أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - ليبيا اخر المحطات العربية .... وجها لوجه مع القذافي 1/ 3















المزيد.....

ليبيا اخر المحطات العربية .... وجها لوجه مع القذافي 1/ 3


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


خلال العامين اللذين قضيتهما في ليبيا حظيت بلقاء الشاعر الكبير مظفر النواب ، كما استمتعت باللقاء الذي قدمه التلفزيون الليبي مع الشاعر الكبير الجواهري خلال زيارته الى طرابلس لاستلام جائزة القذافي عام 1989 التي أعد لها احتفالا كبيرا ، قدم فيه الجواهري احدى قصائده مع ان الجائزة فقدت قيمتها المعنوية ، لانها منحت الى عدد كبير من الشخصيات العربية والعالمية ففقدت بريقها ، وقد ذكر ذلك صراحة الاديب الليبي المعروف علي المصراتي في جلسة خاصة جمعتنا معه . ومن حسن الصدف كنت قد تعرفت على الاديب علي المصراتي في الجزائر حين كنت ادرس في معهد اللغة العربية في تيزي اوزو عاصمة بلاد القبائل – الامازيغ – اذ دعي الى ملتقى ادب الثورة الجزائرية الذي اقامته جامعة تيزي اوز ، فكان هو من بين المدعويين ، لذلك حين عملت في ليبيا زرته مرة او مرتين وتجاذبنا اطراف الحديث فيما يخص شؤون السياسة والادب ، كان اديبا حاضر البديهة نهل من منابع الثقافة العربية ومتحدثا لبقا وجريئا في طروحاته .
ومن الادباء الذين التقيتهم في طرابلس الدكتور علي خشيم ، وكان استاذا ورئيس قسم في جامعة طرابلس .
كانت زيارة الجواهري الى طرابلس فرصة للقاء به ولكني لم اكن اعرف الفندق الذي نزل فيه، بينما استطاع بعض الزملاء الظفر بلقاء معه على عجالة لعدم وجود اي تخطيط او جدول زيارات لمثل هذه الفعاليات في ليبيا ، كل شئ يعتمد على الصدفة ، وقد اخبرني بعض الزملاء انهم التقوا الجواهري في لقاء سريع على غير موعد .
اما المرة الاولى التي زرت فيها الجواهري فكانت في دمشق ، حين زرت زميلي د. كفاح الجواهري عام 1987 في قصر السبكي الذي خصصته سوريا لاقامة الجواهري واسرته في دمشق، ولكن الجواهري كان مسافرا خارج سوريا فلم اتشرف بلقائه .
بعد اسبوع من وصولي من الجزائر الى ليبيا عام 1988 وخلال اقامتي في الفندق لم اجد فسحة لقضاء اوقات الفراغ سوى مقهى تابع للفندق المطل على البحر ، مقهى صيفي كبير ، يلتقي فيه الوافدون والعاملون المقيمون في العاصمة طرابلس مساء كل يوم ، يتبادلون الاخبار وشرب اقداح الشاي الاسود الملئ بالفول السوداني . لم اكن اعتدت على شاي طرابلس وهو لا يقارن بالمذاق الطيب للشاي المغربي الاخضر مع النعناع.
ام كلثوم تصدح بصوتها الصداح : الاطلال ، انت عمري ، سيرة الحب ... لمسة طرب شرقية اكثر منها شمال افريقية ، خليط من المصريين والعراقيين والسوريين والسودانيين ... يتبادلون اخبار بلدانهم التي لم يجدوا فيها مكانا يأويهم او ينتمون اليه ، لاسباب اقتصادية او سياسية، اجتمعوا ليلا في هذه المقهى على البحر المتوسط في الشمال الافريقي القاحل من كل شيء.
* * *
انتقلت من الجزائر الى ليبيا وكان العديد من العراقيين يقيمون ويعملون فيها منذ سنوات ، حصلوا على فرص عمل في مجالات مختلفة اهمها التعليم والمعاهد الصناعية والمستشفيات ، معظمهم ترك العراق بسبب الحرب العراقية الايرانية ، ومنهم من اكمل دراسته في البلدان الاوربية ، وعلى الاخص في اوربا الشرقية وروسيا وفضلوا عدم العودة الى الوطن .
ابو امير عرفته في الجزائر ، كان يعمل في جامعة تلمسان، انتهى عقد عمله في الجزائر وغادر الى اوكرانيا قبل عامين ، التقيت به هنا في المقهى :
- كيف الاحوال ابو امير ، هل تقدمت بطلب عمل ؟
- نعم وانا في انتظار الموافقة .
ابو امير متخرج من جامعات اوكرانيا ، تزوج هناك من روسية ، عمل في الجزائر وغادر عائدا الى اوكرانيا عند انتهاء عقد عمله في الجزائر، بعد قضاء عامين في اوكرانيا جاء الى ليبيا بحثا عن فرصة عمل لان الوضع الاقتصادي في اوكرانيا لا يشجع على البقاء هناك بسبب بدء تفكك الاتحاد السوفيتي ، وهو لا يستطيع العودة الى العراق لانه معارض للسلطة.
بعد ايام التقيته في نفس المقهى ، اخبرته عن حصولي على عقد عمل في جامعة ناصر .سـألته عن امره ، فاجابني ساخرا:
- عزيزي اذا شهادتي مختومة بـ ( جاكوج ومنجل ) بهذا الحجم – واشار راسما دائرة كبيرة باصابع يديه - فكيف احصل على فرصة عمل !!
- وما ذا ستعمل ؟
- ساعود الى اوكرانيا ، لا مجال هنا .
* * *
بعد قضائي اربعة اعوام من العمل في جامعة تيزي اوزو وبسبب الازمة الاقتصادية التي عصفت بالجزائر اواسط الثمانينات ، اخذت الحكومة تقلص وتلغي عقود عمل الاجانب العاملين في الجامعات في محاولة لاحلال الخريجين الجزائريين بدلا من المتعاقدين العرب والاجانب من اجل تقليص ميزانية المدفوعات من العملة الصعبة الدوفيز ( استعاروا الكلمة من الفرنسية ).
الدوفيز كان حلم كل جزائري ، لان العملة المحلية كانت غير ذات قيمة في الخارج .
سبقني العديد من الزملاء في مغادرة الجزائر قبل او بعد انتهاء عقودعملهم ، اغلبهم غادروا نحو بلدان اللجوء مثل كندا وبريطانيا وهولندا والمانيا والسويد .
حصلت على تاشيرة دخول الى بريطانيا من السفارة البريطانية في الجزائر واشتريت تذاكر سفر الى لندن . تهيأت للمغادرة والسفر الى بريطانيا .
قبل ان نغادر الى بريطانيا انا وزوجتي بايام قليلة – وكان قد مضى على زواجنا عام واحد فقط – اخبرني أحد الزملاء اللذين عادوا للتو من ليبيا ، بان هناك حاجة للاساتذة في جامعات ليبيا، وان الاجواء الشرقية الجميلة وكثرة العاملين العرب والعراقيين تجعلك لا تشعر بالغربة التي يشعر بها الانسان في البلدان الاوربية التي تتميز ببرودة الطقس والعزلة .
واضاف : في ليبيا الشمس مشرقة اغلب ايام السنة ويحظى العراقيون باحترام كبير.
قررت السفر الى ليبيا بحثا عن فرصة عمل جديدة هناك ، فالغيت سفري الى بريطانيا وسافرت الى طرابلس ، عام 1988.
وصلت طرابلس مع بعض الكتب وحقيبة ملابس والة كاتبة يدوية من نوع بروذر يابانية اشتريتها في الجزائر بما يقابل مائة دولار، كانت الة نادرة في العالم العربي ويصعب الحصول عليها .
ذهبت لابحث عن غرفة في أحد الفنادق وهي قليلة فلم اجد مكانا.
بعد جهد كبير حصلت على غرفة في فندق يتميز بغلاء اسعاره قريب من البحر في العاصمة طرابلس .
اصر صاحب الفندق على ان اضع التأمينات بالدينار الليبي ورفض ما قدمته من عملة اجنبية معي ، ولم يكن في الفندق بنك لتصريف العملات ، اتصلت بالصديق ابي فراس هاتفيا ، لحسن الحظ كان لديه هاتف بمنزله لانه ممثل لمنظمة عربية في طرابلس، جاء وقدم التامينات مشكورا لادارة الفندق ، فحصلت على غرفة .
لاحظت عدم وجود مطاعم في المدينة فاضطررت الى تناول الطعام في مطعم الفندق يوميا، مما ولد لدي السأم من الطعام الذي كان غالبا من الدجاج المشوي حتى علق احد الظرفاء باننا سنصبح – واوية / بنات اوى - بسبب اكل الدجاج المستمر .
خلال الشهر الاول من اقامتي حصلت على عقد عمل في جامعة ناصر وهي ضمن جامعة الفاتح في طرابلس ، وبسبب عدم توفر السكن عقدت الجامعة اتفاقا مع الفندق كي نقيم فيه انا واسرتي الصغيرة – رزقنا ولدا خلال تلك السنة – .
* * *
يقيم الشاعر مظفر النواب في طرابلس ، ولكنه يقضي أغلب ايام السنة في دمشق . كان اشهر عراقي في ليبيا ، وكانت اشعاره وقصائده التحريضية السياسية التي تتلاءم وتطلعات ليبيا تذاع من الاذاعة الليبية باعتبارها بلد الثورة العالمية .
كنت من المعجبين بشعر النواب مثل أغلب أبناء جيلي ، فقد تعرفت على اشعاره اواسط الستينات ، حين كانت تردنا قصائده المدهشة من سجن العمارة ، وتوزع بين الشباب ، ثم اشتهرت قصائده في السبعينات مثل حن وانا احن ، وقصيدة للريل و حمد .
ظلت قصائده الشهيرة من ديوان للريل وحمد مثار اعجاب ونقاش بين الشباب قبل صدورها في ديوان، كانت تتداول سرا رغم خروج النواب من العراق ، واذكر اني قبل مغادرتي بغداد عام 1979 استعرت ديوان للريل وحمد من احد زملائي واستنسخته في ليلة واحدة في دفتر خاص واعدت الكتاب اليه ليرافقني الدفتر في سفرتي التي غادرت فيها الى الهند .

* فصل من سيرة ذاتية للكاتب بعنوان : اوراق الغربة



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم عبد الكريم قاسم ومبادرة المالكي
- النجيفي يقسم العراق قسمة ضيزى
- معا نمزق طبول الدكتاتورية الجديدة .... ملاحظات من قصب
- عرس الدجيل....تظاهرات وتمنيات
- شجاعة المرأة السعودية .....دعوة لنصرتها
- اياد علاوي ... القائمة العراقية وضرورة التغيير
- حول التيار الديمقراطي .. الخيول الهرمة لاتستطيع الفوز في الس ...
- القوات الامريكية في العراق ... من المسؤول عن تمديد او تجديد ...
- جاي هاللين : هل تتعلم بغداد من روما 2/2 ... سنوات الرصاص
- جاي هاللين : هل تستطيع بغداد التعلم من روما
- كوردستان مهد النقلة الحضارية الاولى .... جرمو اولى القرى الز ...
- نهاية ابن لادن ... الوداع الاخير لسياسة جورج بوش
- مفقسة الارهاب ... امراء وزعماء
- الطلقة الاولى باتجاه المواطن
- المالكي ... لا رأي لمن لا يطاع
- المجتمع العراقي واثار الماضي
- تظاهرات بغداد يوم 25 / 2 ...... حذار من استغلال التظاهرات
- من وحي الثورة التونسية .... الانظمة العربية مطالبة بوقف التع ...
- درس تونسي ..... هروب ابن علي من الجنة الخضراء
- اوراق الغربة مسيرة مناهضة للديكتاتورية ..... ذكريات من ا ...


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - ليبيا اخر المحطات العربية .... وجها لوجه مع القذافي 1/ 3