أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حماده زيدان - حفل تحرش.. (قصة)














المزيد.....

حفل تحرش.. (قصة)


حماده زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 12:39
المحور: الادب والفن
    



- رمضان خلص خلاص ... والعيد أهو جه ... مش عارف هعمل إيه بس ياللا بينا ننزل وخلاص.

قلت تلك الكلمات لأخي الذي كان يختم صلاته , فنظر إلي وقال:

- رب رمضان رب باقي الشهور.

قالها لي أخي , فنظرت إليه وقلت: (مستهزئاً)

- يا عم أنت لسه راكبك الإيمان رمضان خلص خلاص , فوق يا عم وتعالا ننط نطة في جامعة الدول.

قلتها له ومشيت من أمامه فسمعته يقول لي بصوتٍ عالي "ربنا يهديك"

لم أستمع إليه كثيراً , ونزلت للذهاب إلى أصدقائي , تجمعنا , لا ندري ماذا سنفعل , رمضان أنتهي , كنا نتجمع يومياً للذهاب للصلاة , كنت أذهب معهم , لا أعرف لماذا أذهب , هل هو خشوع , هل حباً في الصلاة , أم هي عادة تعودتها منذ الصغر , تجمعنا سوياً , سألت أحدهم،

- البانجو تمام ولا لسه مجبتوش عارفك خيبان ودايماً بتكسفنا.

أجاب صديقي قائلاً:

- يا عم البانجو فضاح وريحته ممكن تودينا في سبعين مصيبة , خليها حشيش العيد ده.

صدق على كلامه معظمهم فاستجبت لهم , ذهبنا إلى منزل أحدهم , أفرغنا ما في جيوبنا من حشيش , وجلسنا نضرب ما بحوزتنا من حشيش , زادت ضحكاتنا , وسخريتنا من كل شيء فهذا يقول:

- والله البلد خربت , والبنات بارت , والرجالة مش لاقيه جواز , هنعمل إيه نتجوز على نفسنا يعني؟!.

وهذا يقول:

- أنا مش ذنبي أنه الوحيدة اللي حبيتها أتجوزت , ومش ذنبي أني فقري مش لاقي شغل , ومش ذنبي أني عديت الأربعين من غير جواز , لكن كل ذنبي .... أني قعدت مع شوية عيال خنافس زيكم.

قالها وانفجر في الضحك , حتى أننا كنا نحسبه قد جن جنونه , وبعدها انتقلت هستريا الضحك منه إلينا , فضحكنا حتى أدمعت عيوننا من الضحك , ووجدت لساني ينفلت قائلاً:

- أنتوا عالم أوساخ , والبلد كلها بلد وسخة , الناس عاملين مشايخ وجواهم كلاب بتاكل في بعضها , وانا عايش وبردوا كمان باكل في اللي بلاقيه , يا عالم طظ فيكم كلكم , طظ في مصر واللي فيها.

الصمت , الصمت , الصمت , سكت الجميع , كانوا يسمعونني , لم يعقبون , لم يناقشون , سكتوا جميعاً ورأيت وانتظروني أتم , لم أجد ما أقول ووقفت , وصرخت بأعلى صوتي قائلاً:

- ياللا بينا ننط على جامعة الدول يا عالم مساطيل.

لملمنا ما تبقي منا , وقمنا تطوحنا رأسنا المثقلة بالحشيش , وصلنا إلى الشارع , الفتيات يملئن الشارع , ملابسهن الضيقة تظهر مفاتنهن وتجعلهن كالصواريخ الفتاكة , كانت خطواتنا تأخذنا إلى لا شيء , نشاهد الفتيات والشباب , يضحكون , يتمايلون , أشعر أني أكاد أنفجر , المشاهد فاقت الحد , الفتيات توحشن , والشباب تفعل كل ما تريد , نظرت إلى أصدقائي , سألتهم:

- هي البنات أحلوت ولا أنا اللي هايج؟!.

السخرية هي ما وجدتها من أصدقائي , فقالوا:

- تعالا نعمل حفلة.

- معاكم فلوس؟ , في مكان؟ , في حريم؟.

سكت الأربعة ولم يجبوني , وأكملنا طريقنا , الشارع مزدحم بشدة , والفتيات يملئن الشارع , كنت سرحت بفكري للحظات , فوجئت بعدها بأحد أصدقائي يصرخ:

- صيدة يا معلم ... شايفين العيال قافشين عالبنتين أزاي , ياللا نروح نرخم عليهم.

المشهد غريب حقاً , ثلاثة من الفتيات يجلسن على أفخاذ مجموعة من الشباب في مقهى صغير في الشارع , الحاجة إلى الجنس تكاد أن تدمرنا , ذهبنا إليهم , وقفنا بجوارهم , نظر إلينا الشباب وبسخرية قالوا:

- عاوز إيه يا روح أمك منك ليه ؟ اللي نفسكم فيه تعالوا ورونا رجولتكم.

أصدقائي خافوا , ورجعوا للخلف , أما أنا فلا أدري ما تلك الجرأة التي جعلت مني وحشاً ثائر , أمسكت بالفتاة وحاولت لمس عورتها بيدي , الدهشة , والخوف , والفزع ما رأيتهم في عين الفتاة , حاول الشباب ضربي , ولكنهم فوجئوا بالكثير والكثير من الشباب الذين هجموا على الكافية وعلى فتيات الكافية اللاتي ظللن يصرخن , كنت أحاول أن أقبل تلك , وأمسك بيدي عورة تلك , وأضرب تلك , كلها طاقات كنت أود أن أفجرها , السعادة جعلتني أتلذذ بما أفعل , كانت كلما صرخت فتاة شعرت بالسعادة الغامرة , كنا نجري في الشارع هنا وهناك , نحاول أن نمسك تلك , ونحاول أن نضرب تلك , حالة من الفوضى حدثت في الشارع فجعلت من الفتيات مجرد كائنات نصطاد منها ما نريد , الكثير والكثير من الفتيات تحرشت بهن, كنت لا أفرق بين محجبة وبغير, محترمة أو لا , كان ما يحركني ليست الشهوة بل أشياء أكثر منها كثيراً , أنه الكبت , نعم كنت أخرج كبتي في تلك الفتيات , حالة الفوضى جعلتني أجري بلا هوادة , أقطف من صدورهن وأفخاذهن ما أشاء , حتى وجدتها تحتهم , تحت مجموعة من الشباب , دخلت معهم لعلني أفوز بشيء , كانت تصرخ , صوتها ليس غريب علي , حاولت أن أزيحهم لأعرف من هي ولكنهم أكثر من أن أزيحهم وحدي , شعرت بضعفي بينهم , وصوت الفتاة أكاد أجزم أني أعرفه , كنت أضرب في كل من يقف أمامي , حتى وجدتها أمامي , جن جنوني , كنت أضرب كل ما أجده أمامي , كنت كمن مسه الشيطان , خلصت الفتاة من أيديهم , وأمسكت يدها وعدونا أنا وهي , كنت أجري والكثير يجري خلفي , كانت تصرخ وجسدها يرتعش , حاولت أن أجد تاكسي فلم أجد , الشارع مزدحم بالشباب , كانوا كالكلاب الشرسة , صرخت بأعلى صوتي :

- سامحيني , أنا السبب في اللي حصلك , سامحيني.

ظلت تبكي والشباب يحاول الإمساك بنا , حتى وقفت وصرخت في الجميع:

- اتركوهن , ليسامحوننا , وليسامحني الله , لقد كانت أختي.



#حماده_زيدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد وعيسى.. بالعكس.. قصة.
- (مينا دانيال) الذي لم أراه إلا مرة وحيدة!!
- ذيل حصان.. قصة.
- خشخاش السماء.. قصة.
- وحي من الشيطان.. قصة.
- أصنام يعبدونها وسموها (تابوهات) (3) عندما تحول (الدين) إلى ص ...
- فاي.. قصة
- صمت العرش. قصة
- (أصنام) يعبدونها وسموها (تابوهات) (2) في عبادة ال (sex) أكتب ...
- (أصنام) يعبدونها وسموها (تابوهات) (2) في عبادة ال (six) أكتب ...
- للحقيقة ظل.. قصة قصيرة.
- عروسة تحترق.. قصة قصيرة
- المرأة بين (العُهر) والسياسة
- اللعبة (مرسي) ما بين جماعته والعسكر!!
- مشاهد من جمهورية (مصربيا) المسيحية.
- (المعرص) مهمته فقط أن يمسك (الفوطة)!! تعقيباً على وصول (مرسي ...
- أصنام يعبدونها وسموها (تابوهات)!! (1) (الحاكم) ذلك الآله الأ ...
- ما وجدنا عليه آبائنا
- فرق في السرعات سيدي الرئيس
- هل تنسى مملكة الوهابية ثأرها من مصر الليبرالية ؟!


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حماده زيدان - حفل تحرش.. (قصة)