أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي














المزيد.....

حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقلت الشرطة مؤخرا آمر حماية السيد وزير المالية رافع العيساوي وبعض افراد فوج الحماية وفق مذكرات قضائية .
بالنسبة لنا نرقب الاحداث عن بعد ولا نستطيع تأكيد صحة التهم المنسوبة الى المتهمين او المعتقلين ، ولا نفيها ، ولكننا نحمل القضاء على محمل الجد ، ولا نعتقد ان الدوائر القضائية العليا تبيع حيادها من اجل اعتقال بعض افراد حماية وزير او غيره بهذه السهولة . لا أحد بامكانه القول ان القضاء نزيه مائة بالمائة ، ولكن الكثير من المسؤولين يؤكدون على نزاهة القضاء العراقي او على تمتعه بقسط كبير من الحياد ، وهو ما لاحظناه في العديد من القضايا ، رغم ان هذا لا ينفي وجود بعض القضاة الذين عليهم ملاحظات من بعض القوى السياسية او الجهات الحقوقية . وفي جميع الاحوال لانريد القول بعدم الثقة بالقضاء ما دامت الحكومة ومجلس النواب ومجلس الرئاسة قامت على التوافق والمحاصصة ، فالجميع موافق على المؤسسات الموجودة ومن ضمنها القضاء ومجلس النواب ومجلس الوزراء ومجلس الرئاسة اضافة الى ان اي متهم عليه ان يقدم الادلة التي تثبت براءته .
ومن نافلة القول ان نعلن بصفتنا من الكتاب السياسيين المستقلين ، اننا لا نشعر بالرضا عن واقع الكثير من المؤسسات الحكومية ، ونقدناها في العديد من المقالات ، وليس القضاء او الشرطة او الجيش استثناء ، ولكن في عين الوقت يجب ان لا نشحذ السكاكين لذبح المؤسسات القائمة واتهام القضاء بتهم لاتليق به .
في تطور لافت لاحظنا تحشيدا للعشائر من أجل نقض قرارات القضاء التي صدرت بحق حماية السيد وزير المالية ، ان هذا التأجيج يجعل من القضاء ورقة تلعب بها الاهواء والمصالح وتفرض عليها القوى الشعبية قرارات ربما لا تكون صائبة ، كما جرى سابقا تحشيد العشائر في الخلاف بين المركز والاقليم ، واستخدمت العشائر ايضا في تظاهرات مؤيدة للحكومة وغير ذلك من نشاطات .
ان لجوء القوى السياسية الى الجماهير والعشائر خاصة لضخ روح الاحتجاج والتمرد على السلطة القضائية من أجل كسب قضايا موكولة الى القضاء سوف يجهز على تطلعات المواطنين الى تحقيق العدالة ومحاربة الفساد والارهاب .
اما بالنسبة الى حمايات المسؤولين فلاحظنا ان اغلب الحمايات تتألف من عشيرة المسؤول او من اسرته والمقربين اليه في النسب ، وفي سيادة هذا التقليد ما ينافي بناء الدولة المدنية والسلطة السياسية الجامعة للمواطنين .
وبهذه المناسبة اذكر مثال حماية انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ، إذ اضطرت الى اصدار اوامرها لاقتحام المعبد الذهبي في البنجاب عام 1983 و الذي كان قلعة مدججة بالسلاح والمسلحين السيخ الذين يطالبون باستقلال البنجاب عن الهند .
بعد حصار دام اشهر نفذ الجيش اوامر الاقتحام فراح نتيجة الهجوم الكثير من الضحايا وانتهى العصيان المسلح الذي قاده السيخ بازالة المتاريس والمظاهر العسكرية من المعبد وعادت البنجاب لتخضع لسلطة الحكومة المركزية ، وقد اقسم قادة السيخ بالانتقام من انديرا غاندي لانها اعطت اوامرها للجيش باقتحام المعبد الذهبي قلعتهم الحصينة .
اقترحت ادارة الاستخبارات على انديرا غاندي إبـعـاد عناصر السيخ من فوج حمايتها ، كان يحرسها فوج من الحرس يقيمون في مقر الحكومة ودار سكنها القريب ، فرفضت قائلة انها لن تفرق بين ابناء شعبها ولن تبعد عناصر السيخ الذين يحرسونها .
كانت روح التعصب والكراهية متأججة بسبب اقتحام المعبد الذهبي وهو اكبر واقدس معبد للسيخ ، وقد زرته اوائل الثمانينات في مدينة امريتسار في البنجاب شمال غرب الهند ، و رغم موقف انديرا غاندي الوطني واصرارها على ابقاء السيخ ضمن طاقم حرسها ، الا ان ذلك لم يمنع اثنان من الحرس السيخ اطلاق النار عليها وهي خارجة من منزلها تسير في الحديقة الى مقر الحكومة في العاصمة نيودلهي ، كانت نهاية تراجيدية اججت نار الانتقام بين الهندوس والسيخ فأدت الى احداث مؤسفة كنت شاهدا عليها راح ضحيتها العديد من السيخ في العاصمة نيودلهي عام 1984.
الواضح هنا حجم الاخلاص لروح المواطنة وعدم الاعتماد على الروح القبلية او العشائرية في موقف يتسم بعمق النظرة مما يسمح بتشكيل هوية وطنية حقة عمدتها انديرا غاندي بدمائها لا بالادعاء فقط .
نتمنى ان نجد في حماية المسؤول السني عناصر من الشيعة وعناصر من السنة في حماية المسؤول الشيعي وكورد في حماية العربي وعربا في حماية المسؤول الكوردي وتركمان في حماية الكورد والعرب وبالعكس لكي نثبت الهوية الوطنية العراقية بدلا من الاعتماد على القبيلة والاسرة مما يدفع بالوطن الى التماهي والتلاشي ليصبح أصغر من عشيرة .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة المركز والاقليم ... الحرب تبدأ في الرأس
- استراتيجية التوتر في العراق
- حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى
- استقالة رئيس وكالة CIA و الاستقامة الشخصية
- البطاقة التموينية .. معضلة قابلة للحل
- الكورد الفيليون وسط المثلث العراقي / الايراني واقليم كوردستا ...
- المؤتمر الوطني و حكومة الاغلبية
- امبراطورية البنك المركزي العراقي
- جسور الحلم ... هنريك نوردبراندت شاعر الدنمرك
- حكومة شراكة ، محاصصة ، أغلبية، حكومة....
- هيئة النزاهة والفساد .. الرقعة صغيرة والشق كبير
- أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام
- الفيلم الامريكي والعلاقة الملتبسة مع المسلمين
- غلق النوادي الاجتماعية ببغداد في ضوء تجربة السويد
- اياد علاوي .. عندي رحمة الله
- موعد مع شفرة السكين للشاعر هاتف جنابي
- مؤتمر عدم الانحياز خسرته بغداد وربحته طهران
- الشيخ الصغير يمتشق حسام المهدي
- المركز والاقليم .... ضرورة عودة المياه الى مجاريها
- من أجل سلام دائم وعلاقات اخوية راسخة بين العرب والكورد


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي