أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - المجتمع العراقي واثار الماضي














المزيد.....

المجتمع العراقي واثار الماضي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استطاع الباحث الراحل علي الوردي تشريح بنية المجتمع العراقي طولا وعرضا وتوصل الى نتائج باهرة حللت المعضلات التي يعانيها المجتمع العراقي والتي تمثلت في بنيته المزدوجة التي تجمع بين البداوة والمدينة واثر هذا الصراع على الفرد والمجتمع . اضافة الى اسباب اخرى كثيرة قادت الى تخلف المجتمع وعرقلت مسيرته نحو التقدم والانعتاق من اسر الماضي والصراعات الدينية والمذهبيية والطائفية والعرقية. وبسبب الموقع الجغرافي للعراق واختلاط الاجناس فيه وغنى وخصوبة اراضيه التي كانت تعرف بارض السواد لكثرة نخيله ،اصبح محجا لمختلف القبائل الوافدة من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، وكذلك مهدا للاديان المتعددة التي نشأت فيه واسهمت في تقسيم المجتمع الى طوائف تحاول التأقلم بشتى السبل مع البيئة ومع الاخر للحفاظ على البقاء.
وخلال القرن العشرين اصيب المجتمع العراقي بجرثومة النظام البعثي الذي زاد في الانقسام الطائفي والديني والقومي وعمل على هدم القيم المتوارثة التي كانت تعين المجتمع على المضي قدما – وان ببطء – في طريق التطور ومسايرة المجتمعات الاخرى التي كان لها قصب السبق في التقدم والتطور وعلى الاخص المجتمعات الاوربية التي انطلقت بعد الحرب العالمية الثانية لتخترق الافاق وتفتح الابواب المغلقة في صنوف العلوم والمعارف الجديدة .
ومن بين اهم القيم التي حاول النظام البعثي هدمها هي قيم التكافل الاجتماعي والتضامن بين ابناء المدينة او المحلة او العشيرة او الاسرة ، فعمد الى نشر ثقافة الوشاية وكتابة التقارير والتجسس واشاعة الخوف من الاخر والتوجس بين المواطنين بحيث لم يأمن الاب من ابنه ولا الزوج من زوجته ولا الاخ من اخيه .... الخ .
ومن خلال الحروب الطاحنة التي زج فيها البلاد ، والامساك بلقمة المواطن من خلال البطاقة التموينية ، جعل المواطن اسيرا للدولة ، وفي الحقيقة اسيرا لحزب البعث ، لان الدولة اصبحت هي الحزب والحزب هو الدولة ، حتى تم اختصار الجميع برأس النظام ، فاصبح المواطن عبدا اسيرا لعيون رأس النظام الذي اصبح الامر الناهي والحاكم بامره يستطيع ان يقتل من يشاء استنادا الى نظرة عين او غمزة حاجب ، واستمد منه هذا الحق اي شخص يمت له بصلة قرابة او منصب حزبي او حكومي ، فاصبح الخادم الذي يخدم اسرة النظام يستطيع ان يسوق من يشاء الى المقصلة .
وجراء هذه الممارسات الشاذة واللاقانونية ، اضافة الى الكثير من القوانين والممارسات الشاذة مثل صلم الاذان وقطع الالسن ووشم الجباه ، وذبح النساء وسوق الشباب الى ساحات الاعدام والمقابر الجماعية دون مبرر ، اصيب المجتمع العراقي بشروخ كبيرة ، سواء في بنيته النفسية ام في بنيته الاجتماعية ، ولذلك اصبح سلوك المجتمع العراقي يتسم بسمات لم تكن مقبولة فيه قبل عقدين من السنين مثلا ، فالرشوة كانت عارا على من يوصف بها ، وعلى سبيل المثال كانت صفة الرشوة تطلق على شرطة نوري السعيد تحقيرا لها ، فكان الناس يرددون عبارات من امثال : عبر واشرك للشرطي ، اي قدم درهمك للشرطي – الواشر كناية عن الدرهم وكان يومذاك مبلغا معتبرا يدفع للشرطي لكي يسهل امرا.
بينما لم يعرف مثلا عن الجيش تعاطي الرشوة ، لذلك كان يحظى باحترام كبير .
اما في الوقت الحاضر ، نرى الرشوة اصبحت سمة وظاهرة غالبة في المجتمع العراقي ،يتعامل بها الجميع دون استحياء او خجل ، حتى اصبح لكبار الموظفين اعوانا ومعقبين ومحامين ورجال اعمال يتقاسمون معهم الرشوة التي يحصلون عليها من المواطنين والشركات وكل من له حاجة او عمل مع دائرة من دوائر الدولة .
كما اشاع العنف الذي مارسه النظام البعثي مع المواطنين قرابة اربعة عقود ، اسلوب اللجوء الى الاستزلام على المواطنين ، والتعامل القاسي معهم من قبل المسؤولين ، سواء المدنيين او العسكريين ، وكذلك شيوع العنف بين فئات المجتمع على اختلافها ، فالجميع مسلح ويستعمل السلاح عند ابسط خلاف ، وتطور استخدام السلاح من المسدس والبندقية الى الرشاش والقنبلة اليدوية والهاون وغير ذلك .
من خلال متابعة اولية للظواهر الشائعة في المجتمع العراقي في الوقت الحاضر نلمس الحاجة الكبيرة للدراسات النفسية والاجتماعية التي تحاول معالجة اهم ظاهرتين في المجتمع هما العنف والفساد المالي ، على اساس ان معالجة هاتين الظاهرتين تعد من الاولويات امام اية حكومة ، كما تعد من مهام منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العلمية والطبية والمالية . ولا بأس من الاستعانة بالمنظمات الدولية والمؤسسات العلمية والطبية المعروفة في هذه المجالات التي تستطيع وضع اسس جديدة للتعاطي مع امراض المجتمع .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرات بغداد يوم 25 / 2 ...... حذار من استغلال التظاهرات
- من وحي الثورة التونسية .... الانظمة العربية مطالبة بوقف التع ...
- درس تونسي ..... هروب ابن علي من الجنة الخضراء
- اوراق الغربة مسيرة مناهضة للديكتاتورية ..... ذكريات من ا ...
- مؤتمر المغتربين العرب في القاهرة ... اهداف و آمال
- مجلس النواب العراقي … تسعيركم الشلغم اثلج قلوبنا
- السعودية …. حان موعد دعوة المالكي
- علماء النجف الاشرف في حوار مع البرلمان الفرنسي ...خطوة نحو ا ...
- رئيس مجلس النواب السيد اسامة النجيفي ... خطوة الى الامام خطو ...
- دعوة السعودية ... الدعوة البتراء
- وثائق ويكيليكس .. سلة مهملات البنتاغون
- ويكيلكس ينشر وثائق البنتاغون السرية ….. انها الحرب
- التدخل الاقليمي الحرام والدور الامريكي الحلال
- دلمون أرض السعادة السومرية ... من جبال زاغروس الى البحرين
- الاحصاء السكاني ... الكورد الفيليون ، جدل القومية والمواطنة
- الحكومة العراقية .. من اروقة السياسة الى موسوعة غنيز
- بشرى سارة ... اختيار رئيس الوزراء صباح غد
- نتائج الانتخابات السويدية وآفاقها
- ربط انتاج وتصدير نفط البصرة مع نفط كوردستان
- السومرية والجذور المشتركة مع اللغة الكوردية 2 من 2


المزيد.....




- رئيسة المكسيك تكشف ما قالته لترامب عندما عرض إرسال قوات أمري ...
- لواء مصري يكشف بالتفاصيل حقيقة الأنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية ...
- نتنياهو يطالب قطر -بالكف عن اللعب على الجانبين- في مفاوضات غ ...
- والد أحمد الشرع يهدد إسرائيل: سنقاتلكم بأظافرنا ونعرف متى نض ...
- مؤسسة -هند رجب- تكشف هوية الضابط الإسرائيلي المسؤول عن قتل ا ...
- السفارة الروسية لدى السويد تدين الحملة المعادية لموسكو في وس ...
- تحطم طائرة فوق منازل في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكي ...
- الخارجية السودانية تتهم -قوات الدعم السريع- بقتل 300 مدني غر ...
- الجزيرة ترصد أوضاع الأطفال داخل مستشفى الرنتيسي بغزة
- على وقع تظاهرات مستمرة.. هذه أبرز مطالب الأحزاب في بنغلاديش ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - المجتمع العراقي واثار الماضي