أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - السلّة














المزيد.....

السلّة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


سلّة المهملات
إلى إسماعيل الحسين

لست سعيدا في حياتي
ولا أمتلك الجرأة لأنهيها ساعة أشاء
أصدقائي سفلة وغاضبون مثلي
سأعود دائما إلى مشروع شريتح
إلى شقة مؤجّرة لغريبين
فريدة السعيدة وحسين
سأعاود الذهاب والإياب بلا جدوى
كثعلب عجوز
تساقطت أسنانه في الطريق .

أسكن في اللاذقية منذ أكثر من عشرين سنة, فيها عرفت الأسوأ كما عرفت الأجمل, فيها عرفت قيمة وأهمية سلّة المهملات, بنفس الدرجة مع أهمية الأصدقاء.
في طريق العودة محوت اسمين لامرأة ورجل, وأرسلتهم إلى سلّة المهملات, هكذا برزت الكتابة على الموبايل: هل تريد إرسالها ثم إرساله إلى سلّة المهملات؟ فرحت وأرسلتهم إلى السلّة بمتعة, لم يحدث هذا منذ سنين.كم نحتاج إلى سلال المهملات!
تحدثت في الطريق مع محمد دريوس وأخبرني أنه سكران, صديقي القديم في هذه المدينة الكئيبة, لولا سكرته المفاجئة لما انتبهت إلى أهمية السلّة ومهملاتي فيها.
الغباء في هذه البلاد يتعذر وصفه وتحديده, حتى اليوم من يحملون صفة المثقف
أو المبدع أو الفنان أو....هم تحديدا من تقرّهم الحكومة وتمدّهم بالدعم الفعلي.
نادرا ما يخرج أحدهم من هذا الفخ, تحدث كل عدّة سنين, وهكذا بلا قانون. تحتاج جريدة أو دار نشر أو حدث لا علاقة لنا به, لنعرف بعدها نحن أهلهم وأصدقاؤهم , أن علي عبد الله سعيد روائي وسمر يزبك روائية وعماد جنيدي شاعر وكذلك محمد سيدة الذي سيقنع الموت منذر مصري بشاعريته فقط. خولة قاسم و محمد دريوس وهنادي زرقة وعماد محمد..سنعرف ونعترف و نتحسّر بعدها بزمان.
أليست سلّة المهملات أهم من كل النصب التذكارية والتأريخية وخلافها! أظن ذلك,
من فكر ثم جرب, حتى نجحت الفكرة, قدم لنا أحد الضروريات اليوم. لنتخيل بيتا بلا سلّة مهملات, لنتخيل أي مرفق آخر, بالنسبة لهذا المسكين الذي اسمه حسين عجيب كان ذلك هو الاختراع الأهم, في هذا اليوم وفي هذه اللحظة, ما ذا كان سيفعل لولا وجود سلّة المهملات, التي سيبقى سؤالا مفتوحا بصددها: هل السلة ما تخلق هذا الصنف من البشر أم العكس, ضرورة وجودها للتخلص من الروائح الكريهة والأمزجة الفاسدة, ويبقى هذا السؤال متروكا للصديقين اسماعيل الحسين ومحمد دريوس على الأقل.
أعيش في اللاذقية منذ عشرين سنة, أغادرها على خشبة, على سيارة أو طائرة, أغادرها بلا شروط, فقط أن أغادر بلاد العرب والمسلمين, واترك سلّة المهملات.


اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضر المراوغ
- رابطة الكتاب السوريين المستقلين
- الحاضر المفقود
- العطالة السورية
- المأزق والقرار,وإمكانية الحلول المناسبة-أزمة سوريا اليوم
- الهوية القاتلة
- تأنيث سوريا
- هباء
- بلادنا الرهينة
- حديث ذو شجون
- محنة التحقيق
- مشكلة الرأي والاعتقاد
- مشارق الأرض ومغاربها
- سوريا تلك البلاد التي أحبببناها2
- تلك البلاد التي
- رائحة الموت
- فصل الحكمة
- كأس بثيينة
- بضاعة الأمل
- كرامة الوطن وتحقير المواطن


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - السلّة