أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حماده زيدان - للحقيقة ظل.. قصة قصيرة.














المزيد.....

للحقيقة ظل.. قصة قصيرة.


حماده زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 22:17
المحور: الادب والفن
    


مسرحية من فصل واحد.
(1) آدم وحواء (وظلٍ) مبدع!!
* منذ سنين، سنين طوال، منذ بداية خلق هذا العالم، خلق الله آدم ومن ضلعه خلق حواء، ومن قبلهما "الظل" والذي له (حكاية) وحكايته بدأت منذ أن خلقه الله من نار، وكان من العباد الصالحين، ولكونه قد خُلق وبداخله الغرائز جميعها فق رفض وبكبرياء مجروح السجود لذلك الكائن الطيني الجديد، وأصبح لكبريائه هذا من المخلدين، وأصبح كذلك ملكاً للخطيئة، وأصبح بفعلته تلك (الشيطان) الذي بسببه بدأت الحياة الدنيا، وفي السطور التالية سيكون موعدنا مع ذلك المشهد من مسرحية (آدم وحواء وظلٍ مبدع)..
* الشخصيات.
(آدم).. (حواء).. (الظل).. (المخرج).. (المؤلف).. (الرجل الذي تظهر عليه الهيبة).. (شجرة الخُلد).
(مشهد عام من الجنة، أشجار كثيفة تملأ خشبة المسرح، الطيور تطير في كل مكان وتغرد، أصوات عذبه تسمع في أرجاء المسرح، وشجرة وحيدة تقع في الجانب الأيسر من المكان، شكلها مختلف عن باقي الشجر، تهاب الطيور الوقوف عليها أو أكل ثمارها، وأمامها يقف رجل وامرأة وخلفهما يقف ظل باهت)
آدم: يا لعظمة تلك الشجرة، أتعجب كلما مررت عليها، لماذا لم يتركنا الله لنأكل منها؟!
حواء: بالفعل إنها لأعظم شجرة، أنظر إلى طولها الفج، عيناي لا ترى مقدمتها، أنظر إلى الطيور التي تهابها، أنظر إلى الأصوات التي تخجل أن تمر أمامها.
(هنا يتحركان ناحية الشجرة، وهنا يبدأ الظل في الظهور تدريجياً خلفهما، يقترب الظل بخطى لا تُسمع، يقف أمام الشجرة الآن، وخلفه يقف (آدم وحواء) ينظران إليه نظرة مليئة بالتعجب، وهو ينظر إليهما نظرة مليئة بالمكر، بعد أن بدأ جسده في الظهور تدريجياً، تقف هنا أصوات الطيور والموسيقى المصاحبة للمشهد، فقط صوت الصمت هو الذي يدوي الآن)
حواء: أنظر يا آدم.. أنظر إلى هذا العالم الجميل، ألا ترى معي مستقبلنا الذي لا ينتهي، أنظر إلى ما خلقه (الظل) أمامنا.. لقد أصبحت أنا سيدة الكون وأنت سيده، تلك الشجرة ستعطيننا الخلود، وسنصبح بها السيدين لهذا الكون.
(الظل رسم لهما بقدرته العجيبة على (الإبداع) أجيالاً ،ثم أجيال ،ثم أجيال، رسم أطفال بشرتهم نضرة وجوههم رائعة الجمال، بقلمه رسم رتوشاً على تلك الوجوه فأصبحت شابه، ثم كبرت، ثم هرمت، ثم ماتت، انزعجت حواء كثيراً لذلك، رسم كذلك وجوه بنيه، وسوداء، وبيضاء، وصفراء، رسم جميع الوجوه، ثم رسم في النهاية وجهان جميلان لا يكبران ولا يصغران، الجميع يقدسون شخصان، رسم أكثر في تفاصيل الشخصان، فظهر وجهيهما، ورسم حولهما الكثير من البشر، من جميع الصنوف يسجدون للوجهين، لأنهما المخلدون، وهما السيدان والباقي سيصبحون عبيداً لهم، رسم كل هذا ونظر إليهما، فقط نظر)
آدم: يا لهذا الخيال.. إذا ما كان هذا الخيال (واقع) فنحن له من المؤمنون، هيا يا (حواء) دعينا نتذوق من تلك الشجرة لعلنا نصل إلى الخلد ونكون نحن السيدين.
(يقتربا آدم وزوجه حواء إلى الشجرة، ويتراقص الظل أمامهما في جنون، وتعزف الفرقة الموسيقية الأنغام الجنائزية، وارتعشت الشجرة لقدوهما، وتساقطت منها ثمارها،.. و.. يتوقف كل هذا، ويظلم المسرح من جديد، ويخرج المخرج من بين الجماهير ليصعد على خشبة المسرح، يعبر المخرج درجات السلم، يقف على خشبة المسرح، يعطي وجهه للجمهور، وتضاء الإضاءة على وجهه، ويبدأ في التحدث)
المخرج: أعزائي.. آدم وحواء، قبلوا من (الظل) لأنه كان مبدعاً، لقد رسم لهما حياتهما في الخلود، وجعل من "الطمع" و"حب الذات" مشاهدين لهذا العمل الأسطوري، أما لو كان (الظل) لا يقوى على التأثير، لكان المشهد الأخير كما سنرى الآن.
(المشهد يعود كما بدأ، آدم وزوجه يمشيان في الجنة، وأصوات الطيور تعود للتغريد، والشجرة هناك في الجانب الأيسر ظلت في مكانها ثابتة، تخافها الطيور كالعادة، والأصوات العذبة مازالت تسمع من كل مكان، الظل يحاول التقرب إلى الزوجان بخطى حثيثة، ولكن يبدو عدم الاهتمام من الزوجان، كلما اقترب الظل تضربه حواء كما لو كانت تهش ذبابة، وآدم كلما منه الظل ضربه في مؤخرته، فأصبح الظل كلما قام وقع، ويظهر من المشهد أن هناك حوار ما بين آدم وحواء)
آدم: ما هذا الظل السخيف، يتحدث عن شجرة، وعن خلود، وما هذا الخلود؟!، أأغضب أنا الله من أجل شيئاً لا أعلمه؟!.. أي سخف هذا!!.
حواء: هذا الظل "غبي" يقوم بالتنطيط أمامي كطفل، ولا أفهم منه شيء، أي خلود هذا بعيداً عن جنة "الله" غبي.. غبي نهايته ستكون الجنون لا محالة.
(يتحدثون، وكلما اقترب منهما ضربته حواء على وجهه، أو ضربه آدم على مؤخرته، والشجرة ظلت واقفة كما هي، تخشاها الطيور، ويخشاها آدم وزوجه، ويخشاها الجميع، وظلت الجنان عامرة، ووقف الظل يندب حاله، وأغلقت ستائر المسرح في تلك اللحظة)



#حماده_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروسة تحترق.. قصة قصيرة
- المرأة بين (العُهر) والسياسة
- اللعبة (مرسي) ما بين جماعته والعسكر!!
- مشاهد من جمهورية (مصربيا) المسيحية.
- (المعرص) مهمته فقط أن يمسك (الفوطة)!! تعقيباً على وصول (مرسي ...
- أصنام يعبدونها وسموها (تابوهات)!! (1) (الحاكم) ذلك الآله الأ ...
- ما وجدنا عليه آبائنا
- فرق في السرعات سيدي الرئيس
- هل تنسى مملكة الوهابية ثأرها من مصر الليبرالية ؟!
- وكفر الذي آمن.
- الإسلام لا يعرف الدولة الإسلامية!!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حماده زيدان - للحقيقة ظل.. قصة قصيرة.