرض. إن الله لم يحسن الصنع. كذب. لم يحسن. لقد قلبت قلبي على ظهر فرس يركض.
1- 19 -05



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة ورق
- تعبر من أمامه راكضة وهـي تخفق كطير( تمهــيد للقصــة – حرف ال ...
- يصل صوتها عبر المحمول... من القاهرة
- صحراء مثل الجنة
- مقالة في الشعر العربي المعاصر- منذر المصري


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - تترك قلبها على ظهر حصان يركض