مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 09:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعلنت الولايات المتحدة المتحدة الامريكية القضاء على ابن لادن في معركة لم يكشف الكثير عنها ، كما يمثل الاعلان عن القاء جثته في البحر محاولة للتخلص منه والتملص من جميع التبعات التي تترب على وجود جثمانه لدى امريكا.
مع كل القوات والمعارك التي قادتها امريكا ومساعدة دول حلف الناتو لم تستطع حسم الوضع في افغانستان حيث ادار ابن لادن معركته من هناك . افغانستان البلد الذي يعاني من مشاكل لا تعد ولا تحصى ولكنه مع ذلك عرف بمناعته وصعوبة السيطرة عليه بسبب جغرافيته وعصيان شعبه وتدخل العديد من الدول الاقليمية في ارضه وسمائه.
ليس من الاسرار الكشف عن عمق الازمة التي تعيشها امريكا منذ انهيار اسعار العقار وافلاس اكثر من بنك ، وازدياد نسبة البطالة الى مستوى يرهق كاهل الاقتصاد الامريكي لما يترتب على ذلك من دفع بدلات بطالة ومساعدات للحفاظ على الحد الادنى من الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تكفل السلام الاجتماعي .
وهو السبب الاول وراء صعود نجم اوباما الذي وعد بسحب القوات الامريكية من العراق والكف عن لعب دور ( شرطي من اجل الديمقراطية ) وتحقيق اصلاحات في النظام المالي والصحي وغير ذلك مما يحتاجه الشعب الامريكي كي يستطيع امتلاك الريادة في العالم الصناعي والسير قدما في العلوم والاختراعات التي تكفل الصدارة للولايات المتحدة الامريكية في العالم .
ان استنزاف الولايات المتحدة الامريكية في حرب افغانستان وانشغالها في حرب عصابات مع شعب بدائي ، انهك الميزانية الامريكية وشغلها عن مواصلة التقدم السريع المطلوب في مجالات العلوم والحياة ، ولذلك لابد من فك الارتباط مع التخلف وتركه ليعيش ايامه الرتيبة كيفما تقوده رياح التغيير الداخلية بدلا من فرض التغيير على بلدان ومجتمعات مثل افغانستان واليمن ومصر والعراق وغيرها من بلدان، ان انشغلت بها الولايات المتحدةالامريكية ستجر عربتها نحو الهاوية او تجعلها تسير ببطء مثقلة بمشاكل التخلف التي تعاني منها بلدان العالم الثالث ، ومثلما تركت امريكا فيتنام والصومال ستترك عاجلا وليس اجلا افغانستان وغيرها من بلدان تورطت فيها بسبب السياسات السابقة لجورج بوش والتي تعد سياسات قديمة نتاج عقلية عسكرتارية مرتبطة بزمن ما قبل الانترنيت.
فالتطور الحاصل اليوم في العالم لا يحتاج الى تدخل قوات عسكرية بالاسلوب والطرق التقليدية المعروفة سابقا ، وبسبب ذلك اصبح العالم بحاجة الى علاقات دولية جديدة ايضا لا تستند على القواعد الموضوعة سابقا في سجلات عصبة الامم او الامم المتحدة او الاتحاد الاوربي .
حتى الاحلاف العسكرية اصبحت غير مجدية فتحالف عسكري مثل الاطلسي – الناتو- الذي عهدت اليه ادارة المعركة مع القذافي اعلن انه لايستطيع الاستمرار بالمعركة دون طائرات امريكا الحديثة .
لذلك تعد العملية التي قضت فيها امريكا على ابن لادن الستارة الاخيرة التي اسدلت على عهد جورج بوش بما يمثله من قديم ، عهد مضى غير مأسوف عليه حمل علامات فاصلة منها انهيار البرجين الامريكيين وتحرير العراق من صدام والتدخل العسكري في افغانستان .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟