أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - تظاهرات الانبار وما بعدها















المزيد.....

تظاهرات الانبار وما بعدها


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 02:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اكثر من اسبوع اندلعت تظاهرات الانبار بذريعة اعتقال حماية السيد رافع العيساوي ، ورغم ان التظاهر حق مشروع لجميع ابناء شعبنا سواء في الانبار او البصرة او الموصل او اربيل .. الخ الا ان التظاهر يجب ان يكون محكوما بسقف المصالح العليا للشعب والوطن ، وان لا يتم التفريط بالعلاقات والوشائج بين مختلف طوائف وقوميات ومكونات الشعب ، وعلى الاخص شعبنا العراقي الذي يشكل بمجموعه فسيفساء تمتزج فيه الوان الطيف الشمسي شمالا وجنوبا .
لا ضير من الخروج بتظاهرة او اكثر ان كان هناك برئ او بريئة في سجن من اجل اطلاق سراحهما ، اما ان يكون التظاهر من اجل اطلاق سراح جميع السجناء ، على اساس انهم ابرياء ، فهذا ما لايستطيع أحد ان يحمله على محمل الجد ، ولا مانع ايضا من صدور عفو خاص عن السجناء الذين تحوم الشكوك حول ادانتهم ، ولم يحسم القضاء امر براءتهم او ادانتهم ، ولكن ان يخرج المتظاهرون من اجل اطلاق سراح جميع السجناء فهذا ما لايمكن العمل به ، مثلما تم في احدى السنوات تخريج- نجاح - جميع طلاب المدارس العراقية الذين لم يحصلوا على درجة النجاح بعملية سميت الزحف ، مما اضعف الثقة بشهادات المدارس العراقية . فكيف بمن زور الشهادات اليوم ولم يحاسب على فعلته النكراء .
في عراقنا اليوم يختلط الحق بالباطل ، وليس غريبا ان يسعى البعض الى خلط الاوراق كي لا يتبين المذنب من البرئ مثل القرد مقطوع الذنب الذي قطع ذيول بقية القردة كي لا احد يميزه عنهم .
لقد عانت الحكومة العراقية خلال العقد الماضي من سنوات عمرها ، والتي تعد اطولها عمرا حكومة السيد نوري المالكي، الكثير من العثرات ووقعت في العديد من الهفوات وارتكبت الكثير من الاثام ، واشهرها تغافلها – سواء المقصود او غير المقصود – عن الفساد المالي والاداري ، وسماحها لانصارها واعضاء احزابها المؤتفلة بتسلق المناصب الادارية والمالية والسياسية دون كفاءة الكثير منهم ، وهو ما سمح باستشراء الفساد المقنن الذي اصبح سمة الحكومة العراقية والذي يقابلك ما ان تطأ قدماك اية مؤسسة حكومية او هيئة ادارية او مالية .
اضافة الى الفساد ، كان شيوع التزوير والسرقة ونهب المال العام والذي تغاضت عنه الحكومة وجعلته يمر دون حساب حتى تفجر مؤخرا في فضيحة غرق العاصمة بغداد والمدن الاخرى .
لانريد ان نعدد مثالب وسقطات الحكومة والتي رغم كل الهنات والاخطاء حرصنا على عدم السماح بحمل معول الهدم بوجهها ، على امل ان تسمح لها الظروف باجراءات افضل حين تتماسك تجاه العوامل الموروثة والمشاكل التي تركها النظام الصدامي البائد تنخر في جسد البلاد ، الا ان اصرار الحكومة على اتباع سياسة النعامة والهروب الى امام والاعتماد على سياسة الاتباع المطيعين واوكلت لهم مفاصل الحياة السياسية سواء في مجلس النواب او في ادارة المؤسسات او في الثقافة والاعلام وغيرها من مؤسسات حيوية جعلت المواطن يشك في قدرة هذه الحكومة وادارتها على معالجة الواقع السياسي الشائك والخدمي المتخلف والاداري الفاسد .
تعاملت الحكومة باستهتار مع مطالب المواطنين وكان التسويف هو السمة التي تميز اعمالها ولمسنا ذلك من خلال العديد من النشاطات التي قامت بها ، فعقد المؤتمرات جار على قدم وساق ، لكن حصيلة تلك المؤتمرات كانت وعودا خاوية ، واهمال النتائج ورميها في سلة المهملات ، والضحك على ذقون المؤتمرين ونهب الملايين بحجة عقد المؤتمر الفلاني والمؤتمر العلاني حتى اصبحت تلك المؤتمرات وسيلة مخجلة للسرقة والنهب ، كذلك قل عن المشاريع التي تصرف لها المبالغ المليونية على الورق ولكن على الارض لا نجد سوى الشوارع والارصفة المتربة والحفر التي يتعثر بها المواطن اينما سار ومشى .
ان تظاهرات الانبار تحمل وجهين ، الاول الذي يتعلق بمطالب المواطنين لمعالجة الفقر الذي هم فيه وطلبهم للتوظيف الذي اصبح لا يحصل عليه المواطن الا بدفع الاف الدولارات رشوة للجهات المسؤولة ، واطلاق سراح الابرياء – لا شك ان عددهم محدود – واطلاق سراح النساء اللواتي لم تثبت عليهن جريمة تدينهن . فتلك من الحقوق المشروعة والمطالب العادلة ، وهو وجه حق يجب ان تأخذه الحكومة على محمل الجد .
اما قطع الطريق الرابط بين العراق والاردن وسورية ، فذلك ليس من التظاهر بشئ وانما على ابناء الانبار ومجلس محافظتها وقادتها ووجوه المجتمع والمدينة العمل على فتحه باسرع ما يمكن ، لان قطع هذا الطريق اشارة واضحة على قطع علاقات تاريخية تربط الانبار بالوسط والجنوب ولا اعتقد ان ابناء الانبار يسمحون بمثل هذه الجريمة التي ستنعكس على المدينة وتبقى ندبة في تاريخ العلاقة التاريخية بين المدن العراقية .
كما ان التجاوز والاعتداء على الشيعة من خلال تظاهرات الانبار يجب ان لا يمر دون شجب من قبل ابناء الانبار الغيارى ووجوه المجتمع الانباري ، وعليهم ارسال الوفود الى المدن الشيعية الكبرى لشجب ما بدر من بعض المشاركين في التظاهرات ، ومن اولى مهام رجال الثقافة والعلم والادب السنة شجب مثل هذه الاهانات التي لا يستحي من اطلاقها البعض ممن لا يخشى التفريط بالعلاقات التاريخية بين ابناء الطوائف والمذاهب والقوميات المختلفة في العراق .
ان تظاهرات الانبار تؤرخ لمرحلة جديدة تتوقف عواقبها على اهداف مكونات الشعب العراقي المختلفة ، فان ارتأت المضي قدما بمثل هذه التظاهرات ووضع سقف مطالب تعجيزية ، لاشك ستكون دلالة على نية واضحة في قطع صلة الرحم والتواصل بين المكونات المختلفة ، وان ارادت الجهة المنظمة لمثل هذه التظاهرات التعكز عليها لاسقاط حكومة المالكي على اساس انها الخطوة الاولى لاسقاط العملية السياسية برمتها فذلك حلم عسير المنال ، لان العملية السياسية الجارية في العراق ليست نتيجة جهود طائفة معينة او قومية معينة سواء أكانوا سنة ام شيعة ام عربا ام كوردا .. الخ وانما هي عملية تحول تاريخية ساهمت فيها عوامل عديدة اولها ضرورة العصر والتي حقـقـتها الدولة العظمى الولايات المتحدة الامريكية ، ومن ثم مصالح الشعب العراقي التي حتمت الضرورة التاريخية عليه السير مع العالم المتحضر في الاستفادة من منجزات العصر الحديث مثل حقوق الانسان والديمقراطية والاقتصاد الحر وغير ذلك ، لذلك فان استهداف العملية السياسية – ان كان هدف التظاهرات – سيبوء بالفشل حتما .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من نصف مليون قارئ .. شكرا للحوار المتمدن
- العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء ... ندوة راديو دجلة / ...
- حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي
- معركة المركز والاقليم ... الحرب تبدأ في الرأس
- استراتيجية التوتر في العراق
- حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى
- استقالة رئيس وكالة CIA و الاستقامة الشخصية
- البطاقة التموينية .. معضلة قابلة للحل
- الكورد الفيليون وسط المثلث العراقي / الايراني واقليم كوردستا ...
- المؤتمر الوطني و حكومة الاغلبية
- امبراطورية البنك المركزي العراقي
- جسور الحلم ... هنريك نوردبراندت شاعر الدنمرك
- حكومة شراكة ، محاصصة ، أغلبية، حكومة....
- هيئة النزاهة والفساد .. الرقعة صغيرة والشق كبير
- أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام
- الفيلم الامريكي والعلاقة الملتبسة مع المسلمين
- غلق النوادي الاجتماعية ببغداد في ضوء تجربة السويد
- اياد علاوي .. عندي رحمة الله
- موعد مع شفرة السكين للشاعر هاتف جنابي
- مؤتمر عدم الانحياز خسرته بغداد وربحته طهران


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - تظاهرات الانبار وما بعدها