أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - حب إيــه بعـــد ثلاثــين عـامـا















المزيد.....

حب إيــه بعـــد ثلاثــين عـامـا


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


ثلاثون عاما هل هي مسافة عمق أم فضاء مرتفع تسبح فيه نجوم؟ ضباب تقريبا. يشبه ضباب لندن. حيث البحث فيه عن حبيبة ... عبث. والسير فيه يحتاج إلى بوصلة العم يونس. لأن خطواتنا... صحيح تنتقل فوق الأرض نحو الأمام إلا أننا لا نبرح الماضي. الزمان. نمشي نحو الخلف..في الماضي. المستقبل الذي ننشده هو وهم يا نور لا وجود له أبدا. يتكون في اللحظة التي تفتحين فيها الباب كي نعيد النظر، انه وجه آخر للماضي. للحب. ... هناك طنين في رأسي لا ينقطع يقال بأنه من الهرم الزائد- لقد ازداد هرم الحب عن حدوده وبلغ أوجه في طنين دائم. علي إذن أن أخفف وشيش الأغنية وأسمع إليها على نحو ضئيل الوزن ذلك كي يسعني حملها. في هذا الوقت تماما. الليل. أحمل الأغنية التي حملتها منذ زمان. اليوم تعود خطواتي كي تطبع أثرها القديم. أضع خطوتي فوق قدمي واطبع الزمان في العام 1975. أسمع. لا أسمع كما أسمع الآن. لقد دخلتُ الدنيا من زاويتها. فعملت السيارة البيضاء دووج فيها تشغيل حب إيه انت جاي تقول عليه وأعيد النقر على طبلة أذني. وضعت الكرسي فوق رأسي ورحت أدور في شوارع Sugar Land تكساس، لقد كنت ابحث عن الفراغ الذي لا مكان له في الشوارع والأغنية العربية عند الوقوف على شارات المرور الحمراء تعاكس أغاني ال Rap وتخلق بلبلة في أغاني إمنمئم شيطان الولايات تعاكس لحن الكونتري ميوزك ينظرون عند شارات المرور من النوافذ نحوي ماهذا الطبل الذي وضع الدنيا بالمقلوب – يجب تعديل الوضع ايها الشرقي. لكن الرجال، النسوة الحاملات بالخصوص في سياراتهن لا يفهمن الصيغة. فتنزل امرأة حامل من سيارتها بطنها تقريبا نحو الولادة تمشي مقتربة مني سوف اذهب الى المستشفى يا سيد فهو سينزل حالا ولا أريده أن يستقبل دنياه بسماع عربكم. منذ ثلاثين عاما امر بالشارع العام في المياذين عند مقهى شاطي الذي وضع مكبرات الصوت في الشارع يقف على الرصيف يرصد مع صوت القاهرة حالة ست الكل. يضع يده على رأسه ويقول بان هناك مشكلة في الدم –الكريات البيض. وكان المقهى منذ زمان يستقبل وجهاء المياذين في حوالي العام 1955 كل خميس من نهاية الشهر يلمعون الأحذية ويلبسون النطاق الفاخر ويضعون على جلابيبهم عطر لبناني يذهبون الى مقهى شاطي ويجلسون لتدخين الطرب الكلثومي يستمعون الى مذياع المقهى فهذا المساء سيذيع راديو القاهرة اغنية حب إيه لأم كلثوم. انا لا تهمني كثيرا ام كلثوم. لكنني اتجهز معهم. أضع عمامة كردية. لأن الحب الكردي. يدبك على حصان يسير نحو غابة. فاتبع خطاها. أقف أولا عند زاوية لا تراني فيها. هناك ظل يرتمي علي. فأراها كيف ترمي عباية الحبر على جسدها وتمشي في الدروب مشية عراقية. فاتبع ظلها مثل نمس قد قطع جسده الحب. تمزق بآلة نزلت علينا من السماء. لم يخلق الله الحب على الأرض بل لقد جلبه أدمنا معه حين نزل من فوق. تهريب. أخفاه في ضلعه يخفق. ما جعل المعمورة تحنق على سلوكي الطائش أركض خلف محبوبتي التي ركضت هي الأخرى فهي لا تريد تطعيم شجرها بتراب الجنة. لقد سئمتُ يا أبانا البطل وأنا أركض تقريبا قرنا كاملا خلف حبي وهي تتوارى في عبايتها الحبر في ذهنها مسألة واحدة ليست ابدا عن الحب. فتمر من شارع المقهى وكان صاحب المقهى الذي آلمته حالة الست قد أنعشته العبايا تمر من جانبه. فرفع يديه يقلد ام كلثوم يغني لقياس الحب الذي يمر في جسده.
هذه الصورة لم تفارقني الآن وامامي كانت شارات مرور كثيفة وتحويلة الشارع 59 السريع الذي يفضي إلى هيوستن. كنت قد خلطت الأغنية تدور في أذني مع دوران الطريق هناك تفرع واحد يذهب نحو طريق عام وآخر نحو ال 59 فتخربطت الأغنية في رأسي لعلني أضرب عرض الطريق بصفحة السيارة كي يتعدل نغم القرن الواحد والعشرين. لكن من دون فائدة. لا احس سوى بضربة صفيح وبيتون مثل قنبلة تنفجر بالقرب مني فأتوقف كي يأخذوني معهم في سيارة المرأة الحامل الى المشفى. والمرأة تتوجع في بطنها وأنا أتوجع في رأسي أغنية حب إيه لا تقطع حبالها فهي تلاحقني من مكان إلى آخر من دون هوادة: أنظري ايتها الأغنية: الدماء تنز من عيني ومن أذني فتكف الحامل عن وجعها وتبدأ بالاعتناء بي. فأنا Wow Wowانه ينزف سوف يفقد كل الأغنية إن مات. فركبنا سيارة الإسعاف وراح الطريق ينبض ويتردد مع الصوت واللمعان. لعلي على نحو ما ميت في الأغنية. فإن دمائي تحولت كي تسقي موسيقى عمرها زمان لسه فاكر أو انا بانتظارك وكانت الدنيا كلها شمس. لقد فقدت كل دمائي والمرأة الحامل تضع يدها على بطنها سوف يخرج ولدي على طبلكم. موسيقى الطبل الشرقي. فتصرخ وتصم أذنيها فهي لقد أخطأت كان يجب أن تذهب من الطريق الآخر ولا تمر بالقرب من حسين سليمان المجنون في أغاني النيل يعني، سوف نزف أم كلثوم قريبا و:
"جميلٌ أن يكونَ ثوبُ الزفافِ
بكرانيشَ واسعةٍ
يسنجُها الدمشقيون بخيوطِ من حلب"*

تحمل منديلها وترفعه عند خط المسرح كي تلفه حول عنقها كي تخرج منه خيوط حرير.
دجاجتنا البياضة تبيض نهر النيل كي يمر تحت القاهرة عند ضلوعها الماء يمس عنق أبي الهول ودعامات خوفو وخفرع- يقال لو كان أنف كليوباترة أطول أم أقصر؟ لتغير التاريخ. انفها المصري بينلوب حول مارك انطوني وقد أنهى أغنيته بسيفه في صدره فتخرج كليوباترة مجنونة النيل تركض حافية تلم جسدها فوق سريرها- تركز الكاميرا على أهدابها الطويلة وعينيها الكحيلتين في فيلمِAugustus - سواد الحب في قلبها. وتدع الخادمة المؤتمنة خط المياه الحية تسبح على بطنها وصدرها فهي قد ندت أخيرا بآهة قصيرة كي تفارق حياتها يدها بيد مارك انطوني. من قال رومان وألمان ومصريون ودمشقيون فالحب في الحاصل يخفق في ضلع أبينا لم يره الله تماما وخلاه يمر. لأنه أغنية.
أغنية حب إيـــه مازالت في رأسي وهاهي الدماء تسيح على الطريق وتتشبع صفحات البياض وتنغمس عجلات السيارة في حديد الأرض. كل الطرق من حديد. وينتهي الضوء. فاستلقت الحامل الى جانبي تدرايني وتداري بطنها. واستلقت السيارة معنا عند مصطبة الأغنية. كان النور يضرب أطنان اللحن النازل. نور في عبايتها وشاطي رأسه يدور وانا معه أمشي ولا أمشي.
----------------------
* مقطع من قصيدة كرسيماس آخر للشاعرة المصرية فاطمة ناعوت



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنِِــة جيدة- قصة مكتوبة على حائط مهمل
- طالعة من بيت -أبوها-
- حبي لها كان كاذبا
- ما حال القصيدة إن انقطعت الكهرباء
- تترك قلبها على ظهر حصان يركض
- لعبة ورق
- تعبر من أمامه راكضة وهـي تخفق كطير( تمهــيد للقصــة – حرف ال ...
- يصل صوتها عبر المحمول... من القاهرة
- صحراء مثل الجنة
- مقالة في الشعر العربي المعاصر- منذر المصري


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - حب إيــه بعـــد ثلاثــين عـامـا