أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - مخاطر نقل الصراع السياسي من الحكومة الى الشارع














المزيد.....

مخاطر نقل الصراع السياسي من الحكومة الى الشارع


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد سقوط نظام صدام تم تشكيل مجلس الحكم ليتولى رسميا حكم البلاد ، ضم المجلس عددا من الشخصيات السياسية المعروفة، بعضهم له تاريخ عريق في معارضة نظام صدام وبعضهم الاخر جاء من نعيم المرافئ والفنادق والدواوين الاميرية ليشارك في ادارة دفة الحكم ، وفيهم من لم تكن لديه اية خبرة في ادارة مؤسسة عراقية واحدة .
بعد ان اجتاز العراق أصعب مراحل تشكيل الحكومة التي بدت وكانها أُسس إقامة دولة جديدة لدرجة شاع فيها مصطلح العراق الجديد ، ومن ثم العراق الاتحادي ، تألفت اخيرا حكومة جديدة وفق مبدأ الانتخاب الذي كان حقا انتصارا للارادة الوطنية العراقية .
من نتائج تلك الانتخابات حصلنا على اخر حكومة دعيت حكومة شراكة وطنية ضمت قوائم انتخابية تمثل الاطياف العراقية الكبرى ، وهي التحالف الوطني وائتلاف العراقية والتحالف الكوردستاني ، اضافة الى تشكيلة من القوى السياسية الاصغر تمثل المكونات المختلفة للشعب العراقي .
ومادام مصطلح حكومة الشراكة الوطنية لم يتأسس على مبادئ متجذرة في المجتمع العراقي لذلك سيبقى هذا المصطلح وما يمثله من ( توليفة ) قلقا حتى تتطور المفاهيم السياسية العراقية لنـتـمكن من تأليف حكومة اغلبية سياسية كما هو حاصل في اغلب الدول الديمقراطية المتقدمة .
منذ بداية تاليف حكومة الشراكة الوطنية كانت هناك ازمة في هذا التشكيل تمثلت في اطلاق عدة القاب عليها تنتقص منها ، اشهرها حكومة المحاصصة ، وحاولت اكبر قوة سياسية مشاركة معها – ائتلاف القائمة العراقية - التنصل من المسؤولية في المشاركة واتهمت الحكومة باقصاء الاخرين ، حتى انضم اليها مؤخرا التحالف الكوردستاني في اعلان مدوي على لسان رئيس اقليم كوردستان – المساهم الاول في تأليف الحكومة – ليتهمها ايضا بالتفرد بالحكم وتهميش القوى الاخرى .
في تطور ملفت نرى ان هذا الصراع لم يبقَ في أروقة الاحزاب وقاعات التفاوض والحوار بل ابتعد الجميع عن الحوار الايجابي ، و تجاوزوه احيانا الى الحوار السلبي ، فسادت لغة التهديد والتشهير في وسائل الاعلام في محاولة لكشف الاوراق المستورة ووضعها على الطاولة أمام المواطنين .
كما لجأت قوى معروفة في الحكومة الى بعض القوى العشائرية والتنظيمات المنضوية تحت لوائها لتطلق تهديدات معلنة ومبطنة ضد القوى الاخرى - ليست السياسية فقط - وانما شملت المواطنين ايضا .
وبرز جليا الصراع حول الثروة ، واتهامات حول تهريب النفط وبيعه ، وغير ذلك من اتهامات بشأن الفساد ، ولكن الاخطر في الموضوع هو محاولة القوى السياسية ، الحكومة والاحزاب جميعا ، نقل الصراع الى الشارع العراقي من خلال تحشيد الرأي العام واستقطابه حول محاور خلافية متعددة ، احيانا على اساس مذهبي واخرى قومي ، وثالثة سياسي .
القى هذا الصراع الذي ينذر بتفتيت الهوية العراقية وتمزيق الوطن الرعب في نفوس المواطنين الذين تشاءموا من عودة الوضع الامني الى سابق عهده يوم كان القتل على الهوية السمة الغالبة في الساحة العراقية ، وتتحمل القوى السياسية – حكومة واحزابا – نتائج هذا التردي في العلاقات بين القوى السياسية ومكونات الشعوب العراقية .
ان سياسة حقن الرأي العام باتجاهات عدوانية تؤجج الصراعات الطائفية والقومية ستخلق يوما بعد اخر محاور متقاطعة قد تصل الى النقطة الحرجة التي تؤدي الى انفلات لا يُـبـقِ ولا يذر ، فان استقطاب القوى المتطرفة واتخاذها مطية لمواجهة الاخر تولد احتقانات مـتـتالية تتراكم يوما بعد اخر لدى كل طرف مما يساعد على تدخل الاخرين - ربما من الخارج -لاشعال فتيل الصراع بسهولة كبيرة ، فيسهل ظهور ابطال الرعب في الصراع السياسي ، وهو ماحدث في العراق قبل سنوات قليلة ، فشاعت في سماء العراق اسماء مرعبة اصبحت تصول وتجول لتفجر وتقتل كما تشاء ، لذلك نرى ان على جميع القوى السياسية الابتعاد عن نقل الصراع السياسي الى الشارع والالتزام بحل المشاكل السياسية عبر الحوار والاحتكام الى الدستور والمحكمة الاتحادية والاستفادة من منظمات الامم المتحدة للمساعدة على وضع الحلول المناسبة للمشاكل المستعصية ، واعطاء المنظمات والقوى الوطنية الحريصة على الوطن والمواطن فسحة لاداء دورها في تعضيد العملية السياسية قبل أن تذهب جهود الجميع أدراج الرياح.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو علاقات أفضل بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية
- إضافة الى مقال الدكتور عبد الخالق حسين : قاسم والمالكي بين ز ...
- ندوة حول الازمة التي تفجرت بعد مؤتمر القمة العربية ببغداد
- مؤتمر القمة العربية للرجال فقط
- طبول مؤتمر القمة
- الهاشمي يختبئ في عرين الاسد
- قديس الشعر الاب يوسف سعيد .. يرحل مبتسما
- الهاشمي و علاوي ... فيلمان في آن واحد
- العراق ... كيف أصبح عصيا على الاصلاح
- المعدان .. الكورد الفيلية .. المندائيون ... شعوب بلاد الرافد ...
- أقدم ختم بابلي لحقوق الانسان .. عهد كورش
- المؤتمر الوطني .. بغداد - اربيل - بغداد
- السنة في العراق أكبر من القائمة العراقية
- تداعيات المواجهة بين المالكي وخصومه
- طفولة الربيع العربي ... حمير الله
- عراق الاقاليم ... و تقسيم الهند
- صبغ اللحى ... بمناسبة عيد الاضحى
- اقاليم الفوضى ... العراق بين فكي الرحى
- الانسحاب الامريكي ... امتحان الدولة العراقية الحديثة
- الدولة المدنية أم الدولة الاثنية


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - مخاطر نقل الصراع السياسي من الحكومة الى الشارع