أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام














المزيد.....

أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 02:11
المحور: كتابات ساخرة
    


بين يوم وآخر نقرأ او نسمع عن شاعر او أديب او فنان يصبح ضحية المرض او الفاقة فيتطلع الى معونة حكومة بلاده ولكن دون جدوى ، فالاسماع لا تستجيب لمن يقرع اجراس الحاجة والعوز ، وانما تطرب لرنين الذهب والفضة التي تتساقط كالثمار اليانعة من بساتين نفط البصرة وكركوك والعمارة وواسط وغيرها .
الامر المؤكد ان الحل لا يكمن برعاية من هذا الحاكم او ذاك الوزير ، وانما الحل الامثل يكمن في تشريع قوانين تسمح للعراقيين سواء في الداخل او الخارج ممن قدموا خدمات متميزة لوطنهم ان يحصلوا على العلاج او ما يقيم اودهم بكرامة ، لا بالكدية والتسول .
إن أدب الكدية باب يتسلى فيه القراء رغم معاناة الشعراء والكتاب والفنانين من مصائب اجبرتهم على التسول من امير او الوقوف على باب حاكم او سلطان كي يمنّ عليهم بخلعة او صلة او جائزة تسد رمقهم او تقيم اودهم او تنقذهم من فاقة المّت بهم .
اشتهر العديد من الكتاب و الشعراء في هذا المجال الخصب والكوميدي احيانا، حتى اصبحوا من اعلامه منهم :
ابو دلف الخزرجي وابو العيناء وابن سكرة الهاشمي وابو المخفف .
يحفل الادب العباسي بامثلة كثيرة لاعلام الكدية ، واشتهرت المقامات بعرض فنون وطرق المكدين الذين استخدموا شتى الحيل لنيل مبتغاهم ، ولا يستطيع قارئ او متذوق للادب تجاوز مقامات الهمداني وحلاوة المقالب التي صورها في مقاماته عن الكدية وابطالها ، كما ابدع الحريري في مقاماته في هذا الباب ايضا ، ومن الجدير بالذكر ان الكدية في العصر العباسي اصبحت ظاهرة بارزة ولكنها انقسمت الى نوعين ، الكدية العربية والكدية الاعجمية ، فالمكدي العربي يعتمد في تسوله الفصاحة والبلاغة لينال من الامير او الحاكم مبتغاه من مال و صلات و جواري ، والمكدي الاعجمي يلجأ الى الحيلة اللطيفة من خفة حركة وسحر وغناء وانشاد وصنعة كي ينال مبتغاه ، حتى كلمة الكدية يردها البعض لاصول اعجمية .
في خضم تشرد العراقيين في اصقاع الدنيا، لجأ بعضهم الى ادب الكدية عسى ان ينالوا مبتغاهم ، فعرفوا بكتبهم وموسوعاتهم واعمالهم الادبية كي تكون شفيعة لهم في نيل صلة او جائزة او هدية ، ولكنهم نسوا امرا هاما هو ان الذين يطلبون منهم الاحسان لا شغل لهم بالبحث والتأليف ، وانما هم منشغلون بالمال واشياء اخرى لا يعلمها الا الله والراسخون في العلم ، وليست لهم فسحة من الوقت يطلعوا فيها على ما يكتب ابناء الوطن في الداخل او في المنفى من علوم وادب .
ان العلم والادب يا سيداتي وسادتي لايساوي بعرة عنز في عرف من يتعبد لشيطان المال ليل نهار .
لذلك فان طلبات فرسان الكدية سوف تحفظ على الرفوف العالية ما دام فرسان المال والجاه والسلطان اصبحوا من اعلام الجاحظ في البخل ، فها نحن نسمع باستمرار ان الفنان الفلاني او الاديب الفلاني بحاجة الى علاج ودواء ويرجو من معالي الوزير او الامير ان يمن عليه – بحفنة من الدولارات – ليتطبب بها في الخارج او الداخل ، فالامر سيان لان تكاليف العلاج حتى في قرية عفك اصبحت فوق طاقة الادباء والفنانين والصحفيين والعلماء والرياضيين ... ، ولكن مع ذلك لا نسمع من يلبي النداء حتى ان أحد كبار الفنانين ظهر على الشاشة الفضية وقال بصريح العبارة انه تلقى وعدا في مساعدة مالية من مسؤول كبير ولكن سكرتير المسؤول يتهرب من الوفاء بالوعد ، فضاعت المعونة بين المسؤول والسكرتير كما ضاع كأس ابي نؤاس في حضرة الرشيد وخالصة ، إذ قال بعد ان هدده الرشيد في البحث عن كاسه التي اخفتها خالصة في حجرها :

قصتي أغرب قصة صارت الظبية لصة
سرقت كأس مدامي وامتصاصي منه مصة
خبأته في مكان في فؤادي منه غصة
لا اسميه وقارا للخليفة فيه حصة
وبالمناسبة لابد من ذكر اطرف ما نقله الثعالبي في كتابه التمثيل والمحاضرة من اقوال عن الكدية فبزّ ادم سميث في الاقتصاد في مقولة : الكدية ربح بلا راسمال
اتمنى للمرضى الشفاء العاجل، وان لم تسعفهم معونة الوزارة او السفارة عليهم بجرعة من دواء العم سام او دواء ابو ناجي المجرب ، وحذارِ ان يكون ماركة جوني ووكر لان فيه اثم الدنيا الفانية ، ولنا بقول الشاعر تذكرة حين قال :
ما أجمل الدين والدنيا اذا اجتمعا وما اقبح الكفر والافلاس في الرجل



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم الامريكي والعلاقة الملتبسة مع المسلمين
- غلق النوادي الاجتماعية ببغداد في ضوء تجربة السويد
- اياد علاوي .. عندي رحمة الله
- موعد مع شفرة السكين للشاعر هاتف جنابي
- مؤتمر عدم الانحياز خسرته بغداد وربحته طهران
- الشيخ الصغير يمتشق حسام المهدي
- المركز والاقليم .... ضرورة عودة المياه الى مجاريها
- من أجل سلام دائم وعلاقات اخوية راسخة بين العرب والكورد
- اسماك فؤاد ميرزا تسبح بعيدا
- التآخي العربي الكوردي في بوتقة الخلافات السياسية
- شيخوخة القيادات السياسية
- روح الحوار البناء والامانة والصدق... دعوة من مام جلال الى ال ...
- تزوير تواقيع .. تزوير شهادات .. تزوير اصوات .. تزوووووير
- رحيل العصفور الازرق
- اسقاط الحكومة ديمقراطيا
- العراق ... مفتاح المفاوضات النووية الايرانية
- صخب السياسة العراقية
- تخبط القوى السياسية يعيق بناء الدولة الحديثة
- مخاطر نقل الصراع السياسي من الحكومة الى الشارع
- نحو علاقات أفضل بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام