أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - مؤيد عبد الستار - طفولة الربيع العربي ... حمير الله














المزيد.....

طفولة الربيع العربي ... حمير الله


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:40
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


طفولة الربيع العربي ... حمير الله !
مؤيد عبد الستار
في هذه النظرة الاولية نحاول القاء بعض الضوء على رياح التغيير التي عصفت في الشرق الاوسط والتي مازالت تفعل فعلها لتقتلع أسس المجتمعات البدائية المتخلفة التي استطاعت العيش على هامش الحياة ، وبشكل طفيلي مخجل ، ساعدها ثروة نفطية استخرجها الغرب من باطن الارض اوائل القرن العشرين .
ظل الشرق الاوسط أسير أنظمة بدائية حتى الوقت الحاضر، ففي الوقت الذي تنتقل فيه الدول المتقدمة الى مستويات متطورة جدا من الديمقراطية و حكومات الكترونية معقدة ، وتتحول المجتمعات الى امم فعالة في فلك التقدم الصناعي والعلمي والسياسي والثقافي ، نجد الشرق الاوسط يرزح تحت سلطات متخلفة ، أغلبها عشائرية أمية ، تهيمن على المجتمع باعتماد اساليب التجهيل والخرافة والجبروت الطاغي الذي يـُخضع القوم ويركّع الافراد الذين يحاولون السير في طريق الحرية نحو التقدم من خلال القيام بتمرد – ثورة ، انتفاضة - أو فعل ثقافي ، أو فني أو علمي .
إن إعتماد سلطة العشيرة وتقاليد المجتمعات البدائية في حكم دول الشرق الاوسط ظاهرة ملفتة للنظر ، فهي ما زالت تستطيع اخضاع الملايين لسيطرتها ، ومن أهم العوامل المساعدة على هذه السيطرة ، الثروة النفطية التي أتاحت للمشايخ و الامارات و الحكومات العشائرية البدائية التحالف مع مستهلكي النفط ( الدول المتقدمة ) والاتفاق على حمايتها مقابل حماية الحكومات البدائية للمصالح النفطية وضمان استخراجه وتصديره للبلدان المستهلكة بكلف متدنية .
كما استخدمت الحكومات البدائية المتخلفة الدين أفضل إستخدام ، ومولت رجال الدين الذين حرصوا على تفسير الدين - الاسلام والمسيحية - في صالح التخلف ، فعلى سبيل المثال حاول الدين الاسلامي تحرير العبيد من خلال عتق رقبة العبد مقابل الخطايا التي يرتكبها مالك العبيد ، الا ان الحكومات البدائية تمسكت بالعبودية ورعتها ومارستها بحرية حتى اواخر القرن العشرين – وربما حتى الوقت الحاضر بشكل سري ، فهناك تقارير بعثات دولية اشارت الى ذلك في موريتانيا على سبيل المثال - وربما مازالت في الكثير من مجتمعات الشرق الاوسط الاسلامية ، رغم تحريم العبودية باتفاق الدول المنضوية تحت راية الامم المتحدة .
كذلك استغلال المرأة ، من خلال تعدد الزوجات والجواري والاماء والسرائر ، الذي مازال عرفا اجتماعيا مقبولا في مجتمعات الشرق الاوسط ، وبحماية كهنة العصر الحديث الذين فسروا الايات والاحاديث بما يشتهي الحكام وأصحاب السلطة الجائرة دون مراعاة لروح الدين الذي حاول الغاء استغلال الانسان لاخيه الانسان ، وافضل مثال على ذلك شعار الاسلام الانساني : الناس سواسية .
ضرب الحكامُ العرب بشعار المساواة عرض الحائط ، ساندهم بذلك رجال الدين الاوفياء لسلاطينهم وعبيد دنياهم ، بينما نجد المجتمعات المتقدمة – في اوربا على سبيل المثال – وهي مجتمعات غير متدينة ، تلتزم بحرية الانسان وتحاول سن أفضل القوانين لمنع استغلاله ، مثل منع تعدد الزوجات ومنع استغلال الاطفال في العمل ، وهو الذي مازال شائعا في الشرق الاوسط وأغلب بلدان العالم الثالث .
لكن شعوب الشرق الاوسط استيقظت من سباتها اوائل القرن العشرين وعلى الاخص بعد الحرب العالمية الاولى ، فانتبهت على أصوات المدافع والطائرات التي هزت اركان مجتمعاتها البدائية ، وكشفت الخرافات البالية التي تؤمن بها ، حتى ان خطبة خطبها رجل دين اصبحت طرفة يتناقلها الناس فيما بعد ، ومفادها ان القطار الذي وصل الشرق استفز رجال الدين، فخطب أحدهم بالقوم محتجا بقوله : اتتركون حمير الله وتركبون الشمندفر ؟! (الشمندفر= القطار، معرب عن الفرنسية).
لكن الناس لم يأبهوا له ، تركوا حمير الله وركبوا القطار ...
ان الثورات التي هزت الشرق الاوسط أصبحت فريسة لقوى طامعة في احتوائها وحرفها عن أهدافها ، الا انها ستساعد في إعادة تشكيل مجتمعات جديدة تحمل بعض سمات العصر الحديث ، وليس غريبا أن نجد قوى اليسار ( الديمقراطية والليبرالية والعلمانية ) هي المحرك الاساسي لهذه الانتفاضات والثورات ، الا ان الرموز التقليدية العتيقة والبالية ستقطف أولى ثمارها ، لان القوى الديقراطية مازالت تبحث عن ملاذ تلتقي فيه وتجمع تياراتها المتعددة والمختلفة جدا تحت سقف واحد ، كما ان الظروف الصعبة التي مرت عليها خلال العقود الماضية وسنوات كفاحها المريرة أفقدتها القيادات التاريخية ، وأسهمت في عدم ظهور قيادات جديدة تستطيع أداء دورها بكفاءة ، فما زال الشرق الاوسط – والقوى الديمقراطية - بانتظار ظهور قادة اكفاء مثل مارتن لوثر كنغ و غاندي و مانديلا .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الاقاليم ... و تقسيم الهند
- صبغ اللحى ... بمناسبة عيد الاضحى
- اقاليم الفوضى ... العراق بين فكي الرحى
- الانسحاب الامريكي ... امتحان الدولة العراقية الحديثة
- الدولة المدنية أم الدولة الاثنية
- مؤتمر الكورد الفيليين ببغداد مبادرة مباركة
- العشاء مع طالباني أدسم
- مذكرات حمار الرئيس .... ترشيق الوزراء
- شكرا حسن العلوي ... لانريد دولتك
- تظاهرات الجمعة ... هل تستمع الحكومة الى صوت الجماهير
- شباب شباط ... لن يقفوا مكتوفي الايدي !!
- وزارة الدفاع على موائد الافطار
- اسقاط حكومة المالكي .. من يدعو ومن ينفذ
- طبول الحرب على الحدود بين العراق وايران
- السيدة ميسون الدملوجي تبحث عن وزير للدفاع
- كهرباء .... آه ويلاه ياكهرباء
- جريدة الشرق الاوسط تستغفل القراء
- الحكومة تسير ولايهمها نباح الكتاب
- 14 تموز يطرق ابواب الفقراء
- ليبيا اخر المحطات العربية .... وجها لوجه مع القذافي 1/ 3


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - مؤيد عبد الستار - طفولة الربيع العربي ... حمير الله