أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - انقلاب 8 شباط جريمة لا تغتفر














المزيد.....

انقلاب 8 شباط جريمة لا تغتفر


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الثامن من شباط عام 1963 اقترفت مجموعة متآمرة جريمة كبرى بحق الوطن والشعب ، تآمرت على حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم فهاجمت صباح الجمعة يوم 8 شباط مؤسسات الدولة وتمكنت بعد اغتيال قائد القوة الجوية من الاستيلاء على طائرات مقاتلة شاركت في الهجوم فاستطاعت السيطرة على بغداد وتطويق وزارة الدفاع ، وهناك من اعترف مؤخرا بمشاركة طائرات من خارج العراق في تلك المؤامرة القذرة ، ما ادى الى محاولة الزعيم عبد الكريم قاسم حقن الدماء فاتفق مع المهاجمين على تسليم نفسه آملا انهاء التمرد وحقن دماء العراقيين ، ولكن الذي كان في جعبة المجرمين اكبر من استسلام الزعيم عبد الكريم قاسم واغتياله .
كان المطلوب القضاء على تطلعات الشعب العراقي في السير على طريق التقدم والرخاء .
وفعلا ما ان تمكنوا من السيطرة على المؤسسات الامنية حتى هاجموا المواطنين وشنوا حملات الاعتقال والاغتيالات فامتلأت السجون وقامت قوات الحرس القومي وهي ميليشيات شكلها الانقلابيون لملاحقة المواطنين المخلصين لشعبهم والرافضين للانقلاب الاسود الذي عرفوا هويته الدموية منذ اليوم الاول الذي تمكنوا فيه من استلام السلطة ، فاشاعوا الدمار والخراب باسم حزب البعث الذي استمر طوال اربعة عقود يعمل على ملاحقة المواطنين وعرقلة اي تقدم محتمل للبلاد .
كان من نتيجة استيلائهم على السلطة في شباط 1963 تراجع وانكفاء البلاد واعتقال الالاف من المواطنين وفصل العمال والموظفين من اعمالهم وانتشار العنف وشيوع الظلم الذي حاق بالقوى السياسية وعلى الاخص الاحزاب والقوى الوطنية ، وما لبث قادة انقلاب شباط ان اججوا نيران الحرب مع كردستان فاستخدموا لاول مرة في العراق سياسة الارض المحروقة وضرب كردستان بالقنابل الحارقة والاسلحة الفتاكة .
لم يستطع الانقلاب البعثي الاستمرار على نهجه الفاشي فازاح الجيش قادة الانقلاب ولكنه ابقى معظم رجاله العسكريين في الحكم ، مما مكنهم من العودة ثانية عام 1968 ليعيثوا من جديد في البلاد فسادا ، وكان نتيجة حكمهم البلاد المزيد من التراجع والتخلف والحروب ، حتى تركوا الوطن ارضا خرابا ، والشعب يعيش بؤس البطاقة التموينية والحصار والهوان ، وكان خاتمة حكمهم عراق محطم ينوء تحت وابل المشاكل وشعب يعيش العوز والفاقة ، وما زال يدفع ضريبة حكمهم الهمجي المتخلف الى اليوم .
ان انقلاب 8 شباط 1963 جريمة لا تغتفر لما خلفه من مصائب ومشاكل للوطن والشعب ، والمطلوب اليوم استخلاص الدروس من تلك المأساة التي حاقت بشعبنا ، وضرورة تبني القوى الوطنية سياسة المشاركة في الحكم واعطاء الديمقراطية فسحتها الحقيقية ، لا الالتفاف على حقوق الجماهير وسلبها ، لانها ستدرك عاجلا وليس آجلا استخفاف القوى الحاكمة بالمبادئ الديمقراطية ومصادرة حقوق المواطنين .
ان ما يواجهه شعبنا اليوم يتمثل في عجز العديد من القوى السياسية المتنفذه من فهم معادلة الواقع المعقد الذي اسبغ سحابة مظلمة على البلاد ، فطوقت المشاكل الاقتصادية والسياسية والادارية والفساد المالي المواطن كما تطوق شبكة العنكبوت الفريسة ، ومن واجب القوى السياسية البحث الدائم عن الحلول لا السقوط في فخ المشاكل وتضخيمها الى درجة تصبح مستعصية على الحل .
لقد مرت العديد من الدول التي خرجت من الحروب والصراعات في تجربة مماثلة لما يمر به بلدنا ، ولكن الاستعانة بالخبرات المحلية والدولية ساعدتهم على الوقوف من جديد واستطاعوا التوجه باوطانهم نحو الاستقرار والبناء ولنا في مثال البوسنة وجنوب افريقيا خير شاهد على الانتقال من وضع الكارثة الى وضع الاستقرار والسير الحثيث على طريق التقدم وبناء السلام الاجتماعي في البلاد رغم المشاكل الشائكة التي ورثوها من الماضي .
مجدا لشهداء انقلاب 8 شباط وعلى رأسهم الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه الابرار



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو كان رئيس مجلس النواب العراقي وزيرا للدفاع
- حكومة الأغلبية والمصير المؤجل
- اطلاق سراح السجناء.... وماذا بعد !
- الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان
- العراق يبحث عن حكماء ... في الليلة الظلماء
- تظاهرات الانبار وما بعدها
- أكثر من نصف مليون قارئ .. شكرا للحوار المتمدن
- العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء ... ندوة راديو دجلة / ...
- حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي
- معركة المركز والاقليم ... الحرب تبدأ في الرأس
- استراتيجية التوتر في العراق
- حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى
- استقالة رئيس وكالة CIA و الاستقامة الشخصية
- البطاقة التموينية .. معضلة قابلة للحل
- الكورد الفيليون وسط المثلث العراقي / الايراني واقليم كوردستا ...
- المؤتمر الوطني و حكومة الاغلبية
- امبراطورية البنك المركزي العراقي
- جسور الحلم ... هنريك نوردبراندت شاعر الدنمرك
- حكومة شراكة ، محاصصة ، أغلبية، حكومة....
- هيئة النزاهة والفساد .. الرقعة صغيرة والشق كبير


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - انقلاب 8 شباط جريمة لا تغتفر