وثائق ويكيليكس .. سلة مهملات البنتاغون

مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 01:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الغريب ان يحصل موقع ويكيليكس على هذا الكم من الوثائق العسكرية ! رغم علمنا ان في كل دائرة من الدوائر التجارية الكبيرة هنا في اوربا وفي امريكا مكائن خاصة لاتلاف الورق الزائد وغير المرغوب فيه خشية الاستفادة منه اذا صار في سلة المهملات لان هناك من هو مختص في سرقة اوراق المهملات والاستفادة مما فيها من اسرار ومواضيع قد تكشف سرا من اسرار الشركات الصناعية والتجارية ، لذلك تحرص الشركات المالية والصناعية والتجارية على وضع ماكنة خاصة تقوم باتلاف الاوراق بشكل لا يترك لاي شخص فرصة الاستفادة منها او قراءتها . فكيف وصلت تلك الوثائق البنتاغونية ، حتى ان كانت من سلة المهملات الى ايدي اصحاب موقع ويكيليكس ؟
من المفيد ان نشير الى ان اسانج ، وهو صاحب او مدير موقع ويكيليكس ، استرالي الجنسية ، كان قبل اشهر قليلة في السويد ، وبعد ان نشر وثائق عن الحرب الافغانية ، اقامت سيدتان سويديتان دعوى عليه في مركز للشرطة واتهمتاه بالتحرش والاعتداء الجنسي، ولكنهما قدمتا اخبارا فقط للشرطة واحجمتا عن تسجيل الشكوى خوفا من تبعات الاجراءات والتحقيقات ، وخشية من نفوذ اسانج ، صاحب موقع ويكيليكس .
لذلك اضطر اسانج الى الاختفاء وتوارى عن الانظار ، وربما سافر سرا الى بريطانيا قبل ان تصدر عليه مذكرة القاء القبض او الحجز ، او ان هناك من ساعده في التخلص من هذه الورطة والفضيحة ، فظهر بعدها في لندن في مؤتمر صحفي لنشره وثائق عن العراق في ضربة اعلامية تجارية كبيرة استفادت منها العديد من الجهات الاعلامية في محاولة لتوظيفها ضد العراق وحكومته وشعبه وتحريض الرأي العام والمنظمات الدولية عليه والاستفادة من المعلومات التي وردت في تلك الاوراق سواء كانت حقيقة ام كذب ، المهم انها اوراق كتب فيها كل شئ عدا المعلومات التي تخص الارهابيين وازلام نظام صدام .
وحين تذكر ارقام القتلى تجمع الضحايا شهداء الشعب العراقي من مدنيين وشرطة وجنود مدافعين عن امن المواطنين ، مع الارهابيين والصداميين والقتلة والمهربين والقادمين من وراء الحدود لتفجير انفسهم وتفخيخ السيارات التي اودت بالمئات من المواطنين الابرياء.

وليس سرا ان ما من شيء في العالم الرسمالي دون ثمن ، حتى سلة المهملات تعرض للبيع ، ومن الطبيعي ان يكون لها اكثر من راغب ، وهذا يحدث هنا في السويد على سبيل المثال ، فالزبالة لها تجارها ، ولها شركات تتنافس فيما بينها للحصول على ازبال المدينة ، وتفوز بالحصول عليها اكبر الشركات التي تقدم افضل الاسعار ، وعلى سبيل المثال تنبهت البلدية الى ان المستفيد من الازبال وحدة انتاج الكهرباء في المدينة ، فانها تستطيع استغلال الازبال كوقود لتنتج الكهرباء ، وتقوم بغلي الماء الذي توزعه على البيوت وتحصل مقابل الماء الحار على مبالغ مجزية من شركات السكن لانها تقوم بتدفئة المنازل في الشتاء بواسطة الماء الحار الذي تزودهم به وحدة انتاج الكهرباء ، اما ورق الجرائد المستعملة والاكياس سواء الورقية او النايلون فلها صناديق معينة توزعها الشركات على المناطق لتجمع ما يرميه السكان من مخلفات ورق ونايلون وبلاستك وزجاج ، ولكل منها صندوقه الخاص ، ثم تنقله السيارات الخاصة الى مقر الشركة التي تعيد فرزه وبيعه الى معامل اخرى من اجل اعادة التصنيع وهلم جرا.
اما روث الحيوانات فله اسعاره العالية التي تنافس اسعار الرز العنبر والبسمتي ، وقل مثل ذلك عن النخالة ، وهي التي يجمعها المنتج بعد طحن حبوب القمح ، فان سعرها اغلى من سعر القمح نفسه وتباع بعلب جميلة خاصة واسعار مضاعفة .
وعسى ما نقدمه من معلومات عن الازبال ان يساعد على اغراء التجار العراقيين المغامرة في منافسة الشركات السويدية في جمع النفايات والازبال ، تلك الشركات التي لها باع طويل في الزبالة وتفقه فيها اكثر من فقهنا في الشعر والنحو ، حتى انها تعرف اكثر من الحاج زبالة نفسه في انتاج عصير الزبيب ، لانهم اخذوا يخلطون الزبيب مع النخالة ويبيعوه على اساس انه افضل علاج للكولسترول والضغط في طعام الصباح .... اي انهم جمعوا شربت الحاج زبالة مع كعك السيد ولكن بدون دهن ، وللذين لا يعرفون ماركة كعك السيد نقول لهم انه اشهر كعك كان ينتج ببغداد في منطقة باب الاغا ، وهو قريب من شربت الحاج زبالة .
نعود الى ويكيليكس التي لا يخفى على المطلعين فوزها بالحصول على سلة مهملات البنتاغون مقابل سعر خاص ، ربما يفوق ما يتصوره جياع افريقيا فيما لو سألناهم عنه ، حتى بيل غيتس قد يستغرب ان يكون ثمن سلة مهملات البنتاغون اغلى من سلة مهملات اسرار صناعته في المايكروسوفت ؟ واذا قدر لنا الزمن ان نطلع على سعر شراء ويكيليكس لتلك الوثائق ، فلا شك سيقودنا المبلغ الى سؤال ساذج يسأله اي محقق في الجريمة الجنائية مثل شاركلوك هولمز ، هو من المستفيد ، واذا عرفنا المستفيد سنعرف من هو دافع المبلغ الباهض لسلة مهملات البنتاغون ، او قل ازبال البنتاغون كرمك الله .

#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات