أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حماده زيدان - رسالة إلى -.....- ضابط الأمن المركزي..!!














المزيد.....

رسالة إلى -.....- ضابط الأمن المركزي..!!


حماده زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 01:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حضرة الضابط فلان بعد التحية..
أعرفك بنفسي أنا المواطن "فلان" واحد من هؤلاء الذين دائماً تتخذونهم دائماً أعداء..
حضرة الضابط الذي تضربني، وتسحلني، وتتهمني بأني مخرب وبلطجي وعدو لهذا الوطن، سأحكي لك حكاية، هي حكايتي معكم وبعدها نتحدث..
أنا واحد من هؤلاء، الذين دائماً لا يهون الصفوف الأولى، راضياً بذلك الدور، ولم تكن لي بالمناسبة أي مشاكل مع (جهاز الشرطة)، وكنت قبل الثورة بعدة سنوات قد اخترت "التدّوين" طريقاً للمعارضة، وحدث أن شاركت في عدة تظاهرات أمام نقابة الصحافيين، وبعضها الآخر في الشوارع التي أتذكر منها عام 2008 "مظاهرة الجوع" في السيدة زينب والتي انتهت قبل أن تبدأ، وذهبت أنا فوجدت كل شيء قد انتهى، دخلت الشرطة إلى المسجد، وقبضت على الحضور، وكان منهم "أحمد دومة" والمرحوم الأستاذ والمفكر الكبير "عبدالوهاب المسيري" وتم رمي المتظاهرين في الصحراء، ذهبت أنا يومها ومعي "أحمد الجيزاوي" لزيارة دومة في مقر النيابة وقابلت يومها المسيري وكانت المرة الأولى والأخيرة قبل أن يتوفاه الله..!!
علاقتي مع الشرطة استمرت تماماً كتلك القصة، دائماً أخرج من كل مسيرة أو وقفة كالشيخ "حسني" بلا إصابات أو حجز أو سحل، وخلال 25 يناير لا أتذكر إلا هذا الخرطوش الذي أصبت به يوم 25 وكانت هذه علاقتي الأولى بهذا به، ثم حفل قنابل الغاز التي أمطرتمونا به عند الثانية عشر منتصف الليل، ثم كان اعتقالنا أنا وصديقي "أحمد سعيد" بنقابة الصحافيين يوم 26 يناير، وخروجنا تماماً كالشيخ حسني عندما حن علينا أحد ضباط الشرطة، وسربنا من النقابة (اثنان.. اثنان) هكذا هي علاقتي بكم حتى 28 يناير، التي كانت "المعركة الكبرى" وكما قلت سابقاً أنا لا أهوى أبداً الصفوف المتقدمة، لذلك هويت كما هي عادتي الوقوف مع "المجاميع" ورغم ذلك نالني ما نال الجميع من غاز وخرطوش حتى أني في نهاية اليوم قد تحول "الجاكت" الذي كنت أللبسه إلى "مصفى" من كثرة الخروم التي أنارته، ولكن.. قبل أن أنهى حديثي عن ذلك اليوم، سأذكرك وأذكر نفسي بهذا المشهد..
(ميدان الجيزة.. المعركة الحاسمة.. كانت الحشود مجتمعة في هذا الميدان بعدما انتهينا من معركة أخرى كانت عند نفق شارع الهرم وعبرنا النفق بعد هزيمة منكرة للشرطة، المعركة كانت مشتعلة، والقنابل من جانبكم تقذف ومن جانبنا تطفئ بخراطيم المياه التي حصل عليها المتظاهرين من البنزينة التي في الميدان، لتنتهي المعركة أيضاً لصالحنا، وفجأة.. سكتت أصوات القنابل والرصاص، وفجأة.. انسحبت الشرطة، أو ضباط الشرطة وبشواتها من اللواءات والعمد، وبقي "العساكر" لن أنسى أبداً شكل هؤلاء العساكر الغلابة وهم يرتعشون أمامنا ويبكون، ولن أنسى أبداً تلك اللحظات "الرومانسية" التي مرت بنا بعد هذه الحرب، دموع من الجانبين، وأحضان وتقبيل من الجانبين، وكلمات عابرة مثل "متخافوش إحنا كلنا مصريين".. وعبرنا الميدان حتى وصلنا إلى كوبري "الجلاء" فـ "قصر النيل" ثم الميدان مروراً بمعارك رآها الجميع ولا داعي لذكرها الآن)
انتهت الـ 18 يوم، وانتهى معها احترام الشرطة لدى الشعب بعد أن اختفت الشرطة وأصبح دورها في الشارع يساوي "صفر" وسافرت أنا من العاصمة إلى الصعيد، الذي عرفت من أهل بلدتي أن القسم ظل شامخاً ولم يحرق، وبأن مأمور القسم نزل إلى الشارع هو وضباطه ليحموا الشارع، وبأن البلد رغم كونها تجارية لم يسرق فيها "محل" ولم يحدث مكروه لكنيسة، فرحت من تلك الحكايات وقررت الذهاب للقسم، وتقديم شكري للمأمور ومن معه.. وفعلت.
هكذا هي علاقتي بكم قبل تولي هذا "المرسي" وعشيرته، وجماعته، حكم البلاد، لم يكن بيني وبينكم شراً، ولا خيراً الصراحة، وكنت سعيداً بكم عندما رفضتم عدم الوقوف أمام جماهير الشعب المصري ضد هذا "الغزو الجديد" كنت سعيد لأنكم أدركتم أن "هوية مصر" ووحدتها أهم عندكم من سلطة زائفة، كنت سعيد لأنكم تعلمتم الدرس وأصبحتم مع "الشارع" لا مع "السلطة" كنت سعيد لأنكم تعلمون جيداً هذا الخطر الكبير الذي يمر بمصر الآن، وبأنكم تخافون مثلنا وربما أكثر من هذا الفكر المتطرف الذي عانيتم أنتم منه قبلنا، وأذكركم بحوادث الإرهاب في فترة التسعينات، وأذكركم بحادث الفنية العسكرية، وأذكركم بالرئيس الراحل "محمد أنور السادات" الذي وثق فيهم فقتلوه، أذكركم بفلسطين وما فعلوه فيها، أذكركم بالسودان والصومال وأفغانستان، أذكركم بمصر التي هي أكبر مني ومنكم ومن الجميع، كنت أتخيلكم ستصبحون سنداً لنا، كنت أتخيلكم أفضل من ذلك، كنت أقول دائماً "معركتنا ليست مع الشرطة" كنت أتخيل أن الشرطة لن تدخل في معركة "لا ناقة لها فيها ولا جمل" كنت أقول أثناء حكم مبارك أن "الداخلية تحمي وجودها قبل حماية وجود مبارك" لذلك كنت لا ألومكم كثيراً فمعركتكم واضحة مع نظام جعلكم "فوق الشعب" وكان لديكم الحق في حماية تلك السلطة، ولكن ومع نظام "مرسي" هل هي حربكم بالفعل..؟!
* هل تثق عزيزي "الضابط" أن هؤلاء سيبقون عليك بعد أن تتثبت أركانهم..؟!
* هل تثق عزيزي الشرطي في من قتلوا صديقك أمس دون أن يرمش له عين..؟!
* هل تثق عزيزي في من قتل القضية الفلسطينية وحولها إلى قطاع يحكمه الأهل والعشيرة..؟!
عزيزي الضابط سأنهي خطابي لك، بدعوتك أن تعود من جديد إلى حضن الأم "مصر"، وأن تعلم عزيزي أن الصراع الآن ليس صراعاً على سلطة، "ملعون أبوها سلطة"، ملعون أبو "حمدين على البرادعي" الصراع الآن أكبر منهما، الصراع الآن على "وطن" يسرق، الصراع الآن على وطن "يقسم"، الصراع الآن على وطن "يكّفر"..
عزيزي الضابط عليك الاختيار ما بين "مصريتك" أو خيانتك للوطن.



#حماده_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى تعلم لماذا لا يثور الصعايدة..؟! فلتسأل (الجبابرة وأبناء ...
- سقوط (الرئيس المنتخب) لا يعتبر خروجاً عن الديمقراطية..؟!
- لماذا أرفض الإعلان الدستوري للرئيس المنتحب..؟!
- الطبيعة تتحدث عن العلمانية.. (2 / 3) عن احترام العقيدة تتحدث ...
- سمعون (قصة)
- الطبيعة تتحدث عن العلمانية (1 / 3) عن التمييز تتحدث.
- أسفلت بلون الدم..!! (في ذكرى مجزرة ماسبيرو)
- اثنتا عشر عارية.. قصة.
- الفرح..!!
- دون حذاء أفضل
- الطائفية صنيعة إخوانية!!
- حفل تحرش.. (قصة)
- محمد وعيسى.. بالعكس.. قصة.
- (مينا دانيال) الذي لم أراه إلا مرة وحيدة!!
- ذيل حصان.. قصة.
- خشخاش السماء.. قصة.
- وحي من الشيطان.. قصة.
- أصنام يعبدونها وسموها (تابوهات) (3) عندما تحول (الدين) إلى ص ...
- فاي.. قصة
- صمت العرش. قصة


المزيد.....




- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حماده زيدان - رسالة إلى -.....- ضابط الأمن المركزي..!!