أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حماده زيدان - هل تنسى مملكة الوهابية ثأرها من مصر الليبرالية ؟!















المزيد.....

هل تنسى مملكة الوهابية ثأرها من مصر الليبرالية ؟!


حماده زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأل سائل والسؤال أكيد مش حرام .. يا ترى .. يا هل ترى .. إيه حكاية الوهابية ؟! وإيه يا عم الثأر الوهابي .. هي مصر مالها بالمملكة الوهابية , ويا ترى كان إيه الثأر ؟! ,,,
لكي نجيب يجب أن نعود للوراء ، وننبش في التاريخ ، حتى نعلم الحكاية ، ونعرف هذا الثأر الذي لم ولن تنتهي مملكة الوهابية من أخذه وتحطيم أخر الآمال لعودة البلاد إلى سالف عصرها الذهبي ، بل وجعلها تابع من تبّاع ابن عبد الوهاب !! .

بداية الدعوة الوهابية

الحكاية بدأت منذ أكثر من ثلاثمائة عام وبالتحديد عام (1703) حينما ولد "محمد بن عبد الوهاب" في مدينة العينية لأب هو قاضي المدينة ، وقد نشأ بن عبد الوهاب على يد والده وحج بيت الله الحرام شابً ، ثم عاد ودرس الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وتقول الحكاية أن الرجل كان حاد الفهم شديد الذكاء ، ورغم قيامه بحج بيت الله ، ودراسته للفقه ، إلا أنه أعتبر أن هذا العصر قد رجع الإسلام فيه للجاهلية الأولى ، وعزم أمره على إصلاح ما أفسده الزمان متأثراً في ذلك بالإمام أبن تيمية .
وبدأ بن عبد الوهاب في دعوته ، وكان فكرته قائمة على التوحيد الإسلامي في نصاعته ، وصرامته الأولى فقولة "لا اله إلا الله" نفي وإثبات فلا إله تنفي جميع المعبودات , و إلا الله تثبت العبادة لله وحده ، وقد قام بتأليف كتاباً في التوحيد ، ورأى تخليص الدين مما شابه من البدع ، وطرح ما لم يرد في الكتاب والسنة من الأحكام والتعاليم ، وأصبح من أخص خصائص التعاليم الوهابية :
تحريم لبس الحرير وشرب الدخان والتنباك ، وتحريم إقامة المزارات والقباب فوق القبور واعتبروا ذلك كله من مظاهر الشرك ودعوا إلى هدم القبور . !!
"نلاحظ أن معظم تعاليمه في الشكل والخارج"
وقد آمن بالرجل وأيد دعوته أمين الدرعية "محمد بن سعود" تأييداً كبيراً ، وبدأت الغزوات الوهابية تجتاح القبائل المجاورة للدرعية ، وأصبح الخيار إما الحرب أو الدخول في المذهب الوهابي ، ومات الأمير محمد عام 1765 وخلفه في حربه وغزواته أبنه عبد العزيز بن سعود ، والذي كان أشد حماسه من والده فزادت غزواته وتخطت بلاد نجد إلى أطراف العراق وأنحاء الحجاز , وفي (1792) مات عبد الوهاب .
وتؤكد الحدوتة أن بن سعود استمر بعد موت في زحفه وحربه الوهابي ، ففي سنة 1801 استولى على مدينة كربلاء , وقتل ، وسلب ، ونهب المدينة ، كما هدم مسجد الحسين وأخذ جيشه ما فيه من النفائس والجواهر ، وقد أحدثت تلك الحروب البربرية الرعب في أوصال العالم الإسلامي ، بعد أن غزواتهم الوهابية إلى حدود مسقط وإلى شواطئ الخليج العربي ، وكانت الضربة القاسمة هي غزو الحجاز والوصول إلى مكة المكرمة ، ومن بعدها المدينة والتي قام فيها بأفعال شبيهة لما أحدثوه في كربلاء من سرقة ونهب لنفائس الحرم النبوي من الجواهر .
ولم يهدأ الوهابيين رغم مقتل عبد العزيز سعود ، بل امتدت غزواتهم إلى عسير واليمن وتم تعطيل وسرقة قبائل الحجيج ، وأصبحت هيبة الدولة العثمانية على المحك ، وكان لابد من قوة لكي تقف أمام هذه الغزوات الوهابية , ولم يجد سلطان تركيا أمامه إلا "محمد علي" والي مصر والذي كان يحاول أن يثبت أقدامه على حكم البلاد بعد أن اختاره الشعب المصري في ثورة عظيمة بقيادة عمر مكرم ، وحاول محمد علي أن يصم أذنيه عن نداءات وتهديدات السلطان التركي لكي يبدأ حملته لتطهير الحجاز ، ولكنه عاد وفتح أذنيه عندما لوح له السلطان التركي ببقاء الحكم بين أسرته ، وبدأ في تجهيز حملته الأولى لمواجهة الوهابية في بلاد الحجاز العربي .

مصر الأزهر في محاربة وهابية آل سعود

أبحرت الحملة المصرية لتحرير أرض الحجاز من الوهابية في سبتمبر 1811 ، وقد لحق بالحملة "طوسون" ابن محمد علي الصغير ، وظلت تلك الحرب ما بين المد والجذر حتى قام الجيش المصري بتحرير المدينة المنورة كأول خطوة من خطوات نجاح الجيش المصري الذي كان إلى وقت تلك المعركة ليس جيشاً نظامياً !! ، وبعد المدينة سقطت جدة واستقبله فيها الشريف غالب الذي عاونه لتطهير المدينة من الوهابيين وساعده أيضاً في تطهير مكة المكرمة ، ومن مكة سار طوسون الشاب إلى الطائف فحررها في 29 يناير من عام 1813 .
ولكن هل يستمر النصر إلى الأبد ؟!
هذا السؤال تجيبنا عنه السطور التالية ، فقد تطورت تطوراً سيئاً من جهة جيشنا المصري وخسر "طوسون" باشا في معركة "ترنة" ، وأخليت الحناكية وانتشرت الأمراض في الجيش ، فاتخذ طوسون موقف الدفاع ، وبعث لوالده أن يأتيه بالمدد فما كان من الوالد إلى أن لبى النداء وحضر بنفسه إلى أرض الحجاز ، وتحول الموقف لصالح الجيش المصري ، فقام محمد علي بالحج ، كما مات سعود الكبير قائد الوهابيين وخلفه ابنه عبد الله ، وقد احتاجت تلك الحرب إلى المزيد من المدد والتي أرسلها من القاهرة (لاظ أوغلي) نائب محمد علي بمصر .
ويذكر التاريخ أن انتصارات محمد علي في ذلك العام كانت حاسمة فقد قُتل من الوهابيين في موقعة بسل ستمائة وشتت الباقون ، ثم تابع الجيش المصري زحفه فقام بتحرير سرنة ومواقع أخرى ، ومن جهته تابع طوسون زحفه من شمال المدينة فاحتل كثيراً من المواقع إلى أن جاء الأمير عبد الله ابن سعود طالباً الصلح والطاعة والتي وافق عليها محمد علي وعاد للقاهرة التي كانت تدبر له فيها المؤامرات وعاد إلي مصر 23 يونيه 1815 .

أم الدنيا في مواجهة أخرى ضد مملكة الوهابية

لم يرضى العالم الإسلامي بوجود هذا الفكر في بلاد الحجاز ، فعاودت مصر حربها ضد الوهابيين ، وفي عام 1818 قام القائد العظيم "إبراهيم باشا" ابن محمد علي بحملة جديدة ضد وهابية آل سعود ، وكان لإبراهيم باشا قوة وعزيمة تفوق أخاه طوسون الذي توفى قبل هذا التاريخ بسنتين بمرض الطاعون ، استطاع إبراهيم باشا أن يصل إلى صميم نجد ، وحاصر الرس ، وعنيزة ، والخبراء واستولى عليها كلها ثم سقطت بلدة الشقراء ذات الموقع الهام ، بعدها فرض الحصار على مدينة الدرعية ، وهي عاصمة الوهابية ، وووصل الحصار إلى ستة أشهر اضطر عبد الله بن سعود إلى طلب الصلح والذي كان في سبتمبر ، وكان الاتفاق على أن يُسلم ابن سعود نفسه إلى إبراهيم باشا بعد أن يتسلم الثاني مدينة الدرعية دون أن ينال سكانها ضرر .
وفي هذا العام وبعد انتهاء الوهابية في أرض الحجاز ، كافأ السلطان محمود ، محمد علي ، علي تلك الحرب المظفرة فعينه والياً على مكة وعين إبراهيم باشا ابنه والياً على جدة .
وما كان من إبراهيم باشا إلا أن أطاح بالدرعية فدمرها شر تدميره خوفاً من عودة الوهابيين ، كما قام والده محمد علي بإحكام سيطرته على شبه جزيرة العرب فوصلت جيوشه إلى الخليج العربي .

ألا يستحق ما قرأنا التأمل ؟!
والآن وبعد أن علمنا ما هو الثأر الذي لم ينسى ، هل نستطيع التفكر في الأدوات التي يستخدمها النظام الوهابي للسيطرة على أم الدنيا ، قوة السلاح الآن أصبحت شيئاً من العبث ، فولاة الأمر في المملكة الوهابية يعرفون جيداً أن السلاح لن يفيد لأن تركيبة العالم لا تسمح الآن بحمل السيوف والرماح لنشر أفكارهم السوداء ، يعلمون جيداً أن العالم لن يسمح لهم بالطغيان حتى ولو كان تحت راية (لا إله إلا الله) ، ويعلمون جيداً أيضاً قوة المال الذي انفجر مع آبار البترول التي خرجت من قلب الرمال ، ويعلمون أيضاً قوة الفقر المحيطة بالمصريين من كل جوانب حياتهم ، يصادقون الديكتاتور المصري ويعتبرون خروج المصريين عليه "حرام شرعاً" ليس لشيء إلا لخوفهم من هذا الشعب ، يخافون من تقدمنا لأنه يظهر تأخرهم ، يخافون من عودة مصر إلى مكانتها الطبيعية لأن عودتها تعني عودتهم إلى أخر الصف ، وعودة فكرتهم الوهابية إلى الجحيم ، لذلك هم يسنون سلاحهم المدججين به ، والذي عبارة عن ( فلوس + دين ) والفلوس وقد وجدت ، أما الدين فهو صنيعتهم فقد قام محمد بن عبد الوهاب في بداية رسالته باستباحة دماء المسلمين باسمه ، فلماذا الآن أتباعه لا يكفرون ، ولا يقتلون أيضاً باسم الدين ؟! .
انظروا يا سادة لغناء دعاة هذه الأيام واسألوهم : من أين لكم يا مشايخ بتلك الأموال ؟! .
أنظروا يا سادة لسرادقات السلفيين في كل محافظات مصر والتي تصبح من ضخامتها ، وفخامتها ، كما لو كانت قصوراً متحركة ، اسألوهم من أين لكم بكل هذا ؟!
أنظروا يا سادة لكل هذه القنوات السلفية التي ظهرت ، وانتشرت كما تنتشر النار في الهشيم ، واسألوا هؤلاء من يمول كل هذا؟!
أنظروا إلى هذا الكم من الأحزاب السلفية والتي تحاول شراء المقرات والأصوات في كل مكان في الجمهورية ، اسألوهم من أين هذا ؟!
يا سادة آل سعود لن يرضوا أبداً بتقدم لهذا البلد ، وحربهم الخفية لم تنتهي ، فإذا انتهى عصر السلاح ، ظهر عصر الفلوس ، وهذا العصر الخطر فيه أكبر لأنه يدخل كل البيوت دون استئذان ، يضغط على مشاعر الناس وتدينهم الطبيعي ، يكفر الحضارة المصرية ، ويقولون مصر صاحبة حضارة إسلامية متناسين أن الحضارة المصرية أم الحضارات ، يريدون أن يسرقون حضارتنا باسم الدين ، يريدون أن يجعلونا تبّاعين لفكر كبيرهم متناسيين أن لدينا الأزهر وهو الجامعة الأم لكل العالم الإسلامي ، يا سادة الوهابيين يريدون أن يأخذوا بالثأر وللأسف ليس بأيديهم ولكن بأيادي مصرية ، إذا لم نفق فنحن في القريب العاجل سنصبح ولاية من ولايات آل سعود .



#حماده_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكفر الذي آمن.
- الإسلام لا يعرف الدولة الإسلامية!!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حماده زيدان - هل تنسى مملكة الوهابية ثأرها من مصر الليبرالية ؟!