|
مؤتمر القمة العربية للرجال فقط
مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 02:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤتمر القمة العربية للرجال فقط تكللت الجهود العراقية بنجاح عقد مؤتمر القمة العربية ببغداد ، وساهم تضافر القوى السياسية المختلفة على تحقيق هذا المنجز رغم ماحصل من خلاف بين قيادة اقليم كوردستان والحكومة العراقية ، نأمل ان تزول اسباب الخلاف قريبا . بالاضافة الى شـبه مقاطعة من قيادة القائمة العراقية ممثلة بالسيد رئيس القائمة الدكتور اياد علاوي . رأس السيد جلال طالباني القمة العربية متجاوزا الخلاف بين الاقليم والحكومة من أجل نجاح القمة التي تمثل حالة أكبر من الخلافات الداخلية ، فنجاح انعقاد المؤتمر سيبقى انجازا نوعيا للعراق الذي اشتبك بمعارك على جبهات متعددة ، اكبرها المعركة مع الارهاب الذي وجد له مرتعا ملائما في بلاد الرافدين . كما تلافى السيد اسامة النجيفي خلاف القائمة العراقية مفضلا المشاركة في المؤتمر ودعم الجهود الرامية الى اصلاح ذات البين بين الكتل السياسية كي يبرز وجه العراق الحقيقي بين الاشقاء العرب في محاولة للتغلب على الصراعات الهامشية التي ترعرعت جذورها السامة على ايدي بقايا النظام الصدامي البائد . ان انعقاد مؤتمر القمة العربية ببغداد دون استطاعة الارهاب اختراق جدار الامن سواء ببغداد او المحافظات الاخرى يثبت للجميع واولهم الوفود المشاركة في المؤتمر ان بامكان الشعب العراقي التقدم خطوة أكبر الى أمام وجعل الامن مستتبا في جميع أرجاء البلاد وقصم ظهر الارهاب وقطع جذوره الى الابد. من نافلة القول ان نجاح عقد مؤتمر القمة ببغداد منح السيد رئيس الوزراء امتيازا خاصا فهو الذي كان مصمما على عقده رغم العراقيل العديدة التي كانت في طريقه ، وقدمت حكومته تنازلات عديدة للدول العربية لتسوية العديد من المشاكل وأصعبها مع الكويت حول ميناء مبارك والخطوط الجوية العراقية واخراج العراق من البند السابع ، ومصالحات سياسية داخلية مع بعض القوى السياسية. ولكن مع ذلك يحق لجميع القوى السياسية الوطنية تقاسم هذا الانجاز رغم ضعف التمثيل العربي في المؤتمر الذي حد من جرأة قراراته ، كما ان الظروف المحيطة بالواقع العربي وما شكله الربيع العربي من ثقل على مستوى غياب رموز تاريخية مزمنة في القمم العربية لا يسمح ان يقدم منجزا اعلى من هذا المستوى اذا اخذنا بنظر الاعتبار التجاذبات الحاصلة في الساحة العربية وفي الشرق الاوسط والصراع مع سوريا وايران وتشكيل محاورعربية واقليمية متصارعة في الخفاء والعلن . ومما يجدر ذكره تلك المصاعب التي رافقت عقد مؤتمر القمة مثل قطع الطرق والجسور و تفتيش المواطنين والسيارات و المباني والمؤسسات مما تسبب في الاساءة لجريدة طريق الشعب واعتقال حراس الجريدة .. الخ . نأمل ان لاتكون مثل هذه الاجراءات سمة ملازمة للمؤتمرات القادمة سواء أكانت عربية أم دولية كي لاتكون على غرار ما كان يقوم به النظام الصدامي من اضطهاد للمواطنين كلما اراد عقد مؤتمر قطري او قومي ! ليفعل ( هيصة وزمبليطة ) تجعل المواطن يتشاءم من عقد أي مؤتمر. ليس من شك ان هذه القمة ستفرض استحقاقات على الحكومة العراقية ، مثل تنفيذ بعض البنود الصعبة كالبند الخامس في اعلان بغداد على سبيل المثال لا الحصر الذي ينص على : (تبني رؤية شاملة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يضمن صون كرامة المواطن العربي وتعزيز حقوقه....) ، فالواقع العربي يفضح كل يوم صعوبة الالتزام بالقوانين والاعراف الدولية التي تؤكد على صون كرامة المواطن وحقوقه التي تنتهك باستمرار في ارجاء العالم العربي ، وعلى الاخص النساء اكبر ضحايا الارهاب والتطرف . ومثلما عرفنا ندرة مشاركة المرأة في مؤتمرات القمة العربية ، كذلك لم تنجح هذه القمة في فسح المجال امام المرأة العراقية المشاركة في قمة بغداد ، والظاهر ان عدوى الدول العربية انتقلت الى العراق فغابت المرأة عن مؤتمر القمة واستعاضوا عنها بالعباءات الرجالية المطرزة بالذهب .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طبول مؤتمر القمة
-
الهاشمي يختبئ في عرين الاسد
-
قديس الشعر الاب يوسف سعيد .. يرحل مبتسما
-
الهاشمي و علاوي ... فيلمان في آن واحد
-
العراق ... كيف أصبح عصيا على الاصلاح
-
المعدان .. الكورد الفيلية .. المندائيون ... شعوب بلاد الرافد
...
-
أقدم ختم بابلي لحقوق الانسان .. عهد كورش
-
المؤتمر الوطني .. بغداد - اربيل - بغداد
-
السنة في العراق أكبر من القائمة العراقية
-
تداعيات المواجهة بين المالكي وخصومه
-
طفولة الربيع العربي ... حمير الله
-
عراق الاقاليم ... و تقسيم الهند
-
صبغ اللحى ... بمناسبة عيد الاضحى
-
اقاليم الفوضى ... العراق بين فكي الرحى
-
الانسحاب الامريكي ... امتحان الدولة العراقية الحديثة
-
الدولة المدنية أم الدولة الاثنية
-
مؤتمر الكورد الفيليين ببغداد مبادرة مباركة
-
العشاء مع طالباني أدسم
-
مذكرات حمار الرئيس .... ترشيق الوزراء
-
شكرا حسن العلوي ... لانريد دولتك
المزيد.....
-
-حماس-: نتابع تطورات الهجوم الإيراني على إسرائيل
-
واشنطن: نحاول مواجهة نشاط روسيا والصين ونفوذهما في القطاع ال
...
-
وزير الدفاع الأمريكي: لا ننوي التورط في الأعمال القتالية في
...
-
فيضانات استثنائية تجتاح دبي لم تشهدها المدينة منذ عقود بعد ه
...
-
فون دير لاين: على أوروبا أن تستيقظ عندما يتعلق الأمر بالدفاع
...
-
الصين: التحقيق الأمريكي في مجال بناء السفن -مليء بالاتهامات
...
-
البنتاغون: الوضع في ساحة المعركة في أوكرانيا يتغير لصالح روس
...
-
رئيسي: ردنا على أي عدوان سيكون قويا
-
السيسي: الحرب في غزة لن تتوقف في فلسطين المحتلة وستجر الصراع
...
-
-عار عليك!- محتجون يصرخون في وجه وزير الدفاع الأمريكي (فيديو
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|